الجيش يعلن اعتقال حوالي 90 ناشطا فلسطينيا في مستشفى بشمال غزة وضبط أسلحة
الجيش يقول إن الأسلحة كانت مخبأة في داخل حاضنات؛ قوات كوماندوز تداهم مدارس تحصن فيها مسلحون
واصل الجيش الإسرائيلي هجومه ضد حماس في شمال وجنوب قطاع غزة يوم السبت، وسط هجمات صاروخية مستمرة على جنوب إسرائيل، في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد في حالة صدمة من حادثة مقتل ثلاث رهائن بنيران الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ والعدد المتزايد من الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) إنه خلال الأيام القليلة الماضية، اعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي 90 ناشطا في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، وضبطت العديد من الأسلحة.
وجاء في البيان المشترك أن بعض الذين تم أسرهم في المستشفى، الذي يُزعم أنه كان بمثابة قاعدة لحماس، شاركوا في هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.
وقال الجيش إن قوات من لواء المدرعات 460 ووحدة كوماندوز “شاييطت 13” التابعة لسلاح البحرية داهمت المستشفى، وعثرت على أسلحة، بما في ذلك بنادق هجومية وقذائف “آر بي جي” وعبوات ناسفة ومعدات عسكرية تابعة لناشطي حماس.
وجاء في البيان أن عملاء الشاباك ومحققون من الوحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية حققوا مع العاملين في المستشفى، الذي اعترفوا بوجود أسلحة مخبأة داخل حاضنات في جناح الولادة.
ونشر الجيش أيضا لقطات تظهر قوات من لواء المدرعات 188 تقاتل مسلحا من حماس مختبئا في فتحة نفق في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وأظهر مقطع فيديو التقطته الكاميرات المثبتة بخوذ الجنود القوات وهي تطوق مدخل النفق بالقرب من مدرسة في الشجاعية، قبل أن يفتح مسلح النار من الداخل. وشوهدت القوات وهي ترد بإطلاق النار، فيما قام أحد الجنود بإلقاء قنابل يدوية داخل الفتحة.
وقال قائد اللواء 188، العقيد أور فولوزينسكي، في بيان بالفيديو إن قواته واجهت أكثر من 20 خلية تابعة لحماس في الشجاعية خلال الأسبوع الماضي، وقتلت العشرات من المسلحين.
The IDF releases footage showing troops of the 188th Armored Brigade battling a Hamas gunman hiding in a tunnel shaft in Gaza City’s Shejaiya neighborhood.
The helmet camera video shows soldiers surrounding the tunnel entrance, close to a school in Shejaiya, before a gunman… pic.twitter.com/vVExNsMLpp
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 16, 2023
وقال الجيش إن جنود اللواء ضبطوا أيضا العديد من الأسلحة المخبأة في المنازل والمدارس والمواقع المدنية الأخرى.
وأعلن الجيش أيضا إن قوات من لواء المدرعات 401 ووحدة الكوماندوز “شاييطت 13” التابعة للبحرية داهمت مدرستين في حي الرمال بمدينة غزة، حيث كان نشطاء حماس يتحصنون.
كما قال أن القوات اشتبكت وقتلت عددا من مسلحي حماس في المنطقة، واستسلم البعض داخل المدرسة للقوات.
في غضون ذلك، داهمت قوات من لواء “كرياتي” عددا من الشقق السكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة، التي استخدمتها حركة حماس. وقال الجيش إن القوات عثرت على “العديد” من الأسلحة والأنفاق التي يستخدمها النشطاء.
وتم إطلاق الصواريخ على البلدات القريبة من حدود غزة طوال اليوم، ولا يزال معظمها خاليا منذ 7 أكتوبر. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية مرتبطة بحركة حماس، خلال الليل، عن قصف إسرائيلي مكثف في أنحاء القطاع، بما في ذلك مدينة خان يونس الجنوبية ومناطق شمال القطاع.
