إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

الجيش الإسرائيلي ينهي مداهمة مستشفى في شمال غزة، ويقول أنه اعتقل نحو 240 مشتبها

الجيش يقول إن المنشأة كانت "معقلًا رئيسيًا" لحماس، ويعتقل مدير المستشفى، ومنفذي هجوم 7 أكتوبر؛ يقول أيضًا إنه أجلى مئات المرضى إلى مستشفيات أخرى

سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، 28 ديسمبر 2024. (Omar AL-QATTAA / AFP)
سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، 28 ديسمبر 2024. (Omar AL-QATTAA / AFP)

قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه أنهى عملية ضد حركة حماس في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة والمنطقة المحيطة به.

تم اعتقال نحو 240 مشتبها به، بما في ذلك مدير المركز الطبي و15 مسلحا شاركوا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي، الذي نفذ آخر عملية ضد حماس في مستشفى كمال عدوان في أكتوبر، إن العملية أطلقت لأن المستشفى “أصبح مرة أخرى معقلا رئيسيا للمنظمات الإرهابية ويستمر في استخدامه كمخبأ للنشطاء الإرهابيين”.

وأضاف الجيش إن المستشفى لا يزال يستخدم من قبل حماس “رغم الدعوات المتكررة للامتناع عن السماح [للنشطاء الإرهابيين] باستغلال المستشفيات للأنشطة العسكرية”.

وقادت العملية الفرقة 162. وقال الجيش إنه في بداية الغارة حاصرت قوات من اللواء المدرع 401 المستشفى، واعتقلت العديد من المشتبه بهم، وقتلت مسلحين إضافيين.

وأفاد الجيش أن أفراد وحدة الكوماندوز “شايتيت 13” التابعة للبحرية نفذوا “أنشطة دقيقة” داخل المستشفى، حيث عثروا واستولوا على أسلحة، بما في ذلك قنابل يدوية ومسدسات وذخيرة ومعدات عسكرية أخرى.

وقال الجيش أنه تم اعتقال أكثر من 240 عضوا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية وآخرين يشتبه في كونهم أعضاء في فصائل مسلحة خلال العملية.

وأن بعض العناصر “حاولوا انتحال صفة المرضى والطاقم الطبي، وحاول بعضهم الهروب في سيارات الإسعاف”.

ومن بين المعتقلين مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، الذي قال الجيش إنه يشتبه بأنه ناشط في حركة حماس.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اعتثال أبو صفية، لكن بيانا نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام قال إن “كل ما يتم تداوله عن اعتقال الدكتور حسام أبو صفية هو خبر كاذب”، وأضاف “الحمد لله هو بخير، لكن الاتصالات والشبكة سيئة للغاية”.

وبحسب الجيش، شارك ما لا يقل عن 15 من المعتقلين في المستشفى والمنطقة المحيطة في الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر. كما تم اعتقال العديد من أفراد قوات الهندسة ومكافحة الدبابات التابعة لحماس في العملية.

وخضع المشتبه بهم للتحقيق من قبل محققين ميدانيين من الوحدة 504 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك). وقال الجيش إن العديد منهم اعترفوا للمحققين بمشاركتهم في “نشاط إرهابي” في منطقة المستشفى.

وقال الجيش إن النشطاء أطلقوا خلال العملية قذائف آر بي جي وقذائف مضادة للدبابات على القوات من منطقة قريبة من المستشفى، وحاولوا تنفيذ هجمات أخرى.

وقال الجيش إنه لم تقع إصابات في صفوف قواته، وتم قتل منفذي الهجمات، وأضاف أن غارة بطائرة مسيرة قتلت خلية مسلحة حاول أعضاؤها الفرار من المنطقة.

سيارات الإسعاف تنقل جرحى فلسطينيين من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، 28 ديسمبر 2024. (Omar AL-QATTAA / AFP)

وقال الجيش إنه مكّن قبل بدء العملية من إجلاء 350 مريضا ومقدمي الرعاية والعاملين الطبيين إلى مستشفيات أخرى، في جهد نسقه منسق أعمال الحكومة في المناطق بوزارة الدفاع (كوغات).

وفي الأسابيع التي سبقت العملية، تم تسليم “عشرات الآلاف من اللترات من الوقود والغذاء والإمدادات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفى” إلى كمال عدوان.

وخلال الغارة نفسها، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إجلاء 95 مريضا ومقدمي الرعاية وموظفين طبيين من كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي القريب، حيث تم تسليم 5000 لتر من الوقود ومولدين كهربائيين ومعدات طبية “للحفاظ على وتشغيل الأنظمة الأساسية في المستشفى”.

وأضاف الجيش أن مئات المدنيين الفلسطينيين غادروا أيضا منطقة المستشفى “عبر طرق إخلاء محددة”.

جرحى فلسطينيون يتلقون الرعاية الطبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بعد نقل المرضى من مستشفى كمال عدوان، 28 ديسمبر 2024. (Omar AL-QATTAA / AFP)

ونفى الجيش أن تكون قواته أشعلت النيران في المستشفى كما ادعت حركة حماس.

رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني على رواية حماس قائلا: “بينما لم يتواجد جنود الجيش الإسرائيلي في المستشفى، اندلع حريق صغير في مبنى فارغ داخل المستشفى، وهو تحت السيطرة”، وأضاف أن التحقيق الأولي لم يجد “أي صلة” بين النشاط العسكري والحريق.

وقال شوشاني: “إن نشر تقارير غير مؤكدة حول سبب هذا الحريق يظهر نزاهة صحفية مشكوك فيها”.

واتهمت وزارة الصحة في غزة القوات الإسرائيلية بإشعال حرائق في عدة أجزاء من مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك قسم المختبر والجراحة، وقالت إن 25 مريضا و60 عاملا صحيا ما زالوا في المستشفى.

وقالت الوزارة أيضا إن القوات الإسرائيلية دخلت المستشفى، واقتادت الموظفين والمرضى إلى الخارج وأجبرتهم على خلع ملابسهم في برد الشتاء.

ويُظهر مقطع فيديو غير مؤكد تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي المرضى والموظفين وهم يسيرون خارج المستشفى أمام دبابات إسرائيلية.

وكانت آخر عملية تشنها لقوات الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان في أواخر أكتوبر، حيث اعتقلت العشرات من العناصر وعثرت على أسلحة وبنية تحتية عسكرية ودمرتها.

وفي ذلك الوقت، نشر الجيش لقطات من استجواب أحد المعتقلين، والذي عرّف عن نفسه بأنه سائق ومسعف في مستشفى كمال عدوان ومستشفى الأهلي في مدينة غزة.

وزعم في اللقطات المصورة أن حماس تستخدم سيارات الإسعاف في المستشفى لنقل العناصر.

وقال ردا على سؤال حول العمليات التي تقوم بها الحركة حول كمال عدوان: “عناصر حماس العسكريون موجودون. إنهم في الساحات، وعلى أبواب المباني، وفي المكاتب”.

وأضاف أن “الميليشيات المسلحة تستخدم سيارات الإسعاف لنقل الجرحى من عناصرها العسكريين ونقلهم إلى مهامهم، بدلاً من استخدامها لخدمة المدنيين”.

وقال ردا على سؤال عما إذا كان لديه أي شيء آخر ليضيفه “نحن، عامة الناس في شمال قطاع غزة، سئمنا من هذا الوضع. لقد سئمنا؛ فهم [حماس] متمركزون في المستشفيات، ومتمركزون في المدارس”.

لقد قاتلت حماس من داخل المستشفيات طوال الحرب، وحتى قامت بإخفاء بعض الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم في هجوم السابع من أكتوبر 2023 داخل المستشفيات في بعض الأحيان. يحظر القانون الدولي استهداف المستشفيات أثناء الحرب، ولكن المستشفيات قد تفقد هذه الحماية إذا استخدمت لأغراض عسكرية.

وكثفت إسرائيل هجومها البري والجوي على شمال غزة منذ أكتوبر، وأعلنت أن هدفها هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة.

وكانت إسرائيل قد أمرت المدنيين بإخلاء المنطقة وسط الاستعدادات لغزو غزة ردا على هجوم حماس في العام الماضي، والذي شهد مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

اقرأ المزيد عن