الجيش الإسرائيلي يحرر 4 رهائن بعد 8 أشهر من الأسر في عملية جريئة في وسط غزة
قوات خاصة تداهم في وقت متزامن مبنيين تابعين لحركة حماس في النصيرات، ووصلت إلى نوعا أرغماني وألموغ مئير جان وأندريه كوزلوف وشلومي زيف؛ إصابة ضابط بجروح خطيرة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم تحرير أربع رهائن إسرائيليين أحياء من أسر حماس يوم السبت في عملية جريئة خلال النهار في وسط قطاع غزة.
وقد اختّطف نوعا أرغماني (26 عاما)، وألموغ مئير جان (21 عاما)، وأندريه كوزلوف (27 عاما)، وشلومو زيف (40 عاما) من مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي بالقرب من كيبوتس رعيم في صباح السابع من أكتوبر، عندما قتل 3000 مسلح بقيادة حماس 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين في هجوم شنته الحركة على جنوب إسرائيل.
وجاء في بيان مشترك أن عناصر من وحدة مكافحة الإرهاب “يمام” التابعة للشرطة، إلى جانب عملاء في جهاز الأمن العام (الشاباك)، قاموا في وقت متزامن بمداهمة مبنيين تابعين لحماس في قلب النصيرات وسط غزة. تم إنقاذ أرغماني في أحد المواقع، بينما كان مئير جان وكوزلوف وزيف في الموقع الثاني.
وشارك المئات من الجنود الإسرائيليين في العملية، بحسب الجيش.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن القوات الخاصة أنقذت الرهائن بينما كانت “تحت إطلاق النار”، وقالت الشرطة إن مقاتلا في وحدة “يمام” أصيب بجروح خطيرة.
وقال الجيش أنه خلال العملية تم تنفيذ غارات جوية مكثفة في المنطقة ضد مواقع لحماس ولدعم القوات البرية. وأفادت السلطات الصحية التابعة لحماس بمقتل 50 فلسطينيا على الأقل، دون الإشارة إلى عدد المقاتلين منهم.
الرهائن المحررون، والذين كانوا محتجزين لدى حماس لمدة ثمانية أشهر، كانوا جميعا في حالة جيدة، وفقا للتقييمات الطبية الأولية. وتم نقلهم بمروحيات من القطاع إلى مستشفيات في إسرائيل لإجراء مزيد من التقييم.
Footage shows one of the hostages (presumably Noa Argamani) being extracted from the Gaza Strip in a helicopter after being rescued from Hamas captivity in Nuseirat. pic.twitter.com/sa6JtTy892
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 8, 2024
وقال هغاري: “خلال العملية، ضربنا تهديدات لقواتنا في المنطق. هذه التهديدات ضُربت من الأرض والجو والبحر… حتى نتمكن من إخراج قواتنا [والمخطوفين]”.
النصيرات هي واحدة من المناطق القليلة في غزة التي لم تدخلها القوات البرية بعد خلال الهجوم البري للجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس.
وقال هغاري إن التخطيط لعملية الإنقاذ كان قيد الإعداد “لعدة أسابيع” مع “معلومات استخبارية عالية الجودة وتخطيط عملياتي معقد”.
وأضاف: “كان الحصول على المعلومات الاستخبارية الخاصة بهذه العملية معقدا للغاية”.
هذه هي ثالث عملية إنقاذ ناجحة للرهائن منذ 7 أكتوبر. وكانت العملية الأولى هي إنقاذ المجندة أوري مغيديش في أواخر أكتوبر، وفي أوائل ديسمبر، حاول الجيش الإسرائيلي إنقاذ رهينة أخرى، لكنه قُتل. وفي شهر فبراير، تم إنقاذ الرهينتين فرناندو مارمان (61 عاما)، ولويس هار، (70 عاما)، من رفح جنوب غزة.
جميع الرهائن الذين أعادهم الجيش الإسرائيلي من غزة، بما في ذلك الأربعة يوم السبت، تم تحريرهم من مبان وليس من أنفاق.
شوهدت أرغماني في مقطع فيديو شهير وهي تصرخ مذعورة أثناء اختطافها إلى غزة من مهرجان “سوبر نوفا” على دراجة نارية. وكانت والدتها، التي تعاني من مرض السرطان، قد توسلت مرارا لرؤيتها قبل وفاتها. وظهرت أرغماني أيضا في تسجيل مصور دعائي لحماس نُشر في يناير. وتم بث مقطع آخر بصوتها الأسبوع الماضي.
وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت لم شمل أرغماني مع والدها بينما كانت في طريقها إلى المستشفى.
تم تسريح مئير جان (21 عاما) من الخدمة العسكرية قبل ثلاثة أشهر من اختطافه. هو أيضا اختُطف من الحفل.
وكان كوزلوف، البالغ من العمر (27 عاما)، يعمل كحارس أمن في الحفل عندما تم اختطافه. وهو مهاجر جديد إلى إسرائيل، وقد انتقل إلى البلاد منذ حوالي عام ونصف.
زيف، البالغ من العمر 40 عاما، كان يعمل في فريق الأمن في الحفل، وكان قد ذهب إلى الحفل مع اثنين آخرين هما أفيف إلياهو، قريب زوجته، وجيك مارلو، وهو صديق، اللذين قُتل كلاهما.
بعد عملية الإنقاذ التي تمت يوم السبت، لا يزال 116 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة. وشهدت الهدنة التي استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس وأربع رهائن قبل ذلك.
وفي المجمل، أنقذت القوات سبع رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 19 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 41 من الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
وتم إدراج امراة في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيرها مجهولا، رغم أن عائلتها تعتقد أنها قُتلت.
وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جندييّن إسرائيلييّن قُتلا في عام 2014.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع أو يُفترض أنهم قُتلوا حتى الآن. من بين هؤلاء، تم التعرف على هوية 24 ألف قتيل في المستشفيات أو من خلال بلاغات ذاتية من قبل العائلات، في حين أن باقي الرقم يعتمد على “مصادر إعلامية” تابعة لحماس. وتشمل هذه الأرقام، التي لا يمكن التحقق منها، حوالي 15 ألف مسلح تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأعلن الجيش مقتل 295 جنديا خلال العملية البرية ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. كما قُتل مقاول مدني في وزارة الدفاع في القطاع.