#عاجل | مراسل شهاب: منذ 3 ساعات…أحزمة نارية متتالية من الطيران الحربي الصهيوني، و قصف مدفعي بالتزامن مع إطلاق الاحتلال لعدد كبير من قنابل الفسفور على مناطق الشجاعية و التفاح و الدرج بمدينة غزة pic.twitter.com/v2pZMSrL3E
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 15, 2023
يوم الجمعة قال الجيش إن قوات من وحدة “ماغلان” التابعة للواء الكوماندوز تقاتل حماس في عمق خان يونس، بما في ذلك في أحد منازل قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار.
وجاء في بيان الجيش أنه “في إحدى المعارك، عملت القوات فوق أنقاض أحد منازل [السنوار] الذي أقام فيه في السنوات الأخيرة وتعرض لهجوم جوي في بداية الحرب”.
كما داهمت القوات منزل قائد مجموعة الصواريخ التابعة لحماس في كتيبة شمال خان يونس، وضبطت أسلحة ومواد استخباراتية.
في خضم المعارك، لا يزال الجيش يحقق في الأحداث المأساوية التي وقعت يوم الجمعة عندما قُتل ثلاث رهائن نجحوا بالفرار من أسر حماس، وهم يوتام حاييم وسامر الطلالقة وألون لولو شمريز – بعد أن ظن الجنود بالخطأ أنهم ناشطون فلسطينيين وأطلقوا النار عليهم في حي الشجاعية.
وقال الجيش إن التحقيق الأولي أظهر أن الثلاثة كانوا بلا قمصان، وكان أحدهم يحمل عصا عليها علم أبيض، وأن أحدهم صرخ “النجدة” باللغة العبرية قبل إطلاق النار عليه.
في أول تصريحات له في هذا الشأن، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إنه يتحمل المسؤولية عن الحادثة “المؤلمة” وتعهد “ببذل كل ما في وسعي لمنع تكرار مثل هذه الحالات”.
وقال هليفي إن “الرهائن الثلاث الذين نجحوا في البقاء على قيد الحياة خلال سبعين يوما من الجحيم تحركوا باتجاه جنود جيش الدفاع وقُتلوا بنيران القوات”، مضيفا “لقد فعلوا كل شيء حتى نفهم” أنهم لا يشكلون خطرا.
وأضاف أن الجنود أطلقوا النار في انتهاك لقواعد إطلاق النار. “يحظر إطلاق النار على من يرفع العلم الأبيض ويطلب الاستسلام”، ولكنه إشار إلى إن “إطلاق النار هذا تم أثناء القتال وتحت الضغط”.
لطالما كان يُنظر إلى حي الشجاعية في شمال غزة على أنه معقل رئيسي لحماس، وموطن لبعض من قوات النخبة التابعة لها وأثقل التحصينات. وكانت المنطقة التي قُتل فيها الرهائن قريبة من موقع معركة دامية يوم الأربعاء قُتل فيها تسعة جنود، من بينهم قائدان كبيران.
ويعتقد الجيش أن قيادة وسيطرة كتيبة الشجاعية التابعة لحماس معطلة إلى حد كبير، وأن الحركة تعمل في المنطقة بطريقة أقل تنظيما، مع فرق أصغر.
وقال الجيش إن الجنود الذين قتلوا الرهائن بالخطأ يتلقون رعاية نفسية.
وتقاتل قوات الجيش الإسرائيلي حماس في قطاع غزة منذ أواخر أكتوبر. اندلعت الحرب بعد هجمات 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوما واسع النطاق على غزة. وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 18,700 فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل حوالي 7000 من ناشطي حماس والتابعين لها بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
يُعتقد أن 128 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة. خلال هدنة استمرت أسبوعا، أطلقت حماس سراح 105 رهائن. وتم الإفراج عن أربع رهائن قبل الهدنة، وأنقذت القوات الإسرائيلية إحدى الرهائن. كما تم استرداد جثث ثمانية رهائن في حين قتل الجيش ثلاث رهائن بالخطأ.