الجيش الإسرائيلي يواصل هجومه على رفح بعد الأمر المبهم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم العسكري
مسؤولون يقولون إن الحكم يسمح لإسرائيل بمواصلة عملياتها في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة؛ إصابة جندي بجروح خطيرة في شمال القطاع؛ والجيش الإسرائيلي يواصل قتال حماس في أرجاء القطاع
اشتبكت القوات الإسرائيلية يوم السبت مع مسلحين فلسطينيين في أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك رفح، بعد يوم من إصدار محكمة العدل الدولية أمرا لإسرائيل بوقف العمليات التي من شأنها أن تهدد بتدمير السكان المدنيين في المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع.
وقال بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أنه تم القضاء على خلية في رفح فتحت النار على القوات، وتم العثور على عدة فتحات للأنفاق وتدميرها، إلى جانب مخابئ للأسلحة.
وجاء القتال بعد أن أفادت وسائل إعلام فلسطينية مساء الجمعة عن غارة جوية إسرائيلية كبيرة في منطقة الشابورة في رفح، وهو أحد الأحياء الواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين الحدود الإسرائيلية والساحل حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته ضد حماس في وقت سابق من الأسبوع.
أثارت عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، التي يؤكد أنها آخر معقل رئيسي لحماس، المزيد من الانتقادات الدولية لإسرائيل بشأن الحرب في غزة، حيث أصدرت محكمة العدل الدولية حكما مهما ولكنه مبهما إلى حد ما يأمر إسرائيل بوقف الأنشطة العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى دمار السكان المدنيين الذين يحتمون هناك.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتبرون أن قرار محكمة العدل الدولية يسمح بإتاحة المجال لبعض العمليات في رفح، رافضين التفسيرات بأن حكم المحكمة يلزم إسرائيل بوقف الهجوم تماما.
وقال مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للأمن القومي، تساحي هنغبي، لأخبار القناة 12 “ما يطلبونه منا هو عدم ارتكاب إبادة جماعية في رفح. لم نرتكب إبادة جماعية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الهجوم على رفح سيستمر، قال هنغبي: “بموجب القانون الدولي، لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا والدليل هو أن المحكمة لا تمنعنا من مواصلة الدفاع عن أنفسنا”.
ولم تعلق محكمة العدل الدولية، ومقرها لاهاي، على الفور على تصريحات هنغبي، ولم يصدر أيضا تعليق فوري عن حماس.
وأشار مسؤول إسرائيلي آخر إلى صياغة حكم محكمة العدل الدولية، ووصفه بأنه مشروط.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “الأمر المتعلق بعملية رفح ليس أمرا عاما”.
القتال في شمال ووسط غزة
في يوم السبت أيضا، أصيب جندي احتياط في الكتيبة 6828 التابعة للواء “بيسلاماخ” بجروح خطيرة خلال القتال ضد مسلحين في شمال غزة.
وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وجاء هذا الإعلان بعد أن قال الجيش إن القوات العاملة في جباليا بشمال غزة قتلت عشرات المسلحين في معارك من مسافة قريبة ومن خلال استدعاء غارات جوية خلال اليوم الماضي.
وقال الجيش إن القوات عثرت أيضا على مواقع إطلاق صواريخ ومبان تستخدمها الجماعات المسلحة ودمرتها، بالإضافة إلى مخابئ أسلحة.
ومن بين القتلى نشطاء قاموا بتوجيه هجمات ضد القوات، وخلية قناصة تابعة لحماس فتحت النار على الجنود عدة مرات في الأيام الأخيرة، بحسب الجيش.
في هذه الأثناء، في وسط غزة، قُتل عدد آخر من المسلحين في اشتباكات مع القوات وقصف بالدبابات، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
يوم الجمعة في وسط غزة، قال الجيش إن غارة جوية قتلت نائب قائد قوة الأمن الوطني التابعة لحماس في وسط غزة.
وبحسب الجيش، كان ضياء الدين الشرفا مسؤولا عن “إدارة الآلية التي تؤمن حدود قطاع غزة”.
وقال الجيش أنه “خلال الحرب، منعت هذه الآلية السكان من الإخلاء من مناطق القتال”.
تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر والذي أشعل فتيل الحرب، بما في ذلك سلطتها المدنية وأعضاء جناحها السياسي.
اللواء ضياء الدين الشرفا تقبله الله
الذي أغتاله الاحتلال في إبادته المتواصلة لغزة وتعمّده قتل كل من يخفف عن الغزيين من تأثيرات حربه الشعواء كرجال الأمن هو أسير محرر قضى17 عام في سجون الاحتلال لنيته تنفيذ عملية أنصار 2 بمحاولة ىْْـفجير سيارة مفحْخة بتاريخ 25 أغسطس عام 1993. https://t.co/8l9iZTguLC pic.twitter.com/ddsT0p7jQu— أُمنية خالد #انقذوا_الأسرى #كتائب_القسّام (@ommniahk) May 23, 2024
مزيد من التفاصيل حول عملية الجيش الإسرائيلي “المعقدة” لاستعادة جثث الرهائن
يوم السبت، نشر الجيش لقطات وتفاصيل إضافية لعملية استعادة جثث الرهائن الثلاث القتلى في شمال قطاع غزة في وقت متأخر من يوم الخميس.
تم العثور على جثث أوريون هرنانديز رادو (30 عاما)، حنان يابلونكا (42 عاما)، وميشيل نيسنباوم (59 عاما)، الذين قُتلوا جميعهم في 7 أكتوبر، في نفق في جباليا، وهي نفس المنطقة التي تم فيها انتشال جثث أربع رهائن آخرين قبل أسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الكتيبة المدرعة 75 قتلت مسلحا كان على ما يبدو يراقب المنطقة التي تم احتجاز الجثث فيها. بعد ذلك، داهمت القوات الموقع وسيطرت عليه.
وبعد فترة قصيرة، دخلت قوات من وحدة الهندسة القتالية “يهالوم”، وعملاء من جهاز الأمن العام (الشاباك)، وقوات خاصة تابعة لشعبة المخابرات العسكرية النفق وعثرت على الجثث.
تم استخراج الجثث من النفق في عملية ليلية “معقدة”، بحسب الجيش.
بحسب الجيش، تم تحديد موقع الجثث من خلال معلومات استخباراتية حصل عليها الجيش والشاباك في الأيام الأخيرة.
وكشفت المعلومات الاستخبارية أيضا أن مسلحي حماس اختطفوا الثلاثة من منطقة ميفالسيم في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قُتلوا هناك أو بعد وقت قصير وهم في طريقهم إلى غزة.