الجيش الإسرائيلي يهدم منزل فلسطيني ثان متهم بقتل جندي في الضفة الغربية العام الماضي
لقطات فيديو تظهر الانفجارات الخاضعة للرقابة لمنزل عب الكامل جوري في نابلس، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه شارك في قتل الرقيب أول عيدو باروخ
دخلت القوات الإسرائيلية مدينة نابلس شمال الضفة الغربية صباح الخميس، وسط تصعيد للعنف في المنطقة، لهدم منزل فلسطيني مسلح متهم بقتل جندي إسرائيلي العام الماضي.
في 11 أكتوبر، 2022، فتح أسامة الطويل وعبد الكامل جوري، وهما ناشطان في جماعة “عرين الأسود” التي تتخذ من نابلس مقرا لها، النار على الرقيب أول عيدو باروخ من وحدة الاستطلاع في لواء “غيفعاتي”، مما أسفر عن مقتله، بحسب الجيش. الهجوم وقع بينما كان باروخ يؤمن مسيرة احتجاجية للمستوطنين عند تقاطع طرق قرب مستوطنة شافي شومرون خارج نابلس.
وتم اعتقال الطويل وجوري في 13 فبراير، بينما قُتل عضو ثالث في الخلية الذي يُزعم أنه ساعد في التخطيط للهجوم، ويُدعى حسام بسام اسليم، في عملية للجيش الإسرائيلي بنابلس بعد أسبوع.
وقال الجيش في بيان مقتضب فجر الخميس أنه “يعمل في مدينة نابلس لهدم منزل أحد المسلحين اللذين نفذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل الرقيب أول عيدو باروخ”، في إشارة إلى جوري.
في الأسبوع الماضي، قُتل فلسطيني في مواجهات بعد أن دخل الجيش نابلس لهدم منزل الطويل، المتهم الآخر بقتل باروخ.
واندلعت اشتباكات مجددا في المنطقة فجر الخميس، حيث أعلن “الهلال الأحمر الفلسطيني” عن تقديمه العلاج لنحو 33 شخصا، معظمهم أصيبوا جراء استنشاقهم للغاز.
وقال الجيش إن مسلحين فلسطينيين فتحوا النار على القوات، بينما ألقى آخرون عبوات ناسفة تسبب بأضرار طفيفة لمركبة عسكرية. وألقى محتجون آخرون الحجارة وقاموا بحرق الإطارات في المنطقة، حسبما جاء في بيان صدر لاحقا عن الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن “القوات ردت باستخدام وسائل لتفريق مثيري الشغب”، مضيفا أنه لم تكن هناك إصابات في صفوف الجنود.
وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش هدم شقة جوري في عدد من الانفجارات الخاضعة للرقابة.
تتبع إسرائيل بانتظام سياسة هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات قاتلة معتبرة أن هذه الاستراتيجية تشكل رادعا. لكن نشطاء حقوق الانسان يستنكرون هذه الممارسة باعتبارها عقابا جماعيا غير عادل، كما أن فاعلية هذه السياسة هي محل نقاش ساخن داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وقد قام الجيش بأخذ مقاسات منزل اسليم، العضو الثالث في الخلية، في شهر مايو تمهيدا لهدمه المحتمل.
وشهدت نابلس عمليات متكررة للجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي، وجاء هدم المنزل يوم الخميس وسط موجة من العنف في الضفة الغربية.
يوم الثلاثاء، قُتل أربعة إسرائيليين وأصيب أربعة آخرون في هجوم نفذه مسلحان تابعان لحركة “حماس” في وسط الضفة الغربية. وقُتل أحد المسلحيْن بنيران مدني إسرائيلي مسلح، بينما نجح المسلح الآخر بالفرار وقُتل بعد بضع ساعات على أيدي قوات خاصة.
في أعقاب الهجوم، اعتدى مئات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من البلدات الفلسطينية، وأضرموا النيران بالمنازل والمركبات والحقول، وقاموا بترويع السكان. وقُتل فلسطيني في بلدة ترمسعيا في ظروف غير واضحة، وأصيب 12 آخرون.
وبدا أن هذه الاعتداءات هي تكرار قاتم لواقعة وصفها البعض بأنها “بوغروم” في وقت سابق من هذا العام بعد هجوم إطلاق نار دام آخر نفذه مسلحون فلسطينيون.
في وقت متأخر الأربعاء، قصفت طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي مركبة أقلت ثلاثة مسلحين فلسطينيين كانوا قد أطلقوا لتوهم النار على حاجز في شمال الضفة الغربية.
الضربة، التي قال الجيش إنها قتلت ثلاثة أشخاص، هي أول عملية اغتيال في الضفة الغربية منذ عام 2006، بحسب الجيش، وتأتي بعد استخدام مروحيات هجومية في عملية عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية في وقت سابق هذا الأسبوع لأول مرة أيضا منذ حوالي عقدين.
على مدار العام الماضي، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر القوات التي نفذت مداهمات واعتقالات، ومواقع عسكرية، ومستوطنات إسرائيلية، وإسرائيليين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.
منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا، بمن فيهم نحمان موردوف (17 عاما)، وإليشاع أنتمان (17 عاما)، وهرئيل مسعود (21 عاما)، وعوفر فايرمان (64 عاما)، الذين قُتلوا جميعا يوم الثلاثاء في هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان تابعان لحركة “حماس” بالقرب من مستوطنة عيلي.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 132 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل