الجيش يعلن مقتل عشرات المسلحين في غزة ليلا؛ مع وصول الدبابات إلى مشارف القطاع
الجيش يقول إن قوات جديدة دخلت القطاع؛ شهود عيان فلسطينيون يفيدون بأن الدبابات أغلقت طريقا رئيسيا بين شمال وجنوب القطاع؛ إصابة منازل في نتيفوت بهجوم صاروخي
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين زيادة توغله في شمال قطاع غزة خلال الليل، واشتبك في سلسلة من المعارك مع نشطاء حماس وقتل العشرات منهم.
وبحلول منتصف الصباح قال شهود عيان فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى مشارف غزة وأغلقت طريقا رئيسيا يربط شمال غزة بجنوبها.
بحسب الجيش، اشتبكت القوات، بما في ذلك الدبابات والمشاة، مدعومة بسلاح الجو، خلال الليل مع أعضاء حماس الذين تحصنوا في المنازل وحاولوا مهاجمة الجنود.
وقالت حماس أيضا إنها تخوض “قتالا عنيفا” في شمال غزة.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن قوات إضافية دخلت قطاع غزة في اليوم الأخير، وأن الجيش يوسع عمليته البرية.
وأضاف: “خلال الليل، قضت القوات على عشرات الإرهابيين الذين تحصنوا في المباني وحاولوا مهاجمة القوات التي كانت تتحرك في اتجاههم”، مضيفا أن القتال مستمر.
צה"ל המשיך במהלך הלילה בהרחבת הפעילות הקרקעית ברצועת עזה.
בהיתקלויות עם מחבלים ברצועת עזה, חיסלו לוחמי צה"ל עשרות מחבלים אשר התבצרו במבנים וניסו לפגוע בכוחות. במהלך אחד מהאירועים, כלי טיס בהכוונת הלוחמים בשטח תקף מבנה כינוס של ארגון הטרור חמאס ובו מעל ל-20 מחבלים >> pic.twitter.com/IlGkMyoiSG
— דובר צה״ל דניאל הגרי – Daniel Hagari (@IDFSpokesperson) October 30, 2023
وتابع هغاري: “نحن ننفذ عملية برية موسعة داخل القطاع… القوات تتقدم نحو الإرهابيين، والإرهابيون يتحصنون في نقاط انطلاق، ونحن نهاجمهم من الجو”.
في إحدى الحوادث، وجهت القوات البرية سلاح الجو لتنفيذ غارة بطائرة مسيرة على نقطة انطلاق لحماس، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مسلحا، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وفي حادثة أخرى، قال الجيش إن طائرة مقاتلة قصفت موقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات وعددا من نشطاء حماس الذين تعرفت عليهم القوات البرية بالقرب من جامعة الأزهر في مدينة غزة.
في وقت لاحق الإثنين، قال الجيش إن القوات واجهت عددا من خلايا حماس التي حاولت مهاجمتها خلال ساعات الصباح. ووجهت القوات البرية المروحيات القتالية والطائرات المسيرة لضرب الخلايا وقتل أعضائها.
كما قال الجيش إن القوات دمرت مواقع إطلاق صواريخ وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، فضلا عن بنى تحتية أخرى تابعة لحماس.
وقتلت القوات البرية وسلاح الجو عددا من قادة حماس يوم الإثنين، وفقا للجيش.
وكان من بينهم قائد القوات البحرية التابعة للحركة في وسط غزة، محمد الصفدي؛ ورئيس مجموعة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التابعة لحماس في حي التفاح، مؤمن حجازي؛ ومحمد عوض الله، وهو ناشط كبير في حماس يشارك في تصنيع الأسلحة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش يوم الاثنين مركبات مدرعة تتحرك بين المباني وجنودا يتخذون مواقعهم داخل أحد المنازل. الموقع الدقيق غير معروف، لكن لقطات عسكرية أظهرت يوم السبت قوات تتحرك عبر مناطق رملية خالية بالقرب من السياج الحدودي الشمالي لغزة.
وقال شهود فلسطينيون لوكالة “فرانس برس” إن دبابات شوهدت في منطقة الزيتون على مشارف مدينة غزة. وقال أحد السكان: “لقد قطعوا طريق صلاح الدين ويطلقون النار على أي سيارة تحاول السير فيه”.
دبابة اسرائيلية تقصف سيارة من مسافة صفر بعد وصول الدبابات لشارع صلاح الدين#غزة_تباد_والرياض_تحتفل #غزة_الآن #غزة #فلسطين pic.twitter.com/uguxcMkWL7
— Khabar24 (@Khabar24net) October 30, 2023
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على مواقع القوات.
ومع ذلك، قال إنها نفذت خلال اليوم الماضي ضربات ضد حوالي 600 هدف لحماس في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع تخزين الأسلحة والمخابئ ونقاط الانطلاق.
