إسرائيل في حالة حرب - اليوم 531

بحث

الجيش الإسرائيلي ينقذ رهينتين من رفح جنوب قطاع غزة في عملية ليلية جريئة

عناصر من وحد "يمام" يقتحمون الطابق الثاني من أحد المباني ويقتلون ثلاثة من عناصر حماس الذين حرسوا فرناندو سيمون مرمان ونوبرتو لويس هار، بينما نفذ سلاح الجو غارات جوية مكثفة

من اليسار إلى اليمين: غابرييلا ليمبرغ تقبل شقيقها فرناندو ارمان وكلارا مرمان بجانب شريكها لويس هار، في مركز شيبا الطبي، 12 فبراير، 2024. (Courtesy)
من اليسار إلى اليمين: غابرييلا ليمبرغ تقبل شقيقها فرناندو ارمان وكلارا مرمان بجانب شريكها لويس هار، في مركز شيبا الطبي، 12 فبراير، 2024. (Courtesy)

في عملية ليلية معقدة، نجحت قوات إسرائيلية خاصة بإنقاذ اثنين من الرهائن من أسر حماس في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة فجر الإثنين،  في أول عملية ناجحة لاستخراج الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ أشهر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن فرناندو سيمون مرمان (61 عاما) ونوبرتو لويس هار (70 عاما)، كانا في حالة جيدة بعد إنقاذهما، عقب عملية تضمنت معارك مع مسلحي حماس وغارات جوية إسرائيلية مكثفة.

تم اختطاف الرجلين من كيبوتس نير يتسحاق في صباح السابع من أكتوبر، عندما قتل مسلحون بقيادة حماس 1200 شخص واحتجزوا 253 آخرين كرهائن في هجوم دام شنته الحركة على جنوب إسرائيل.

وكانت هذه ثاني عملية ناجحة من هذا النوع منذ 7 أكتوبر. والعملية الأولى كانت عملية لإنقاذ المجندة أوري مغيديش في أواخر أكتوبر. وفي أوائل ديسمبر، حاول الجيش الإسرائيلي إنقاذ رهينة أخرى، لكنه قُتل.

العملية المشتركة التي نفذتها قوات من وحدة النخبة “يمام” لمكافحة الإرهاب في الشرطة، وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي بدأت حوالي الساعة الواحدة فجرا في رفح، في منطقة لم تدخلها القوات الإسرائيلية بعد خلال هجومها البري ضد حركة حماس.

في مؤتمر صحفي صباحي وتحديث حصل عليه المراسلون الحربيون حول العملية في وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن عناصر اليمام وصلوا إلى رفح حوالي الساعة الواحدة فجرا و”نفذوا عملية معقدة للغاية في المبنى والطابق الثاني حيث تم احتجاز الرهينتين”.

وقال هغاري إن “الوصول إلى الهدف في قلب رفح كان معقدا للغاية”.

وأضاف أن القوات اقتحمت الشقة في الساعة 1:49 فجرا، وقتلت المسلحين الثلاثة الذي حرسوا الرهائن وأن العناصر “احتضنوا وحموا لويس وفرناندو بأجسادهم”.

وقال هغاري إن قتالا اندلع أيضا في العديد من المباني المجاورة، مع تنفيذ غارات جوية مكثفة ضد مقاتلي حماس في منطقة عملية الإنقاذ في الساعة 1:50 فجرا.

وأضاف “كانت هناك قوة نيران مكثفة من الجو، وفُتحت نار من المباني المجاورة. سلاح الجو ضرب بشكل مكثف هناك”.

وفي تحديث سابق، قبل الإعلان عن عملية الإنقاذ، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ موجة من الغارات الجوية ضد أهداف “مهمة” في منطقة الشابورة في رفح.

وفي الوقت نفسه، قامت وحدة كوماندوز “شايطت 13” التابعة لسلاح البحرية واللواء المدرع السابع بتوفير الغطاء لعملية الإنقاذ.

وقال هغاري: “تم القضاء على العديد من الإرهابيين الليلة في هذه العملية”، بما في ذلك ثلاثة على الأقل في المبنى الذي احتُجز فيه الرهينتان. وزعمت حماس أن نحو 100 شخص قتلوا.

وأضاف هغاري “أخرجت القوات لويس وفرناندو من الشقة وأنقذتهما تحت إطلاق النار، حتى وصولهما إلى المنطقة الآمنة”.

مروحية عسكرية تصل إلى مركز شيبا الطبي في رمات غان مع رهينتين تم تحريرهما من غزة في عملية عسكرية، 12 فبراير، 2024. (IDF)

وفي غضون ساعة، تم نقلهما في مدرعات إلى خارج رفح، ثم نقلهما في مروحية عسكرية إلى مركز “شيبا” الطبي في رمات غان لإجراء فحوصات لهما، حيث وُصفت حالتهما بالجيدة.

وقال هغاري “كانت هذه عملية إنقاذ معقدة تحت إطلاق النار واستندت على معلومات استخباراتية حساسة. لقد كانت عملية احترافية ودقيقة”.

وتابع قائلا “هذه عملية أعددنا لها وكنا ننتظر الظروف التي تتيح تنفيذها”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي والشاباك يعملان على خطط الإنقاذ “منذ فترة طويلة”.

وأضاف “لقد كانت ليلة متوترة للغاية ومؤثرة للغاية. وقد كانت مثل هذه العملية ممكنة بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمها عناصر الجيش النظامي وقوات الاحتياط الذين سقطوا وأصيبوا في المعارك. لولا تضحياتهم، لم نكن لنصل إلى هذه اللحظة”.

