الجيش الإسرائيلي ينفي استهدافه للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة بعد مقتل امرأتين
الجيش يقول إن مراجعة أجراها لم تجد أي مؤشر على قصف رعوية العائلة المقدسة أو إصابة مدنيين، بعد أن قالت البطريركية إن الأم وابنتها قُتلتا بنيران قناصة إسرائيلي؛ البابا يدين "الإرهاب"
نفى الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الادعاء بأنه استهدف كنيسة كاثوليكية في قطاع غزة، بعد أن أكد بطريرك القدس للاتين أن امرأة مسيحية مسنة وابنتها قُتلتا برصاص قناص إسرائيلي داخل رعية العائلة المقدسة يوم السبت.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن القوات “لا تستهدف المدنيين، بغض النظر عن دينهم”، وقال لوكالة فرانس برس إن ممثلين عن الكنيسة اتصلوا به يوم السبت بشأن حادث وقع في رعية العائلة المقدسة، ولكن “لم يتم طرح تقارير عن إصابة الكنيسة، ولا عن إصابة أو مقتل أي مدنيين”.
وأضاف أن “مراجعة النتائج العملياتية للجيش الإسرائيلي تدعم ذلك”، وقال إن “جيش الدفاع يأخذ الادعاءات المتعلقة بإلحاق الضرر بالمواقع الحساسة بمنتهى الجدية – وخاصة الكنائس – مع الأخذ في الاعتبار أن المجتمعات المسيحية هي أقلية في الشرق الأوسط”.
يوم الأحد، علق البابا فرنسيس على الهجوم المزعوم، وقال إنه يتم استهداف “مدنيين عزل” بإطلاق نار وتفجيرات.
وقال البابا في ختام صلاة التبشير الملائكي: “ما زلت أتلقى أخبارا خطيرة ومحزنة للغاية بشأن غزة. قُتلت أم وابنتها… وأصيب أشخاص آخرون برصاص على أيدي مطلقي نار”.
“لقد حدث هذا حتى داخل مجمع رعية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون، بل عائلات وأطفال ومرضى وذوو إعاقات”.
وتابع الحبر الأعظم قائلا: “البعض يقول ’هذا إرهاب وهذه حرب’. نعم. هذه حرب وهذا إرهاب… فلنصلي إلى الرب من أجل السلام”.
وجاء في بيان للبطريركية “ظهيرة يوم 16 كانون الأول/ديسمبر 2023، اغتال قنّاص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعية العائلة المقدسة في غزة حيث لجأت غالبية العائلات المسيحية منذ بداية الحرب” بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضاف البيان “استُشهدت ناهدة وابنتها سمر رميا بالرصاص أثناء ذهابهما إلى دير الراهبات” من دون تحديد سنّيهما.
وتابعت البطريركية “وأصيب سبعة أشخاص آخرين بالرصاص أثناء محاولتهم مساعدة غيرهم داخل أسوار الدير. لم يسبق ذلك أي تحذير أو إشعار. أطلقت النار عليهم بدم بارد داخل مبنى الدير حيث لا يوجد مقاومة”.
وقال الجيش يوم الأحد إن النتائج العملياتية التي توصل إليها تدحض هذه المزاعم.
اندلعت حرب إسرائيل مع حماس في غزة بسبب الهجوم الذي شنته الجماعة على إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما تدفق آلاف المسلحين بقيادة حماس إلى إسرائيل عبر البر والجو والبحر، وقتلوا أكثر من 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 آخرين من جميع الأعمار – معظمهم من المدنيين – تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وشنت هجوما واسع النطاق في غزة، والذي تقول وزارة الصحة في غزة أنه خلف أكثر من 18,800 قتيل فلسطيني. لا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مدنيين ومسلحي حماس الذين قُتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلحة.
وقالت البطريركية في بيانها أيضا إن ثلاث قذائف أطلقتها دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي أصابت دير راهبات الأم تريزا، مما أدى إلى تدمير مولد الكهرباء وإمدادات الوقود، وجعل مبنى يسكنه أكثر من 50 شخصا من ذوي الإعاقة غير صالح للسكن.
وأضافت “اضطر ذوو الاعاقة إلى مغادرة البيت مما حال دون وصولهم إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة”.
وبحسب وكالة أنباء الفاتيكان، فإن الغارات أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وقالت البطريركية “لا يسعنا إلا أن نعبّر عن استهجاننا من تنفيذ هذا الهجوم تحديدا في الوقت الذي تستعد فيه الكنيسة لعيد الميلاد”.