إسرائيل في حالة حرب - اليوم 500

بحث

الجيش: عشرات المستوطنين المتطرفين شاركوا في أعمال شغب ليلة الاثنين وهاجموا القوات أيضا

الشرطي الذي أطلق النار على مستوطنين اثنين وسط هجوم على بلدات فلسطينية يقول للمحققين إن المشتبه بهم الملثمين رشوه بغاز الفلفل: "كنت خائفًا من أن يقتلونا"

الدمار في قرية جينصافوط بالضفة الغربية في أعقاب هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون متطرفون، 21 يناير 2025. (Nasser Ishtayeh/Flash90)
الدمار في قرية جينصافوط بالضفة الغربية في أعقاب هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون متطرفون، 21 يناير 2025. (Nasser Ishtayeh/Flash90)

أشار تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي في هجوم للمستوطنين على قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربية ليلة الإثنين إلى تورط العشرات من المهاجمين، إضافة إلى تعرض القوات للهجوم أيضا.

وبحسب الجيش، توصل التحقيق إلى أن “عشرات المدنيين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون، وصلوا ليلا إلى منطقة الفندق… وأشعلوا النار في الممتلكات وأحدثوا أضرارا”.

وقال الجيش إن قوات من الجيش والشرطة توجهت إلى مكان الحادث فور تلقي البلاغ.

وأضاف إن المتطرفين الذي هاجموا الفندق وقرية جينصافوط المجاورة “رشقوا قوات الأمن بالحجارة وهاجموها”.

وقال قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اللواء آفي بلوث في بيان يوم الثلاثاء: “أي أعمال شغب عنيفة تضر بالأمن، والجيش الإسرائيلي لن يسمح بذلك”.

وأشار الجيش إلى حادثة وقعت أثناء هجوم المستوطنين، حيث أطلق شرطي النار على مستوطنين اثنين، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة.

وتحقق إدارة التحقيقات الداخلية التابعة لوزارة العدل والشرطة العسكرية بشكل مشترك في الحادث.

حرائق في قرية سنجل الفلسطينية بالضفة الغربية، بعد أن أشعل متطرفون إسرائيليون النار في المركبات والمنازل، 19 يناير 2025. (Screenshots, courtesy Sinjil Municipal Authority)

وذكر ضابط الشرطة للمحققين أن المستوطنين كانا ملثمين ويحملان الحجارة ويهددانه وأفراد الأمن الآخرين، وتم إطلاق سراحه ووضعه رهن الإقامة الجبرية بعد استجوابه.

ونقل عنه قوله، بحسب صحيفة “هآرتس”، “لقد رشوني بغاز الفلفل، كنت خائفا من أن يقوموا بقتلنا، وأطلقت بضع الرصاصات في الهواء”.

وقال الفلسطينيون إن 21 شخصا أصيبوا في الهجمات، التي لم يتم اعتقال أحد على خلفيتها حتى وقت مبكر من صباح الأربعاء.

وأدى فشل إسرائيل في كبح جماح عنف المستوطنين إلى دفع إدارة بايدن إلى البدء في إصدار عقوبات ضد المتطرفين العنيفين في الضفة الغربية العام الماضي. وأنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظام العقوبات يوم الاثنين كجزء من سلسلة من الأوامر التنفيذية التي وقعها في أول يوم له في منصبه.

وقالت السلطة الفلسطينية الثلاثاء إن رفع ترامب للعقوبات عن المستوطنين الإسرائيليين سوف يحرض على العنف ضد الفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية في رام الله في بيان إن “رفع العقوبات عن غلاة المستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا”، في إشارة إلى أعمال العنف التي وقعت مساء الاثنين.

وقال الوزير في السلطة الفلسطينية مؤيد شعبان إن رفع العقوبات “يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لارتكاب جرائم أخطر”.

كما أعرب عن مخاوفه من “وقوع مجزرة حقيقية في إحدى قرانا”.

فلسطيني يقف بجوار سيارة محترقة في أعقاب هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون في قرية جينصافوط بالضفة الغربية، 21 يناير 2025. (AP Photo/Majdi Mohammed)

كما انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي بالإفراج عن المستوطنين في الاعتقال الإداري، وهي أداة مثيرة للجدل تستخدم في المقام الأول ضد الفلسطينيين وتسمح للسلطات باحتجاز المشتبه بهم دون محاكمة، محذرة “من محاولات تصعيد الوضع في الضفة الغربية” لتسهيل ضمها من قبل إسرائيل.

وربط كاتس هذه الخطوة – التي اتخذت دون استشارة جهاز الأمن – بإطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين كجزء من اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد.

وعلق وزير الدفاع نفسه يوم الثلاثاء على الاعتقال الإداري أثناء إدانته لهجوم المستوطنين، قائلاً إنه “يدين بشدة أي هجوم أو عنف ضد الفلسطينيين” وأعرب عن أسفه لإطلاق النار على الإسرائيليين من قبل ضابط الشرطة. ودعا زعماء المستوطنين إلى “إدانة أي عنف من هذا النوع”.

وقال خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: “يجب على سلطات إنفاذ القانون تطبيق القانون واعتقال وملاحقة كل من يخالف القانون. يجب أن يكون هناك إجراء جنائي وليس أوامر إدارية، ويجب معاملة المستوطنين بنفس الطريقة التي يتم بها التعامل مع [الأشخاص المتورطين] في أي حادث آخر في أي مكان في دولة إسرائيل”.

وحذر كاتس الثلاثاء أيضا من التهديد المتزايد للمستوطنات، مشيرا إلى أن “أعدائنا يدركون هنا الآن أن هذه هي الساحة الوحيدة المفتوحة اليوم”، في الوقت الذي كثف فيه الجيش عملياته في الضفة الغربية لمنع اندلاع العنف وسط وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف كاتس: “نحن ملتزمون والجيش الإسرائيلي ملتزم، وفقا لتوجيهاتي، بالعمل بقوة لحماية جميع المستوطنين والمستوطنات ضد الإرهاب الفلسطيني والعمل بقوة كبيرة من أجل إحباط الإرهاب”.

ساهمت وكالات وطاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن