إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

الجيش الإسرائيلي يوسع المنطقة المغلقة حول قطاع غزة عشية صلاة ينظمها نشطاء استيطانيون

مصادر أمنية تقول لوسائل لإعلام إن الخطوة احترازية تحسبا لهجوم محتمل على التجمع الذي يهدف إلى إحياء صيام "تشعاه بآف" ولزيادة الوعي بالرغبة في إعادة بناء المستوطنات في غزة

أرشيف: دبابات إسرائيلية تقف بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة كما تظهر من جنوب إسرائيل، 14 يوليو، 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov)
أرشيف: دبابات إسرائيلية تقف بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة كما تظهر من جنوب إسرائيل، 14 يوليو، 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين عن توسيع منطقة عسكرية مغلقة في المنطقة الحدودية بالقرب من قطاع غزة، بعد تقييمات جديدة.

وعلى الرغم من أن الجيش لم يحدد السبب، فإن الخطوة تأتي بينما يعتزم نشطاء استيطانيون الوصول إلى حدود غزة في ساعات المساء لأداء صلاة بمناسبة يوم “تشعاه بآف”، وهو يوم صيام يهودي يحيي ذكرى التاريخ العبري لدمار الهيكلين في القدس، بفارق قرون عن بعضهما البعض.

بحسب تقارير إعلامية، ينوي المنظمون إجراء القراء التقليدية لـ”سفر مراثي آرميا” بالقرب من المدخل إلى ما يُسمى “محور نتساريم”، وهو طريق يقسم غزة ويخضع للسيطرة الإسرائيلية وسط الحرب الجارية ضد حركة حماس الفلسطينية.

وقالت مصادر في الجيش والشرطة لوسائل إعلام عبرية إن هناك مخاوف من أن يحاول المسلحون في غزة مهاجمة التجمع، بما في ذلك من خلال إطلاق صواريخ محتمل.

وأضاف الأمر، الذي وقّعه قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يارون فينكلمان، عدة مناطق على حدود غزة إلى المنطقة العسكرية المغلقة القائمة، وسيُحظر الدخول إلي هذه المناطق دون تنسيق مسبق مع الجيش.

وشملت المناطق المغلقة الجديدة الحقول الواقعة بين معبر إيرز، ويد مردخاي، ومفترق شاعر هنيغف، وناحل عوز؛ والحقول الواقعة بين طريق الوصول إلى مقبرة نتيفوت وطريق 234، والمنطقة الممتدة من هناك إلى حاجز غزة الأمني؛ والحقول الواقعة بين مفترقي رعيم وأوريم وبين هذين الموقعين والحاجز الأمني.

تظهر هذه الصورة من الجو المأخوذة من مقطع فيديو محور نتساريم في وسط غزة، في لقطات نُشرت في 25 أبريل، 2024. (Israel Defense Forces)

وأصرت إحدى المجموعات المنظمة للحدث، وهي منظمة “نحالا”، التي تدعو إلى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، على أنه لا توجد نية للمشاركين لدخول الجيب الفلسطيني.

وكتبت المجموعة على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “نكرر ونؤكد أن قراءة مراثي آرميا من المقرر أن تتم في نصب أنزاك التذكاري في الأراضي السيادية لدولة إسرائيل، ومن غير المعقول ألا يسمحوا بقراءة مراثي آرميا لأسباب سياسية فقط”. النصب التذكاري، الذي يقع بالقرب من الحدود، مخصص للجنود من أستراليا ونيوزيلندا الذين لقوا حتفهم أثناء القتال في المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى.

وأضافت نحالا: “كما أبلغنا الجمهور وجميع المسؤولين العسكريين والشرطيين، لم تكن هناك خطة لعبور السياج. ومن المتوقع أن يأتي العديد من الأشخاص من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في قراءة سفر مراثي آرميا، والدعوة إلى تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة”.

وأفاد موقع “واللا” الإخباري أن الجيش أرسل قوات إضافية إلى المنطقة لضمان عدم محاولة أي مدنيين دخول غزة، وكإجراء احترازي ضد هجوم محتمل على التجمع.

وقال مصدر في الشرطة لـ”واللا” إن المحادثات جارية مع المنظمين لإيجاد مكان آمن لإقامة الحدث.

النصب المخصص للواء أنزاك لايت هورس (Shmuel Bar-Am)

في الأسبوع الماضي، قام نشطاء استيطانيون بجولة في المنطقة للتحضير للحدث، حسبما أفاد موقع “واينت” يوم الأحد.

وعلى الرغم من أن نحالا أعلنت أنها لا تعتزم محاولة دخول غزة، إلا أن رئيسة المنظمة دانييلا فايس وضحت في وقت سابق من هذا الشهر أن الحدث هو جزء من الجهود لزياد الوعي بشأن آمالهم بإعادة الاستيطان في غزة.

أخلت إسرائيل مستوطناتها في قطاع غزة عندما انسحبت من جانب واحد من القطاع في عام 2005.

وفي تقرير نشره موقع “واينت” في ذلك الوقت، قالت فايس: “بعد أن رأينا نجاحات جيشنا، فإننا ملتزمون بتحويل هذه الإنجازات إلى نجاح دائم من خلال العودة إلى الاستيطان في قطاع غزة. إن الاستيطان هو المفتاح لتعزيز الأمن في غلاف غزة والبلاد ككل، وعلاوة على ذلك، فهو جزء من ارتباطنا التاريخي بإسرائيل”.

وتؤيد شخصيات بارزة من داخل الحكومة، من ضمنها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بشدة إعادة بناء المستوطنات داخل غزة وأعربوا عن دعمهم لمثل هذه التدابير علنا.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إعادة الاستيطان في غزة هي أمر غير واقعي، مما أثار غضب حلفائه من اليمين المتطرف.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما قادت حركة حماس هجوما مدمرا على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين. وردت إسرائيل بحملة عسكرية لتدمير حماس وتحرير مئات الرهائن الذين تم اختطافهم إلى غزة خلال هجوم حماس.

امتد الهجوم الإسرائيلي عبر معظم مناطق غزة، مما دفع منظمات مثل نحالا وأنصارها إلى الدعوة إلى إعادة إنشاء المستوطنات.

اقرأ المزيد عن