وأصيب جندي بجروح طفيفة خلال العملية، ولكن خلاف ذلك، لم تكن هناك إصابات في صفوف الإسرائيليين.

عمال إنقاذ يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، 12 فبراير، 2024. (MOHAMMED ABED / AFP)

وقال هغاري “حتى هذا الصباح، لن ننسى للحظة أن هناك 134 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة”.

وأضاف في رسالة إلى الرهائن المتبقين: “إذا كنتم تسمعونني الآن، فنحن مصممون جدا على إعادتكم إلى وطنكم ولن نضيع أي فرصة لإعادتكم إلى الوطن”.

ويعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثلاثة رهائن على قيد الحياة، بما في ذلك في عملية يوم الاثنين، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا مدنييّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدن منذ عام 2014.

عمال إنقاذ يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، 12 فبراير، 2024. (MOHAMMED ABED / AFP)

احتجز مسلحو حماس مرمان (61 عاما) وهار (70 عاما) كرهينتين من كيبوتس نير يتسحاق وقاموا بنقلهما إلى غزة في 7 أكتوبر، مع كلارا مرمان (62 عاما)، شقيقة مرمان وشريكة هار، وشقيقتهما الأخرى غابرييلا ليمبرغ (59 عاما) وابنة غابرييلا، ميا ليمبرغ (17 عاما).

اكتسبت ميا ليمبرغ اهتماما خاصا بعد أن تبين أنها كانت تحمل كلبتها الأليفة بيلا معها طوال فترة الأسر، وأعادتها معها.

كان مرمان وشقيقته غابرييلا وابنتها ميا يزورون الكيبوتس لقضاء عطلة عيد “سمحات توراة” في نهاية الأسبوع.

ميا ليمبرغ (17 عاما)، تظهر في لقطات من داخل قطاع غزة مع كلبتها، أثناء تسليمها إلى الصليب الأحمر كجزء من صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس، 28 نوفمبر، 2023. (Screenshot)

اختبأت الأسرة الموسعة المكونة من خمسة أفراد في الغرفة الآمنة في ذلك الصباح، وحاول أفرادها منع فتح الباب الثقيل بواسطة كرسي. عندما وصل المسلحون وصرخوا عليهم طالبين منهم مغادرة الغرفة، كانوا متأكدين من أنهم على وشك أن يُقتلوا.

مرمان، من سكان مدينة كفار سابا، يُعد حرفيا ماهرا وكثيرا ما كان يساعد سكان الكيبوتس في إصلاح كل ما أردوا إصلاحه. هار أب لأربعة أبناء وجد لعشرة أحفاد وعاشق للمسرح.

وتم لم شمل الرهينتين المحررين مع عائلتيهما في المركز الطبي شيبا.

وقال صهر لويس هار، عيدن بييرانو، للقناة 12 إنه شعور “سريالي” رؤية آمال العائلة وصلواتها تتحقق.

“بعد الساعة الثالثة فجرا بقليل، عدت من المطار لأن ابني عاد من الخارج. وصلت إلى المنزل، وكنت على وشك النوم، وبعد 15 دقيقة جاءتني مكالمة… قالوا: ’تعال، إنه هنا’”.

وقال “كان هناك عناق ودموع، ولم تكن هناك الكثير من الكلمات. يبدو أنه كان قلقا للغاية علينا جميعا”.

وردا على سؤال عن انطباعاته الأولى عن الرجلين، قال بييرانو: “كلاهما في السرير في المستشفى. من الصعب معرفة وضعهما، لكنهما يبدوان سليمين. لا يزال من الصعب معرفة ما إذا كانوا أصحاء في الروح أو الجسد. لكنهما يبدوان سليمين”.

وأضاف “يبدو أنهما تمتعا بقوة الروح للأيام الـ128 هذه للبقاء قويين والعودة إلينا”.

وأشار إلى أن أيا منهما ليس صغيرا في السن، حيث سيبلغ هار 71 عاما في غضون أسابيع قليلة، في حين احتفل مرمان بعيد ميلاده الحادي والستين في الأسر.

وفي أول بيان لها بعد العملية، انتقدت حماس “المذبحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح الليلة” وألقت باللوم على الولايات المتحدة “لإعطائها الضوء الأخضر لنتنياهو”.

ووصفت الحركة العملية بأنها استمرار لـ”حرب الإبادة الجماعية” ومحاولات التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني.

في الوقت نفسه الذي استيقظت فيه البلاد على صباح مليء بالأمل مع الأنباء عن إنقاذ الرهينتين، أعلن الجيش الإسرائيلي أيضا مقتل جنديين خلال القتال في خان يونس بجنوب غزة يوم الأحد.

بمقتل الجنديين ترتفع حصيلة قتلى الجنود الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حماس إلى 229.

القتيلان هما:

– اللواء عدي إلدور (21 عاما)، مقاتل في وحدة “ماجلان” التابعة للواء الكوماندو، من مدينة حيفا.

– اللواء (احتياط) ألون كلاينمان، مقاتل من وحدة “ماجلان” التابعة للواء الكوماندو، من تل أبيب.

جنديان أُعلن عن مقتلهما في القتال في غزة في 12 فبراير 2024: اللواء (احتياط) ألون كلاينمان (21 عاما) من تل أبيب (في الصورة من اليسار) واللواء عدي إلدور (21 عاما) من حيفا. (Courtesy)

وأصيب جنديان آخران من وحدة ماجلان بجروح خطيرة يوم الأحد في جنوب غزة.

اقرأ المزيد عن