الجيش يخلي الآلاف من سكان غلاف غزة كإجراء احترازي
وزارة الدفاع تنفذ خطة "هبة ريح"، تدفع تكاليف نقل المعرضين لأكبر خطر من الصواريخ إلى مناطق أخرى من البلاد، ووضعهم في الفنادق
غادر العديد من سكان البلدات القريبة من قطاع غزة المنطقة يوم الثلاثاء تحسبا لإطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني بعد أن استهدفت إسرائيل العديد من قادة حركة الجهاد الإسلامي في غارات جوية.
وبينما اختار البعض التوجه إلى مواقع أبعد بمفردهم، تم إجلاء الآلاف في خطة وزارة الدفاع المعدة خصيصًا لهذا السيناريو.
نفذ الجيش سلسلة غارات جوية في غزة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل ثلاثة قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إلى جانب عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما أطلق عليه اسم “عملية الدرع والسهم”. وتعهدت حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بالرد على العملية، حيث ردت في الماضي بإطلاق وابل من الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية، معظمها تستهدف البلدات الأقرب من الحدود.
ومع بدء العملية، أمر وزير الدفاع يوآف غالانت بتفعيل خطة “هبة ريح” التي تقوم بحسبها الوزارة بنقل السكان بعيدًا عن المناطق الحدودية وتدفع تكاليف إقامتهم في الفنادق والنزل ودور الضيافة. وتستعد السلطات المحلية للخطة من خلال وضع قوائم بأسماء العائلات المعنية بالمغادرة.
وذكر موقع “واينت” الإخباري أن أول من تم إخراجهم من المنطقة هم العائلات التي لديها أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأولئك الذين يتلقون خدمات الرعاية الاجتماعية، وكبار السن.
ونقل عن رامونا صياغ، من سكان سديروت، قولها “أعلم أنني إذا بقيت فستكون كارثة مع الأطفال. هناك شعور بالخوف”.
وقالت صياغ إنها كانت قلقة حتى من مغادرة منزلها لتتمكن من السفر خارج المنطقة.
עם מזוודות ותיקים, וגם עם מצופים וגלגלים מתנפחים לבריכה: אלפים מתושבי שדרות פונו אחה"צ למלונות בים המלח, לצורך הפגה והתרעננות.בעיקר משפחות עם ילדים. כך גם ישובי העוטף. pic.twitter.com/vXPeGuQZVl
— matan tzuri מתן צורי (@MatanTzuri) May 9, 2023
وفي بعض البلدات، لم يبق إلا أولئك الذين لديهم وظائف أساسية مثل عمال الطوارئ ومزارعي الألبان.
ولم ينتظر آخرون الحافلات المنظمة، وحزموا حقائبهم وغادروا بالسيارات بدلاً من ذلك.
وقالت معيان، وهي من سكان كيبوتس نير عام، للقناة 13 إنها غادرت مع عائلتها المكونة من طفلين صغيرين الساعة 3 صباحًا يوم الثلاثاء متجهة شمالًا فورا بعد بدء “عملية الدرع والسهم”. وقالت إنه “بمجرد أن يكون للعملية [العسكرية] اسم، نعلم أن شيئًا ما سيحدث”.
وبالنسبة للعديد من الذين يغادرون، إن لم يكن معظمهم، فإن المغادرة تمثل إزعاجًا وليس إجازة مدفوعة الأجر.
وقال أحد سكان الجنوب للقناة: “لا نعرف كم سنبقى بعيدين عن المنزل. انه أمر معقد. تنظيم الطعام، إلى أين نذهب، ماذا سيحدث، ما نتركه وراءنا، ما الذي سنعود إليه”.
وذكر التقرير أنه في الوقت الحالي، سيتم استضافة الذين تم إجلاؤهم ضمن برنامج الجيش الإسرائيلي لمدة ثلاثة أيام.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “البرنامج تديره السلطات المحلية ويسمح لكل مواطن في البلدات القريبة من حدود غزة بالحصول على مهلة بمساعدة الدولة في دور الضيافة، التي تحددها السلطات مسبقًا”.
وعلى الرغم من عدم إطلاق صواريخ منذ غارات الجيش الإسرائيلي، فقد صدرت أوامر بإغلاق المدارس الواقعة على بعد 40 كيلومترا من غزة يوم الأربعاء، مما أثر على حوالي 300 ألف طالب.
وتشمل هذه المناطق مدنًا وبلدات مثل سديروت وأشكلون ونتيفوت وأفاكيم والخضيرة وكريات ملاخي ومتار وعومر وكريات جات وبئر السبع وأشدود ويافنيه.
وبالمثل، تم تقييد التجمعات في الهواء الطلق في هذه المناطق بما لا يزيد عن عشرة أشخاص.
كما تم تأجيل مباراة كرة سلة في الدوري الممتاز بين “إليزور أشكلون” و”مكابي عيروني رمات غان” حتى الخميس.
وأعلن العديد من منظمي الرحلات السياحية ومنظمات أخرى عن تخفيضات في الأسعار لسكان الجنوب.
وقالت شركة “ايستا” أنها أنشأت مركز اتصال خاص لتلقي طلبات الفنادق في المناطق الوسطى والشمالية مع خفض التكلفة بنسبة تصل إلى 35٪.
وقالت شبكتي الفنادق “إسرائيل وكندا” و”إفريقيا إسرائيل” إنها ستمنح تخفيضًا بنسبة 20٪ للذين تم إجلاؤهم من الجنوب.
كما أعلنت شركة الطيران “إسرائير” و”أفييشن لينكس” عن تخفيضات في الأسعار، وقال نادي “هولمز بليس” الرياضي إن سكان الجنوب يمكنهم زيارة صالات الألعاب الرياضية والأندية الريفية مجانًا.
ووسط المخاوف من احتمال استهداف الحركات المسلحة أيضًا مدنًا إسرائيلية أبعد من ذلك، فتحت تل أبيب حوالي 240 ملجأً عامًا، على الرغم من استمرار الحياة في المدينة كالمعتاد.