إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث

الجيش الإسرائيلي يُجمد مؤقتا خططه للقضاء على حماس؛ معلنا أن العملية الحالية تهدف إلى دفع الحركة نحو صفقة

المنطقة العازلة تغطي الآن 30% من مساحة القطاع؛ الجيش يقول إنه قتل 350 عنصرا من التنظيمات المسلحة منذ نهاية وقف إطلاق النار، بينهم 40 قياديا بارزا

أعمدة الدخان تتصاعد نتيجة القصف الإسرائيلي شرق مدينة غزة، كما تظهر من جباليا شمال قطاع غزة، 14 أبريل 2025. (Bashar TALEB / AFP)
أعمدة الدخان تتصاعد نتيجة القصف الإسرائيلي شرق مدينة غزة، كما تظهر من جباليا شمال قطاع غزة، 14 أبريل 2025. (Bashar TALEB / AFP)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه لا يُماطل في عملياته داخل قطاع غزة، بل يواصل تصعيد الضغط على حركة حماس بهدف دفعها إلى إبرام صفقة بشأن الرهائن، لكنه لا يتجه في الوقت الراهن نحو شن هجوم واسع النطاق.

وكان الجيش الإسرائيلي قد استأنف هجماته ضد حماس في 18 مارس من خلال موجة مفاجئة من الضربات الجوية، منهيا وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. وقد تعثرت الجهود الرامية لاستئناف الهدنة حتى الآن.

وبحسب الجيش، فإن أي هجوم واسع النطاق يهدف إلى هزيمة حماس ميدانيا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انهيار كامل في مفاوضات وقف إطلاق النار والرهائن. كما أن مثل هذا الهجوم قد يُعرّض حياة 59 الرهائن المتبقين للخطر، ويُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.

ولم يُحدد الجيش موعدا لبدء هذا الهجوم، مشيرا إلى أن القرار يعود للقيادة السياسية. وقد كرر وزير الدفاع إسرائيل كاتس تهديده مرارا بشن عملية عسكرية واسعة ضد حماس إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قريبا.

كما أكد الجيش أن خططه – بما في ذلك استدعاء جنود الاحتياط – لم تتغير رغم الموجة الأخيرة من الرسائل التي نشرتها مجموعات من جنود الاحتياط والمحاربين القدامى، والتي تطالب بالإفراج عن الرهائن حتى لو تطلّب الأمر إنهاء الحرب.

وقال الجيش إن العملية الحالية ضد حماس تهدف إلى مواصلة الضغط على الحركة، مع التمهيد لاحتمال تنفيذ هجوم أكبر لاحقا.

قوات من الجيش الإسرائيلي تنفّذ عمليات في قطاع غزة، في صورة وزّعها الجيش في 16 أبريل 2025. (IDF)

تنفذ ثلاث فرق عسكرية العملية الجارية، وبوتيرة بطيئة، وذلك لضمان سلامة القوات وضمان استمرار مفاوضات الرهائن، وفقا لما أفاد به الجيش.

وأشار الجيش إلى أنه يتوقع أن تتصاعد الاحتكاكات مع مقاتلي حماس كلما تقدّمت العملية وازدادت المساحات التي يتم السيطرة عليها، موضحًا أن حماس حاليا في موقع دفاعي ولا تخوض اشتباكات كبيرة مع القوات.

ومنذ استئناف العمليات في 18 مارس، يُقدّر الجيش الإسرائيلي أنه قتل ما لا يقل عن 350 عنصرا من التنظيمات المسلحة، من بينهم 40 مسؤولا سياسيا رفيعا في حماس وقادة ميدانيون في جناحها العسكري، بما فيهم عدد من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن 1652 فلسطينيا قتلوا منذ 18 مارس.

وقال الجيش، إنه استهدف أكثر من 1200 هدف منذ استئناف القتال.

وقد ركزت الضربات الجوية الأخيرة بشكل كبير على مسؤولي حماس، بما في ذلك أعضاء في مكتبها السياسي وجهاز الشرطة التابع لها.

