الجيش الإسرائيلي ينهي جميع التحقيقات في السابع من أكتوبر وسيبدأ تقديم نتائجها الأسبوع المقبل
في ظل ما تعلمه من تقرير بئيري، الجيش يخطط تقديم سياق للمعارك الفردية من خلال نشر تحقيقاته الأوسع في تقييمات الاستخبارات وقرارات كبار القادة أولاً
بعد تأخيرات طويلة، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أنه أكمل تحقيقاته في إخفاقاته خلال الفترة التي سبقت هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وسيبدأ في تقديم نتائجه الأسبوع المقبل.
وتهدف التحقيقات إلى استخلاص استنتاجات عملياتية للجيش، ولن تنظر في سياسات القيادة السياسية، لتجنب الخلاف مع قادة الحكومة الذين أصروا على أن التحقيقات يجب أن تنتظر إلى ما بعد نهاية الحرب ضد حماس.
وقد أجريت التحقيقات – من قبل وحدات يُنظر إليها على أنها لعبت دورا في الفشل في ملاحظة استعدادات حماس أو الاستعداد بشكل كافٍ للهجوم – بالتوازي أثناء الحرب. وبدأت التحقيقات الأولية في نوفمبر 2023، حيث أمر رئيس أركان الجيش المنتهية ولايته هرتسي هاليفي جميع الوحدات ببدء التحقيقات في مارس.
وقال الجيش أنه لن تكون هناك نتائج بشأن ضباط أفراد في هذه المرحلة. ورقد يتخذ خليفة هاليفي، رئيس أركان الجيش الجديد اللواء (احتياط) إيال زامير، مثل هذه القرارات بشأن الضباط الأفراد في وقت لاحق.
وكانت بعض التحقيقات جاهزة منذ أشهر، لكن الجيش قرر أنه ينبغي الانتهاء منها جميعا وتجميعها قبل عرضها على الجمهور.
وقد أمضى الضباط آلاف الساعات في التحقيقات ـ جمع المواد، وإجراء المقابلات، وتجميع المعلومات. وقد أمضى هاليفي وحده أكثر من 230 ساعة في مراجعة التحقيقات، حسبما ذكرت مصادر عسكرية.
وفي شهر ديسمبر العام الماضي، حدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس موعدا نهائيا في 31 يناير لتسليم نتائج التحقيقات. وقد قدم الجيش العديد من التحقيقات إلى كاتس على مدى الأسابيع الماضية، وسوف يطلع وزير الدفاع عليها قبل أن عرضها على الجمهور، وفقا للجيش.
وتركز التحقيقات على الفترة بين أعمال الشغب التي قادتها حماس على حدود غزة في مارس 2018 وحتى 10 أكتوبر 2023، عندما استعادت القوات الإسرائيلية السيطرة على جنوب إسرائيل في أعقاب الهجمات.
وفي السابع من أكتوبر 2023، اقتحم نحو 3000 مسلح من قطاع غزة بقيادة حماس جنوب إسرائيل، ونفذوا هجوما كبيرا وغير مسبوق. وواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في الرد على الهجوم، حيث تم اجتياح القواعد الأقرب إلى الحدود وبدا أن سلسلة القيادة قد انهارت وسط الفوضى.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، وخطف 251 آخرين وتدمير أجزاء كبيرة من المنطقة.
وردت إسرائيل بشن حملة عسكرية تهدف إلى تدمير حماس وتحرير الرهائن، الذين لا يزال 70 منهم في الأسر، إلى جانب ثلاثة رهائن من قبل الحرب.
والتحقيقات منفصلة عن تحقيق خارجي كان مخطط له ولكن تم إلغاؤه في سلوك الجيش في الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر. وقد قوبلت الخطط لإجراء مراجعة مستقلة للجيش باحتجاجات من جانب قادة الحكومة، الذين خشوا أن يتعرضوا للانتقاد.
وفي الوقت نفسه، رفضت الحكومة تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وعارضت أي تحقيقات من شأنها أن تدرس الإخفاقات السياسية المحيطة بالهجوم المفاجئ، والفترة التي سبقته، وتداعياته.
