الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته الجديدة في مدينة غزة ويعلن عن مقتل 20 من مقاتلي حماس في اليوم الأخير
استمرار القتال الكثيف في مدينة خانيونس جنوب القطاع، وسط توغل وشيك في مدينة رفح وازدياد الدعوة لوقف إطلاق النار
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن العملية الواسعة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون بمدينة غزة مستمرة، قائلا إن القوات تداهم مواقع تابعة لحماس وتقتل نشطاء من الحركة.
بحسب الجيش، وجهت المدفعية 215 قذيفة ضد حوالي 10 مواقع لحماس في الزيتون، الواقع في الجزء الشمالي من القطاع، بينما قتل اللواء 401 مدرع حوالي 20 مقاتلا في المنطقة ودمر العديد من مواقع حماس. في غضون ذلك، عثرت كتيبة “ناحل” على منصة إطلاق صواريخ وسط قطاع غزة ودمرتها.
وتأتي العملية في الزيتون بعد أن أعلن الجيش أنه هزم إلى حد كبير قوة حماس المقاتلة في شمال غزة، وقام بسحب قواته، وبدأ التركيز على عمليات أصغر في مناطق محددة.
وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، قتل اللواء المدرع السابع أكثر من 15 مسلحا من حماس؛ ونصب لواء “غفعاتي” كمينا لخلية تابعة لحماس بنيران القناصة؛ وعثر لواء الكوماندوز على مخبأ للأسلحة والوثائق، بحسب الجيش.
في جنوب غزة أيضا، نفذ سلاح البحرية ضربات ضد قوارب تابعة لحماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، حسبما أضاف الجيش الإسرائيلي.
وبينما يستعد الجيش لتوغل محتمل في رفح، أفادت وسائل إعلام فلسطينية يوم الخميس بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في غارات جوية إسرائيلية في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.
وبحسب التقارير، فقد تم تنفيذ الضربات بشكل أساسي في حيي الشابورة والجنينة.
وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، قالت وزارة الصحة في القطاع إن 99 فلسطينيا قُتلوا خلال الليل.
كما قامت وزارة الصحة بتحديث حصيلة القتلى منذ بداية الحرب، بمقتل 29,410 فلسطينيا وإصابة 69,465 آخرين في غزة منذ 7 أكتوبر.
ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل حيث أنها لا تفرق بين المدنيين ومقاتلي حماس، أو أولئك الذين قُتلوا بصواريخ حماس التي انفجرت في القطاع.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 12 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى ألف مسلح آخر قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم مسلحو حماس إسرائيل وقتلوا 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين.
ومع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، ازدادت أيضا الدعوات التي أطلقها المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار.
خلال محادثات في قمة العشرين المنعقدة في البرازيل يوم الأربعاء، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المجتمع الدولي إلى القيام بدور أكثر فعالية من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وحل بالاستناد إلى مبدأ الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب مصدر دبلوماسي تركي.
وقال فيدان لوزراء الخارجية المجتمعين في ريو دي جانيرو إن “الوحشية” في غزة يجب أن تتوقف، وناقش الخطوات اللازمة للتوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار وإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع خلال محادثات مع نظرائه من الولايات المتحدة وألمانيا ومصر، وفقا للمصدر.
وقال المصدر أنه خلال المحادثات بين فيدان ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، تمت مناقشة “الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن”، مضيفا أن فيدان ناقش أيضا “خطوات ملموسة” لوقف القتال خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.
وقال فيدان في اجتماع مجموعة العشرين، بحسب ما قاله أحد مساعديه، إن “حقيقة عدم صدور قرار بشأن وقف إطلاق النار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى أظهرت أن الإصلاح أمر لا بد منه”، في إشارة إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في المجلس المكون من 15 عضوا.
وقد دعت تركيا، التي انتقدت إسرائيل بشدة بسبب حربها ضد حماس في غزة ودعمت الإجراءات الرامية إلى محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، مرارا إلى وقف إطلاق النار.
وعلى عكس حلفائها الغربيين وبعض دول الخليج، فإن تركيا، العضو في الناتو، لا تعتبر حماس جماعة إرهابية.
وقال الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، يوم الخميس، إن المحاولات جارية لتجديد المفاوضات من أجل وقف محتمل للقتال مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال غانتس: “المؤشرات الأولية تشير إلى إمكانية المضي قدما”، وهذا أول مؤشر إسرائيلي على استئناف المحادثات منذ تعثر المفاوضات قبل أسبوع.
ومع ذلك، كرر غانتس تعهده بأنه ما لم توافق حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة، فإن إسرائيل ستشن غزوا بريا في رفح خلال شهر رمضان القادم.
وتعتقد إسرائيل أن آخر كتائب حماس المتبقية موجودة في رفح، إلى جانب بعض قادة الحركة ورهائنها.