خيمة منصوبة فوق أنقاض مبنى مدمر في مخيم جباليا للنازحين شمال قطاع غزة، في 8 أبريل 2025. (Bashar TALEB / AFP)

وذكر الجيش أن هذه الضربات، إلى جانب الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أدت إلى تصاعد الضغوط من المدنيين الفلسطينيين على حماس، ظهرت على شكل احتجاجات في شوارع غزة.

وأكد الجيش أنه لا توجد مجاعة في غزة، وأن هناك ما يكفي من الغذاء لسكان القطاع في الوقت الراهن. وأشار إلى أنه لا يسعى لحدوث مجاعة، لما لذلك من تداعيات تمس بشرعية عملياته ضد حماس.

وتركز العمليات أيضا على تدمير مخزونات السلاح التي تملكها حماس، والتي باتت تتناقص. وتُحاول الحركة التزود مجددًا بالسلاح، لكنها تتجنّب المواجهة المباشرة مع القوات في هذه المرحلة. ويسعى الجيش إلى مصادرة أكبر قدر ممكن من الأسلحة قبل الشروع بأي عملية كبرى محتملة.

كما وسع الجيش بشكل كبير المناطق الأمنية العازلة على طول حدود غزة – لتشمل حاليا نحو 30% من مساحة القطاع – وهي مناطق قال وزير الدفاع كاتس إن الجيش سيحتفظ بها بشكل دائم.

في جنوب القطاع، تقوم الفرقة 36 بإنشاء “محور موراغ”، الذي يفصل رفح عن خان يونس. وقد اكتشف الجيش في هذه المنطقة عددا من الأنفاق الكبرى التي تربط المدينتين.

قوات هندسية تعمل على إنشاء طريق في محور موراغ جنوب قطاع غزة، في صورة وزّعها الجيش في 12 أبريل 2025. (IDF)

أما في رفح، فتقوم فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي بتطهير أحياء الشابورة وتل السلطان من البنية التحتية المتبقية لحماس.

وبعد الانتهاء من العمليات في رفح، ستمتد المنطقة العازلة في جنوب غزة من الحدود مع مصر وصولا إلى أطراف خان يونس – لمسافة تزيد عن 5 كيلومترات – وستشمل كامل مدينة رفح ضمن نطاقها.

كما تم توسيع المنطقة العازلة في مناطق أخرى من الحدود مع غزة، لتصل إلى نحو كيلومترين في معظم المناطق، بعد أن كانت لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار.

وتعمل الفرقة 252 حاليا على توسيع المنطقة العازلة في الأحياء الشرقية من مدينة غزة، مثل الشجاعية والدرج والتفاح، وهي مناطق مرتفعة نسبيًا وتشرف على بلدات إسرائيلية حدودية مثل ناحال عوز، وكفار عزة، وسعد.

كما يُسيطر الجيش على نصف “محور نتساريم”، الواقع جنوب مدينة غزة، حتى شارع صلاح الدين. ويقول الجيش إنه يمكنه في أي لحظة إعادة السيطرة على النصف الغربي من المحور وشطر القطاع مجددًا إلى قسمين.

قوات من الجيش الإسرائيلي تنفّذ عمليات في قطاع غزة، في صورة وزّعها الجيش في 16 أبريل 2025. (IDF)

اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح نحو 5000 مسلح من حركة حماس مناطق في جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.

ولا تزال التنظيمات المسلحة في غزة تحتجز 59 رهينة – يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة، بينما تم التأكد من مقتل 35 – من بينهم 58 ممن اختُطفوا في 7 أكتوبر.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا منذ اندلاع القتال. ولا يمكن التحقق من هذه الحصيلة بشكل مستقل، كما أنها لا تميّز بين المدنيين والمقاتلين.

وتُقدّر إسرائيل أنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في غزة حتى يناير، بالإضافة إلى 1600 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.

أما حصيلة القتلى في صفوف إسرائيل نتيجة العمليات البرية في غزة والاشتباكات على الحدود فقد بلغت 410 قتلى.

اقرأ المزيد عن