ولم يصدر الجيش أي معلومات جديدة عن خسائر إسرائيلية محتملة. ليلة السبت، أصيب ضابط في الجيش الإسرائيلي بجروح خطيرة جراء سقوط قذيفة هاون، وأصيب جندي بجروح متوسطة خلال معركة مع مسلحين من حماس، وكلاهما في شمال قطاع غزة.
وفي خضم التوغل في شمال غزة، واصلت إسرائيل حث الفلسطينيين في المنطقة على الفرار إلى مناطق أكثر أمانا في الجنوب، وهو ما تفعله على مدار أكثر من أسبوعين.
في غضون ذلك، واصلت الفصائل الفلسطينية في القطاع إطلاق رشقات مستمرة من الصواريخ على إسرائيل.
صباح الإثنين، لحقت أضرار بمبان في مدينة نتيفوت جنوبي البلاد بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة إصابات مباشرة.
وقالت نجمة داود الحمراء لخدمات الإسعاف أنه لم تقع إصابات نتيجة سقوط صاروخ مباشر على منزل واصطدام آخر بجدار منزل، لكن أضرارا جسيمة لحقت بالمبنيين.
وتم إطلاق ما يقدر بـ 30 صاروخا من غزة على نتيفوت في القصف الأخير، في حين أظهرت صور أخرى عدة عمليات اعتراض من قبل نظام “القبة الحديدية” فوق المنطقة.
وفي خضم القتال، استمرت أيضا الزيادة في المساعدات التي تدخل غزة عبر الحدود المصرية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن 33 شاحنة محملة بالمياه والغذاء والإمدادات الطبية دخلت غزة يوم الأحد عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وهي أكبر قافلة إلى القطاع منذ بدء تدفق الإمدادات مرة أخرى قبل أكثر من أسبوع.
وقال مسؤول حكومي أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، يوم الأحد إن إسرائيل ملتزمة بالسماح بدخول 100 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا – وهو رقم قالت الأمم المتحدة إنه ضروري لتلبية الاحتياجات الأساسية. ولم تؤكد إسرائيل رسميا مثل هذه النية.
كما تم استعادة الاتصالات في غزة إلى حد كبير بعد أن تم قطعها ليلة السبت عندما توغلت القوات الإسرائيلية في القطاع وسط قصف عنيف للغاية على أنفاق ومخابئ حماس.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” مساء الأحد نقلا عن مسؤول أميركي أن إعادة الاتصالات جاءت وسط ضغوط أميركية شديدة على إسرائيل.
وقال المسؤول إن إسرائيل لم تذكر سببا لقطع الاتصالات.
وقال المسؤول الأمريكي للصحيفة: “لقد أوضحنا أنه ينبغي عودة الاتصالات”، مضيفا أن الاتصالات أعيدت، وشدد على ضرورة عدم قطعها مجددا.
ولم تعلق إسرائيل على الأمر. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تهدف على الأرجح إلى الحد من قدرة المسلحين على التواصل.
وزعمت تقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية في وقت متأخر من يوم الأحد أن بعض الاتصالات في شمال غزة قد انقطعت مرة أخرى.
تخوض إسرائيل حربا مع حماس منذ 7 أكتوبر، عندما اقتحم نحو 2500 مسلح إسرائيل من غزة عن طريق البر والبحر والجو، وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي. كما قامت حماس والفصائل المسلحة المتحالفة معها باختطاف ما لا يقل عن 239 رهينة إلى قطاع غزة، حيث ما زالوا محتجزين.
وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وتعهدت بالقضاء على الحركة بأكملها، التي تحكم القطاع، وإنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم السبت إن أكثر من 8000 فلسطيني قُتلوا في الحرب، الكثير منهم أطفال. لا يمكن التحقق من الأرقام الصادرة عن الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل أعضاءها الذين قُتلوا في غزة، وضحايا ما تقول إسرائيل إنها مئات الصواريخ الفلسطينية الخاطئة الموجهة نحو إسرائيل والتي سقطت في القطاع منذ بدء الحرب.
وواصلت الفصائل المسلحة بقيادة حماس إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل، مما تسبب في سقوط المزيد من القتلى والجرحى. كما تم إطلاق صواريخ متفرقة في الشمال من قبل منظمة حزب الله اللبنانية وحلفائها. وقد تم إجلاء أكثر من 200 ألف إسرائيلي من منازلهم.
صرح مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نُشر يوم السبت أن إسرائيل أرجأت توسيعا متوقعا لعملياتها البرية تماشيا مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وقال مسؤول لم يذكر اسمه للصحيفة إن إسرائيل غيرت عملياتها بعد أن أثارت خطة أولية قلق واشنطن بسبب مخاوف من عدم قدرتها على تحقيق أهدافها العسكرية. وقال المسؤول أنه بسبب الجهود التي بذلها أوستن ومسؤولون أمريكيون آخرون، قامت إسرائيل بتعديل خطتها، وتقوم حاليا بشن غارات أصغر.
ويجري أوستن محادثات شبه يومية مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
وشددت واشنطن، التي أرسلت مستشارين عسكريين إلى إسرائيل للمساعدة في التخطيط للحملة العسكرية، مرارا وتكرارا على أن الولايات المتحدة تقدم المشورة فقط وأن إسرائيل تتخذ قراراتها في الحرب.
يوم الأحد، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إنه وسط العملية الموسعة، يعمل الجيش على إعادة مئات الرهائن الذين أسرهم المسلحون في 7 أكتوبر ويحتجزونهم في القطاع.
وقال: “نحن جميعا نبذل قصارى جهدنا لإعادة الرهائن إلى الديار. إنها أولوية قصوى”.
والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت بممثلي العائلات التي يحتجز أحباؤها في غزة وسمع منهم أنهم يؤيدون تبادل الأسرى مع حماس، ومبادلة الرهائن بالأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
المستشفيات تحت التهديد
ومع احتدام القتال، حذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومسؤولو صحة فلسطينيون في غزة إن المستشفيات، وخاصة في الشمال، معرضة للتهديد وأن عددا من الضربات اقترب بشكل كبير من المستشفيات.
وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن الغارات أصابت مواقع بالقرب من مستشفيي الشفاء والقدس في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة في الأيام الأخيرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن جميع المستشفيات العشرة التي لا تزال تعمل في شمال غزة تلقت أوامر إخلاء متكررة في الأيام الأخيرة من إسرائيل. وأضافت أنه إلى جانب آلاف المرضى والموظفين، يقيم حوالي 117 ألف نازح في هذه المرافق.
وأفاد السكان عن وقوع غارات بالقرب من مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في المنطقة، حيث يحتمي عشرات الآلاف من المدنيين.
يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن قاعدة العمليات الرئيسية لحركة حماس تقع تحت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وقدم صورا ومقاطع صوتية تم اعتراضها كدليل على أنشطة المنظمة، وقال إن حماس تستخدم مستشفيات أخرى لأغراض مماثلة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الغارات وقعت على مسافة 50 مترا من مستشفى القدس بعد أن تلقى اتصالين من السلطات الإسرائيلية يوم الأحد التي أمرت مسؤولي المستشفى بإخلائه. وتحطمت بعض النوافذ وغطت الحطام الغرف. ويحتمي في المستشفى حوالي 14 ألف شخص، بحسب الهلال الأحمر.
وأمرت إسرائيل بإخلاء مستشفى القدس قبل أكثر من أسبوع، لكن المستشفى ومنشآت طبية أخرى رفضت ذلك، قائلة إن الإخلاء يعني وفاة المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، لبرنامج “واجه الأمة” على شبكة CBS الأمريكية، “لا ينبغي قصف المستشفيات تحت أي ظرف من الظروف”.
مستشفيات غزة هي سمة رئيسية من سمات الحرب في القطاع المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، حيث زعمت حماس في 17 أكتوبر أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستشفى الأهلي في مدينة غزة وأسفرت عن مقتل 500 مدني. تم دحض هذا الادعاء في غضون ساعات من قبل المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، التي وجدت أن الانفجار وقع خارج المستشفى مباشرة، وكان سببه صاروخ خاطئ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وأدى إلى مقتل عدد أقل بكثير من 500 شخص.
ولقد أمر الجيش الإسرائيلي حوالي مليون مدني بالإخلاء إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة قبل غزو بري كبير متوقع في شمال القطاع حيث تعمل القوات بالفعل. وعلى الرغم من أن مئات الآلاف انتقلوا إلى الجنوب، إلا أن العديد منهم بقوا، بما في ذلك في مدينة غزة. وقد قدمت إسرائيل أدلة على أن حماس تمنع المدنيين من إخلاء منطقة الحرب، وتضع حواجز على الطرق وتعيد الناس من حيث أتوا.
يوم الأحد، قالت الأمم المتحدة أن “النظام المدني” ينهار في غزة وأن آلاف الأشخاص نهبوا مستودعاتها. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن القمح والدقيق وإمدادات أخرى قد نُهبت من عدة مستودعات.
فرضت إسرائيل في البداية حصارا كاملا على إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود إلى غزة، لكنها سمحت لاحقا لقوافل المساعدات الإنسانية – لا تشمل الوقود – بجلب الإمدادات من مصر، واستأنفت بعض إمدادات المياه. في وقت السلم، توفر إسرائيل حوالي 9% من إمدادات المياه في القطاع الساحلي.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات