إسرائيل في حالة حرب - اليوم 343

بحث

الجيش يعلن عن امكانية عودة الإسرائيليين إلى البلدات القريبة من غزة، بما في ذلك بعض المناطق التي هاجمتها حماس

الجيش الإسرائيلي يقول أنه لا يوجد عائق أمني أمام عودة النازحين إلى 18 بلدة قريبة جدا من الحدود مع القطاع، ولجميع البلدات الأخرى التي تبعد 4-7 كيلومترات

إسرائيليون يحملون أمتعتهم على متن حافلة أثناء إخلائهم من بلدة سديروت بجنوب إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ariel Schalit)
إسرائيليون يحملون أمتعتهم على متن حافلة أثناء إخلائهم من بلدة سديروت بجنوب إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ariel Schalit)

بدا أن الجيش الإسرائيلي يمهد الطريق لعودة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الجنوب بعد ما يقارب من خمسة أشهر يوم الخميس، قائلا أنه لا توجد مشاكل أمنية تمنع العودة إلى البلدات القريبة من حدود غزة.

وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي يوم الخميس أنه يمكن العودة إلى جميع البلدات الواقعة على بعد ما بين أربعة إلى سبعة كيلومترات من حدود غزة، إلى جانب 18 بلدة أقرب إلى القطاع، بما في ذلك بلدات متاخمة للقطاع الذي مزقته الحرب.

ويأتي هذه القرار، الذي قد يمثل خطوة كبيرة نحو عودة سكان بعض تلك البلدات في غضون أسابيع، في أعقاب تقارير بأن وزارة المالية قد توصلت إلى اتفاق مع رؤساء بلديات البلدات التي تم إخلاؤها يهدف إلى تحفيز عودة السكان ابتداء من شهر مارس مع الاستمرار في تغطية تكاليف يرغبون في البقاء في أماكن الإقامة التي توفرها الحكومة حتى شهر يوليو.

وتشمل البلدات التي من المحتمل أن تتم الموافقة على العودة إليها بلدات تعرضت لهجمات يوم 7 أكتوبر، مثل مدينة سديروت، وبلدات نجت إلى حد كبير من الدمار الواسع عندما اجتاح مسلحو حماس جنوب إسرائيل وفتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين، العديد منهم ما زالوا في الأسر.

ومعظم البلدات الـ 18 الأقرب من أربعة كيلومترات من الحدود والتي سيُسمح لسكانها بالعودة تقع على طول الحدود الشمالية لقطاع غزة: زيكيم، كرميا، ياد مردخاي، إيرز، أور هانر، إبيم، سديروت، نير عام، جيفيم، مفالسيم، سعد، ألوميم، رعيم، ماغن، نير اسحق، شلوميت، نافيه وبني نتساريم.

وتم إخلاء المنطقة في أعقاب الهجوم مع استمرار إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، حيث تعرضت البلدات الأقرب إلى غزة لشد قصف.

وقد تراجع تهديد الهجمات الصاروخية إلى حد كبير، ولكن ليس تماما، مع توغل القوات الإسرائيلية داخل غزة ابتداء من الشمال إلى الجنوب في هجوم بري مكثف يهدف إلى تدمير حركة حماس.

وفي تذكير بالتهديد القائم، دوت صفارات الإنذار الصاروخية في مفالسيم ونير عام يوم الخميس.

كما حذر بيان الجيش الذي صدر يوم الخميس من أنه “لا يوجد غياب كامل للمخاطر”، مشيرا إلى أنه لا يزال من الممكن إطلاق صواريخ من غزة على البلدات الحدودية. ولم تصدر الحكومة إعلانا رسميا عن المساعدات أو سياستها بشأن إعادة توطين البلدات، والتي من المقرر أن ينتهي سريان لوائحها الحالية في 29 فبراير.

نازحات من كيبوتس دان في شمال إسرائيل يقمن بحياكة قبعات للجنود في فندق دان كرمل في حيفا، 16 يناير، 2024. (Sue Surkes/Times of Israel)

ويتضمن اتفاق الحوافز بين الخزانة ورؤساء البلديات المحلية منحة بمبلغ إجمالي يبلغ حوالي 15 ألف شيكل (4 آلاف دولار) للأفراد. وسيحصل الأزواج الذين لديهم طفل واحد على 38,700 شيكل (10 آلاف دولار)، مع دفعات تصل إلى 62 ألف شيكل (17 ألف دولار) للأزواج الذين لديهم أربعة أطفال.

وسيتمكن سكان جميع البلدات التي تم إخلاؤها والذين يرغبون في البقاء في الفنادق من الاستمرار في الإقامة هناك حتى 7 يوليو. ولكن وفقا لأحد الإطارات المطروحة، كلما طال أمد بقاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في الفنادق، كلما قلت الأموال التي سيحصلون عليها كمنحة لإعادة التوطين عندما يعودون إلى بلداتهم.

وسيتم تخفيض مساعدات الإيجار بنسبة 40% للأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين لا يقيمون في الفنادق ويحصلون على مساعدات للبقاء في شقق مستأجرة أو مع العائلة. وبدلا من 200 شيكل في اليوم للبالغين و100 شيكل للأطفال التي يحصل عليها النازحين حتى الآن، سيحصلون ابتداء من 1 مارس على 120 شيكل و60 شيكل في اليوم، على التوالي.

والمنح هي ضعف حوافز إعادة التوطين الحالية. وسيحصل المستفيدون من المنح السابقة على الفرق المستحق لهم بموجب الاتفاق الجديد، وفقاً لمصدر مطلع على جهود إعادة إعمار الجنوبـ تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة تفاصيل خطط العمل.

نوفار باروتشي، من بيت هاجيدي، وأطفالها يزورون مركز توزيع للنازحين في إيلات، إسرائيل، 31 أكتوبر، 2023. (Canaan Lidor/Times of Israel)

ويوجد حوالي 120 ألف نازح في إسرائيل، ينقسمون بالتساوي تقريبا بين النازحين من الجنوب بسبب صواريخ حماس، ومن الشمال، الذين تم إجلاؤهم بسبب إطلاق حزب الله وفصائل مسلحة أخرى مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل.

ولا تنطبق المنحة الجديدة ولا تقييم الجيش للمخاطر على النازحين من الشمال، الذي شهد تصعيدا في الأيام الأخيرة في تبادل إطلاق النار الذي بدأ في 8 أكتوبر.

وقد كلف الإخلاء من الجنوب الدولة أكثر من 2 مليار شيكل (550 مليون دولار)، مع مبلغ مماثل لتغطية الإخلاء من الشمال.

وقد رحبت العديد من البلدات التي تم إجلاؤها في الجنوب بالفعل بسكان عائدين، بما في ذلك في شوكيدا وجيفيم وزمرات. لكن الافتقار إلى البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والشركات القريبة، أعاق إعادة التوطين، إلى جانب الصدمة التي أصابت عددا لا يحصى من السكان في 7 أكتوبر.

يشاي كرويتسر يحمل ابنه في زمرات، 6 فبراير، 2024. (Canaan Lidor/Times of Israel)

ويقول العديد من السكان الذين عادوا أو حاولوا العودة إلى البلدات الجنوبية التي تم إخلاؤها إن الحياة هناك صعبة، خاصة بالنسبة للأطفال، الذين يشعرون بالقلق من الضربات المتكررة، ومعظمها من المدفعية المتجهة إلى غزة، ولكن في بعض الأحيان أيضا من الصواريخ من غزة.

وفي الشمال، لم يبقى إلا بضعة آلاف من الأشخاص في كريات شمونة – وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 23 ألف نسمة – على الرغم من أمر الحكومة بإخلائها.

والخطة تستثنى البلدات التي عانت من أكبر الأضرار، مثل كيبوتس نير عوز، ناحال عوز، بئيري، وكفار عزة، والتي ستتطلب إعادة بنائها أشهرا أو سنوات. وبينما سيستمر إيواء الناجين في شقق ومجمعات سكنية على الأقل حتى عام 2025، أولئك الذين يختارون العودة سيكونون مؤهلين للحصول على منحة إعادة التوطين.

اقرأ المزيد عن