الجيش يقتل اثنين من قادة حماس من المتورطين في الهجوم المسلح على جنوب البلاد
قبل العملية البرية المتوقعة، الجيش يقول إن ممر الإخلاء مفتح لسكان شمال غزة، وفرار مئات الآلاف جنوبا؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه سيهاجم بـ"قوة كبيرة"
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت اغتياله لقائدين عسكريين في حركة حماس، بعد أسبوع من الهجوم الذي نفذته الحركة على بلدات في جنوب إسرائيل والذي قُتل فيه 1300 إسرائيلي، في الوقت الذي كرر فيه الجيش دعوته للمدنيين في غزة بالتحرك جنوبا، وذلك قبيل عملية برية متوقعة.
وقال الجيش إن علي القاضي، وهو قائد سرية في وحدة كوماندوز “النخبة” الذي قاد إحدى الهجمات في 7 أكتوبر، قُتل في غارة بطائرة مسيرة في أعقاب جهود استخباراتية قام بها جهاز الأمن العام “الشاباك” ومديرية المخابرات العسكرية.
واعتقلت إسرائيل القاضي في عام 2005 بتهمة اختطاف وقتل رجل الأعمال الإسرائيلي ساسون نوريئل وتم إطلاق سراحه إلى قطاع غزة كجزء من صفقة غلعاد شاليط عام 2011.
وأعلن الجيش أيضا أنه اغتال قائد المجموعة الجوية لحركة حماس، مراد أبو مراد، في غارة جوية ليلية على هدف في قطاع غزة.
وأن أبو مراد “قام بدور كبير في توجيه الإرهابيين خلال المذبحة” التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، والتي شملت مهاجمين دخلوا إسرائيل من الجو على متن طائرات شراعية.
في غارات منفصلة “واسعة النطاق” خلال الليل، قال الجيش أنه ضرب عشرات المواقع التابعة لقوات الكوماندوز التابعة لحماس، التي قادت التسلل إلى إسرائيل في 7 أكتوبر.
ووفقا للسلطات الصحية التي تديرها حماس في قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 2215 فلسطينيا وأصيب 8714 آخرين في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ بدء القتال في 7 أكتوبر.
تم العثور على جثث ما يقدر عددهم بنحو 1500 مسلح فلسطيني في الأراضي الإسرائيلية بعد هجوم حماس في نهاية الأسبوع الماضي، وفقا للجيش الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، واصل الجيش حث الفلسطينيين في شمال قطاع غزة على الإخلاء، قائلا إن الممرات ستبقى مفتوحة حتى بعد ظهر السبت.
وقال المتحدث باسم الجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة X (تويتر سابقا): “إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاخرجوا نحو الجنوب حسب تعليماتنا”.
وأضاف: “كونوا واثقين بأن قادة حماس قد اهتموا بأنفسهم ويحتمون من الضربات في المنطقة”.
أبلغ الجيش الإسرائيلي الأمم المتحدة بضرورة نقل جميع السكان الفلسطينيين شمال وادي غزة إلى جنوب القطاع.
وردا على دعوة الجيش الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين بالانتقال إلى أماكن آمنة، طلبت حماس من السكان البقاء في منازلهم: “لا تتبعوا تعليمات الإخلاء الدعائية”. من المعروف أن الحركة تحاول إجبار السكان على تجاهل مثل هذه الإخطارات التي يرسلها الجيش.
أشارت دعوة الجيش للإخلاء إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يكون يستعد لشن عملية برية بعد أسبوع من القصف الجوي ردا على هجوم حماس الضخم يوم السبت الماضي.
قتل مسلحو حماس نحو 1300 إسرائيلي غالبيتهم قُتلوا في مهرجان موسيقي.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيئل هغاري يوم السبت إن الجيش الإسرائيلي يستعد للمراحل التالية من الحرب الجارية، وحث الفلسطينيين في شمال القطاع على الإخلاء، قائلا إن إسرائيل سوف “تهاجم بقوة كبيرة”.
وصرح هغاري في مؤتمر صحفي “نحن منتشرون ومستعدون بقوة للمراحل القادمة من الحرب… نقوم بتجهيز القوات ومراجعة الخطط وإعدادها في كافة الساحات جنوبا وشمالا ووسطا”.
وأضاف: “نحن نركز على غزة ولكننا منتشرون على نطاق واسع [في جميع أنحاء البلاد] مما يسمح لنا بالعمل في وقت واحد في جميع الساحات”.
وقال هغاري إن مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيي أخلوا منازلهم من شمال غزة إلى الجنوب، بعد تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بأنه سيستهدف المنطقة بقوة قريبا.