في البداية، خطط الجيش لتقديم نتائج تحقيقاته الداخلية بحلول نهاية أغسطس 2024، مع اكتمال كل تحقيق. ولكن بعد تحول تركيز الحرب إلى لبنان، والهجمات والضربات المضادة في اليمن وإيران، أرجأ الجيش استكمال العديد من التحقيقات.
وقالت مصادر عسكرية إن 25% من جدول أعمال هاليفي في يناير، وسط وقف إطلاق النار الحالي مع حماس، كان مخصصا لاستكمال التحقيقات.
ولم ينشر الجيش رسميا حتى الآن سوى تحقيق واحد، وهو التحقيق في هجوم حماس على كيبوتس بئيري أثناء هجوم السابع من أكتوبر. وقد اعترف كبار المسؤولين العسكريين بأنه كان من الخطأ عرض نتائج هذا التحقيق، الذي ركز على الأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها القوات، دون سياق التحقيقات الأوسع التي تبحث في الاستخبارات العسكرية واتخاذ القرارات من قِبَل كبار الضباط.
وتشمل التحقيقات التي يجريها الجيش على مستوى هيئة الأركان العامة، وهي القيادة العليا للجيش، أربعة مواضيع رئيسية:
- تطور تصور الجيش لغزة، مع التركيز على الحدود، ابتداء من عام 2018؛
- تقييمات الاستخبارات العسكرية بشأن حماس منذ عام 2018 حتى اندلاع الحرب؛
- العمليات الاستخباراتية واتخاذ القرارات عشية السابع من أكتوبر، وكذلك الأيام التي سبقته؛
- القيادة والسيطرة والتشكيلات والأوامر التي صدرت خلال المعارك بين 7 و10 أكتوبر، عندما استعادت القوات السيطرة على جميع البلدات والقواعد العسكرية في جنوب إسرائيل التي غزتها حماس.
وتندرج تحت هذه المواضيع الأربعة الرئيسية 18 موضوعا فرعيا، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وهناك عدة تحقيقات على مستوى هيئة الأركان العامة، بما في ذلك تحقيقات أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، والبحرية الإسرائيلية، ومديرية الاستخبارات العسكرية، ومديرية العمليات، وقيادة الجبهة الداخلية، والقيادة الجنوبية، وغيرها من الهيئات. وبعض هذه التحقيقات ستعود إلى ما هو أبعد من عام 2018.
وبالإضافة إلى ذلك، أجرى الجيش تحقيقات في 41 معركة منفصلة وحوادث كبرى وقعت خلال هجوم 7 أكتوبر.
ومن المقرر أن يبدأ الجيش الإسرائيلي تقديم نتائج التحقيقات في 26 فبراير، على أمل استكمال العملية بحلول موعد تنحي هاليفي في الخامس من مارس، بدءا بالموضوعات الأربعة الرئيسية ثم الانتقال إلى المعارك الفردية.
وقال الجيش إنه لن يتمكن من عرض جميع تحقيقات المعارك الأربعين المتبقية خلال ذلك الوقت، ولكن سيتم عرض الحوادث الأكبر والأهم أولاً.
وسيتم عرض نتائج التحقيقات في المعارك الأربعين على سكان البلدات المتضررة وعائلات القتلى أولاً، قبل أن عرضها على الجمهور.
وبحسب جدول زمني مبدئي اطلع عليه موقع تايمز أوف إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سوف ينشر نتائج تحقيقات هيئة الأركان العامة في 26 فبراير.
وعلى مدى الأسبوع التالي، سيعرض الجيش نتائج تحقيقاته في المعارك في نير عوز، وكفار عزة، وناحال عوز، ونتيف هعاسارا، على سكان البلدات المتأثرة ومن ثم على الجمهور.
ومن المتوقع أن يعرض الجيش في أوائل مارس نتائج التحقيقات في معركة قاعدة نحال عوز العسكرية ومذبحة مهرجان سوبر نوفا الموسيقي بالقرب من رعيم. وسيتم عرض التحقيقات في المعارك المتبقية بحلول نهاية مارس، وفقًا للجدول الزمني المؤقت.
كما أنشأ الجيش موقعًا إلكترونيًا حيث ستكون النتائج متاحة للجمهور بعد تقديمها. وفي الوقت الحالي، لا يتوفر على الموقع سوى التحقيق في بئيري.