الجيش الإسرائيلي يشن هجوما جديدا على البريج ودير البلح وسط قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي يقول إنه حدد عناصر حماس وبنية تحتية في المناطق القريبة من الحدود؛ إصابة 9 جنود في انفجار بقاعدة عسكرية في جنوب البلاد؛ إنشاء وحدة جديدة لحماية البلدات المحيطة بغزة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ عملية جديدة ضد حركة حماس في وسط قطاع غزة يوم الأربعاء، في أعقاب معلومات استخباراتية عن نشطاء وبنية تحتية في المنطقة.
وتركز الهجوم، الذي تنفذه الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، على المناطق الشرقية من البريج وشرق دير البلح. وكان الجيش قد اشتبك في السابق مع حماس في البريج في يناير، لكنه لم يقم بأي عمليات في منطقة دير البلح حتى الآن.
وكانت الفرقة 98 قد انتشرت حتى وقت قريب في جباليا شمال قطاع غزة. وقبل ذلك، حاربت الفرقة حماس في خان يونس جنوب القطاع.
وقال الجيش إن العملية بدأت في أعقاب معلومات استخباراتية عن نشطاء وبنية تحتية تابعة لفصائل مسلحة فوق وتحت الأرض في المنطقة، على بعد عدة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.
ومع توغل القوات البرية في منطقتي شرق البريج وشرق دير البلح مساء الثلاثاء، تم تنفيذ موجة كبيرة من الغارات الجوية، استهدفت مستودعات أسلحة وبنية تحتية تحت الأرض ومبان تستخدمها الجماعات المسلحة ومواقع أخرى، حسبما قال الجيش.
وقال الجيش إن عددا من مقاتلي حماس قُتلوا في الغارات.
وفي غارة منفصلة بطائرة مسيرة في وقت متأخر من يوم الاثنين، قال الجيش إنه استهدف مجمعا لحماس في البريج يقع خارج مدرسة تابعة للأمم المتحدة. وكان عدد من نشطاء حماس متجمعين في مدرسة أبو الحلو التابعة للأونروا عندما تم تنفيذ الغارة.
وقال إن الضربة “تم التخطيط لها وتنفيذها بعناية باستخدام ذخائر دقيقة، مع تجنب إلحاق الأذى بـ [المدنيين] غير المشاركين قدر الإمكان”.
واستخدمت حماس المجمع الموجود في المدرسة للتخطيط لهجمات ضد القوات العاملة في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وجاء الهجوم الجديد في وسط غزة في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح جنوب غزة وفي محور نتساريم – شمال البريج مباشرة – حيث حافظ الجيش على وجوده.
وقال الجيش يوم الثلاثاء إن القوات العاملة في رفح عثرت على عدة مداخل أنفاق “كبيرة” ومخابئ للأسلحة خلال اليوم الماضي. وأنه أنهى عملية دقيقة استمرت اسبوعا ونصف في حي الصبرة بمدينة غزة هدفت إلى إعادة تطهير المنطقة من البنية التحتية لحركة حماس ومقاتلي الحركة.
وفي قت مبكر من يوم الثلاثاء، أكمل مهندسون قتاليون هدم نفق تابع لحركة حماس يبلغ طوله كيلومترا ونصف في المنطقة، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، قبل الانسحاب إلى محور نتساريم في وسط غزة.
ومر النفق الذي بلغ عمقه 23 مترا بالقرب من الممر، بحسب الجيش.
وقاد العمليو في الصبرة اللواء المدرع الاحتياطي “يفتاح”.
خلال العملية، عثر جنود الاحتياط، بحسب الجيش، على مستودعي صواريخ كبيرين، وكذلك على أسلحة أخرى، من ضمنها قاذفة صواريخ من طراز “إيغلا” (SA-18)، والتي تعتبر نموذجا نادرا نسبيا في قطاع غزة.
وقال الجيش إن القوات تعرضت لنيران “آر بي جي” خلال العملية، وردت بقتل العناصر المسلحة بقصف بالدبابات وتوجيه غارات جوية.
وأن عشرات المسلحين قُتلوا وتم تدمير حوالي 70 موقعا تابعا للجماعات المسلحة على يد اللواء ومهندسين قتاليين وبواسطة غارات جوية.
وخارج قطاع غزة في جنوب إسرائيل، أصيب تسعة جنود يوم الثلاثاء جراء انفجار ذخيرة في قاعدة “تسئليم” العسكرية. تسئليم هي قاعدة تدريب للجيش الإسرائيلي، ولكن خلال الحرب، يتم استخدامها لإيواء غرف قيادة خلفية للوحدات العاملة في غزة.
وقال الجيش إن جنديين أصيبا بجروح خطيرة، واثنين آخرين بجروح متوسطة، وخمسة آخرين بجروح طفيفة، وتم نقلهم جميعا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في ملابسات الانفجار.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء عن تشكيل وحدة جديدة لمكافحة الإرهاب ستعمل في البلدات الحدودية مع غزة، وتتكون من سكان المنطقة الذين هم عناصر سابقون في القوات خاصة.
تم إنشاء الوحدة، المعروفة باسم “لوتار عوطيف” – في إشارة إلى منطقة “عوطيف غزة” أو غلاف غزة – يوم الاثنين، بناء على تعليمات رئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي و”كجزء من تعلم الدروس التي انبثقت من التحقيقات الاولية في أحداث 7 أكتوبر”.
ومن المقرر أن يقود الوحدة ضابط احتياط برتبة مقدم وستكون تابعة لفرقة غزة.
وقال الجيش إن الوحدة ستتكون من جنود احتياط خدموا سابقا في القوات الخاصة، ويعيشون في البلدات الحدودية مع غزة أو البلدات القريبة، وسيكونون مستعدين لأحداث مفاجئة.
وقالت إن أعضاء الوحدة سيخضعون لتدريبات خاصة “لتحديات المنطقة”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن المئات من جنود الاحتياط تقدموا بالفعل للخدمة في لوتار عوطيف وسيبدأون التدريب في الأسابيع المقبلة.
يوم الأربعاء أيضا، رفعت الحكومة الإسرائيلية عدد جنود الاحتياط المسموح للجيش الإسرائيلي باستدعائهم إذا لزم الأمر من 300 ألف إلى 350 ألفا، حيث قالت مصادر عسكرية “لتايمز أوف إسرائيل” إن الخطوة مرتبطة بالعمليات الموسعة في قطاع غزة، وليس بالجبهة الشمالية، حيث يهاجم حزب الله المواقع العسكرية والبلدات وسط الحرب في الجنوب.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم رفح الحد الأقصى بسبب العمليات المستمرة في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة، والتي استلزمت استخدام عدد أكبر من العناصر عما كان مخططا له في البداية.
وفي خضم الحرب في غزة، استدعى الجيش ما مجموعه 287 ألف جندي احتياط، إلا أنه تم تسريح العديد منهم من الخدمة في الوقت الحالي. وكانت هذه أكبر تعبئة لجنود الاحتياط في تاريخ إسرائيل.
تم تحديد الحد الأقصى في البداية عند 300 ألف قبل رفعه إلى 360 ألفا في الأسابيع الأولى من الحرب، ثم تم تخفيضه مرة أخرى إلى 300 ألف، ليتم رفعه الآن إلى 350 ألفا.