“لا يزال هناك مواطنون لم يتم إخلاؤهم بعد. ومن يختار عدم الإخلاء يعرض نفسه وعائلته للخطر. سنهاجم بقوة كبيرة المناطق التي تم إخلاؤها”.
وقال هغاري إن حماس تتعرض لضغوط وتحاول منع المدنيين الفلسطينيين من الإخلاء، “لأن قادة المنظمة يختبئون تحتهم”.
في غضون ذلك، تجدد إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل من صباح السبت بعد هدوء دام نحو 10 ساعات، وهو نمط كررته الفصائل المسلحة في غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأفادت تقارير أن أربعة أشخاص أصيبوا في هجوم بقذائف الهاون قرب بلدة نيريم الإسرائيلية بجنوب البلاد، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.
بحسب مركز “سوروكا” الطبي في بئر السبع فإن حالة أحد المصابين خطيرة ولقد خضع لعملية جراحية، في حين وُصفت حالة آخر بالطفيفة، وهناك مصابان آخران في حالة خطيرة في المركز الطبي “بيلنسون”.
وقال مسؤولون في المدينة إن أربعة صواريخ أطلقها مسلحون من غزة سقطت في مدينة سديروت الحدودية مما تسبب في أضرار جسيمة ولكن دون وقوع إصابات.
أحد الصواريخ سقط على سطح معهد ديني يهودي في حين أصاب آخر معهدا تعليميا. كما سقط صاروخ آخر على خطة السكك الحديدية وسقط الرابع على أحد الطرق.
وكان فريق تصوير تابع للقناة 13 على بعد أمتار من الصاروخ الذي انفجر في الطريق لكنهم تمكنوا في الاحتماء في ملجأ.
תיעוד: נפילת רקטה סמוך לעמדת השידור של חדשות 13 בשדרות
לכל העדכונים – https://t.co/s5XUDeyobm@dor_cohen13 pic.twitter.com/PVS7nlC02J
— חדשות 13 (@newsisrael13) October 14, 2023
كما أفادت تقارير إعلامية عبرية بإصابة شخص عندما تم إطلاق صاروخ موجه مضاد للدبابات من قطاع غزة باتجاه منطقة إشكول في جنوب البلاد.
بعد ذلك بوقت قصير، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مسيرة استهدفت خلية أطلقت صاروخا.
وفي ما يبدو أنه جزء من الحادث نفسه، زعمت حماس أن عناصرها عبروا السياج الحدودي لغزة بالقرب من خان يونس واشتبكوا مع القوات الإسرائيلية.
وفي حادث منفصل خلال الليل، قال الجيش إن مسلحيْن فلسطينيين قُتلا أثناء محاولتهما التسلل إلى إسرائيل من قطاع غزة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلقت دبابة قذيفة على المسلحيْن، بالقرب من بلدة ناحال عوز الجنوبية.
يوم الجمعة، دخلت قوات إسرائيلية قطاع غزة في “مداهمات محلية” لتطهير المنطقة من مسلحين محتملين وتحديد مكان إسرائيليين مفقودين، بحسب الجيش، في ما يرجح أن يكون مقدمة لتوغل واسع ردا على الهجوم المباغت في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال هغاري إن قوات مدرعة وقوات مشاة نفذت عمليات بحث و”أحبطت فرق صواريخ موجهة مضادة للدبابات كانت تنوي التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية”.
وأضاف: “عثرت القوات على نتائج قد تساعد في الجهود لتحديد مكان المفقودين. سنواصل بذل كل الجهود للعثور على كل التفاصيل المتعلقة بالمفقودين والرهائن”.
وقد احتجزت حماس ما يتراوح عددهم بين 150 إلى 200 شخص كرهائن خلال هجومها القاتل يوم السبت الماضي. وأبلغ الجيش الإسرائيلي حتى الآن عائلات 120 رهينة بأن أحبائهم محتجزون في قطاع غزة.
بالإضافة إلى الحدود الجنوبية، لا تزال التوترات في الضفة الغربية عالية.
يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 280 مطلوبا فلسطينا في الضفة الغربية، 157 من بينهم تابعين لحماس، منذ بداية الحرب.
يوم الجمعة وحده، اعتقل الجيش الإسرائيلي 25 من ناشطي حماس، من بينهم عضوان بارزان تم اعتقالهما في نابلس.
ووقعت عدة اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، ووقعت 10 محاولات هجمات على الأقل، بحسب الجيش.
وبحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 54 فلسطينيا في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
وتتصاعد التوترات أيضا على الحدود الشمالية، حيث تبادلت إسرائيل إطلاق النار مع منظمة حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها في لبنان في الأيام الأخيرة. وقد قُتل ما لا يقل عن أربعة جنود إسرائيليين، وثلاثة من مسلحي حزب الله، ومسلحيْن فلسطينييْن في الاشتباكات.