الجيش يبدأ سحب قواته من جنين بعد 44 ساعة من القتال
حصيلة القتلى الفلسطينيين ترتفع إلى 12؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه نفذ غارة جوية ضد مسلحين تمركزوا في مقبرة على مشارف مدينة الضفة الغربية؛ نتنياهو يقول إن العملية ليست لمرة واحدة
قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة جوية على مسلحين فلسطينيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية ليلة الثلاثاء، في الوقت الذي بدأت القوات الانسحاب من المنطقة، بعد 44 ساعة من عملية عسكرية واسعة للجيش.
وقال الجيش إن المسلحين كانوا متمركزين في مقبرة على مشارف جنين و”شكلوا تهديدا لقوات الأمن عند مغادرتها المخيم”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان “هذا دليل آخر على استغلال العناصر الإرهابية للمواقع المدنية في جميع أنحاء المدينة وفي مخيم جنين”.
وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بسقوط عدد من الإصابات في الغارة، ولم تُعرف حالاتهم على الفور.
ووقعت اشتباكات متفرقة بين مسلحين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية عند مغادرة الأخيرة المدينة ليل الثلاثاء. وقال مصدر عسكري إن بعض القوات خرجت بالفعل من المنطقة حيث بدأ الجيش في إنهاء العملية.
في وقت سابق يوم الثلاثاء، ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين تقترب من نهايتها، بينما تعهد بأنها لن تكون الأخيرة.
وقال نتنياهو خلال زيارة إلى حاجز سالم، على بعد حوالي 10 كيلومترات من جنين، “في هذه اللحظة، نحن نكمل المهمة، ويمكنني أن أقول إن نشاطنا الواسع النطاق في جنين ليس شيئا لمرة واحدة”.
وأضاف “سنواصل [العمل] حسب الضرورة لاجتثاث الإرهاب. لن نسمح بأن تعود جنين لتكون بؤرة للإرهاب”.
أطلقت إسرائيل عملية واسعة فجر الاثنين للقضاء على ما تقول إنه بؤرة للإرهاب في المدينة. ونفذ فلسطينيون من المنطقة عددا من الهجمات ضد إسرائيليين في السنوات الأخيرة، ويقول المراقبون إن السلطة الفلسطينية ليس لديها سيطرة تُذكر على الأرض.
ركزت عملية الجيش الإسرائيلي على الجناح المحلي لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية المعروف باسم “كتيبة جنين”، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى أصغر في المدينة والمخيم.
استمرت العملية يوم الثلاثاء بعد ليلة هادئة في الغالب اختار فيها المسلحون الفلسطينيون عدم الدخول في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، مما أشار إلى اقتراب نهاية العملية.
وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية إن رجلا، قالت وسائل الإعلام الفلسطينية إنه يدعى عبد الرحمن صعابنة، أصيب برصاصة قاتلة في رأسه خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في جنين بعد ظهر الثلاثاء. وقالت الوزارة إن رجلا آخر قُتل وأصيب اثنان آخران في تجدد الاشتباكات خلال ساعات المساء.
وبذلك يرتفع عدد قتلى عملية الجيش الإسرائيلي في جنين إلى 12 قتيلا. وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن ما لا يقل عن 100 آخرين أصيبوا، من بينهم 20 مدرجين في حالة خطيرة، خلال غارات جوية إسرائيلية واشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
جميع القتلى الفلسطينيين شاركوا في القتال، لكن هناك بعض غير المتورطين في القتال من بين الجرحى، بحسب الجيش الإسرائيلي.
#صور شهداء #مخيم_جنين حتى الساعة 11:03 من مساء اليوم.
١- الشهيد سميح أبو الوفا
٢- الشهيد حسام أبو ذيبة
٣- الشهيد أوس حنون
٤- الشهيد نور الدين مرشود
٥- الشهيد محمد الشامي
٦- الشهيد أحمد عامر
٧- الشهيد مجدي عرعراوي
٨- الشهيد علي الغول
٩- الشهيد مصطفى قاسم
١٠- الشهيد عدي… pic.twitter.com/6rmPtqjcs9— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) July 4, 2023
شارك أكثر من 1000 جندي إسرائيلي في العملية، والتي بدت أنها الأكبر في الضفة الغربية منذ حوالي 20 عاما.
متحدثا إلى جانب نتنياهو، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن جنين “في العامين الماضيين أصبحت مصنعا للإرهاب. في اليومين الماضيين، انتهى هذا”.
وقال: “قطعنا عملية تصنيع الأسلحة، وضبطنا آلاف القنابل، ودمرنا العشرات من مواقع الإنتاج والورش ومختبرات المتفجرات”.
وأضاف غالانت إن الجيش سيضمن أن يكون بإمكانه العمل بحرية ضد المسلحين في المدينة. “سنصل إلى وضع يمكننا فيه التحرك في كل مكان… بفرقة وليس بلواء كامل”.
بدأت العملية العسكرية بعيّد الساعة الواحدة فجرا بقليل يوم الاثنين بسلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف متعددة في المدينة، بما في ذلك غرفة حرب مشتركة لمختلف الجماعات المسلحة في المدينة.
خلال الحملة، قال الجيش الإسرائيلي، إن القوات عثرت على ما لا يقل عن ثمانية مواقع لتخزين الأسلحة، وستة مختبرات للمتفجرات مع مئات الأجهزة الجاهزة، وثلاث غرف حرب استخدمها مسلحون فلسطينيون لمراقبة القوات الإسرائيلية، وغيرها من “البنية التحتية للإرهاب” وقامت بهدمها. وأضاف الجيش الإسرائيلي إنه صادر أيضا 24 بندقية هجومية و 8 مسدسات وعشرات الرصاصات.
كما نفذت القوات حوالي 20 غارة بطائرات مسيرة ضد أهداف مختلفة في مخيم اللاجئين.