الجيش الإسرائيلي ينفذ توغل بري محدود داخل غزة قبل العملية البرية
الجيش يقول إنه قصف مواقع تابعة لحماس وناشطين في "هجوم مستهدف" استمرت لساعات قبل عودة جنود المشاة إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، في انتظار هجوم بري أكبر
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس أنه قام بدخول بري محدود في غزة خلال الليل، وأرسل قوات مشاة ودبابات إلى المنطقة الشمالية من القطاع.
ويبدو أن “الهجوم المستهدف” هو العملية البرية الأكثر أهمية في القطاع الفلسطيني منذ اندلاع الحرب في وقت سابق من هذا الشهر، في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لدخول واسع للقضاء على حركة حماس الحاكمة للقطاع.
بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن العملية – التي تمت بقيادة لواء المشاء “غفعاتي” والفرقة المدرعة 162 – كانت جزءا من إعداد المنطقة الحدودية لـ”المراحل التالية من الحرب”، في إشارة إلى الهجوم البري الكامل الذي وعد به المسؤولون الإسرائيليون.
وقال الجيش إن القوات ضربت “العديد” من المقاتلين والبنية التحتية ومواقع إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، و”عملت على إعداد ساحة المعركة”.
وأضاف الجيش أن الجنود عادوا إلى الأراضي الإسرائيلية بعد العملية.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن العملية استمرت لبضع ساعات ولم يصب خلالها أي جندي.
وقال هغاري: “من خلال الهجوم، قضينا على إرهابيين، وقمنا بتحييد تهديدات، وتفكيك متفجرات، وتحييد كمائن، وذلك لتمكين القوات البرية في المراحل التالية من الحرب”.
تجاوز التوغل ما هو أبعد من “العمليات المحلية” التي ينفذها الجنود في المناطق القريبة من الحدود بحثا عن جثث مفقودين إسرائيليين ولتطهير المنطقة من المتفجرات التي خلفها مسلحو حماس منذ هجوم 7 أكتوبر.
ويتم تنفيذ هذه العمليات بأعداد أقل من القوات وهي لا تتعمق داخل قطاع غزة مثل العملية التي نُفذت يوم الخميس.
وتقول إسرائيل إن حربها ضد حماس تهدف إلى تدمير البنية التحتية للحركة المدعومة من إيران، وتعهدت بتفكيك المنظمة بعد هجوم 7 أكتوبر، مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة.
الهجوم الذي قادته حماس وشاركت فيه فصائل فلسطينية أخرى شهد اختراق 2500 مسلح الحدود إلى داخل الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة عبر البر والجو والبحر، حيث قاموا بقتل 1400 شخص واحتجاز 228 شخصا على الأقل من كافة الأعمار كرهائن، تحت غطاء آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن الإسرائيلية.
ويدعو الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شمال غزة باتجاه الجنوب، في الوقت الذي يكثف فيه ضرباته في منطقة مدينة غزة قبل التوغل البري الكبير المتوقع.
في اليوم الأخير، قصفت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 250 موقعا تابعا لحركة حماس، بما في ذلك بنية تحتية ومراكز قيادة وأنفاق وقاذفات صواريخ، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إنه ضرب أيضا موقعا لإطلاق صواريخ أرض-جو تابع لحماس يقع بالقرب من مسجد وروضة أطفال في خان يونس.
وقالت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي إن أكثر من 10 آلاف موقع تابع لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى استُهدف منذ بداية الحرب.
بحسب وزارة الصحة التي تشرف عليها حماس فإن أكثر من 6546 فلسطينيا قُتلوا في غزة منذ بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي. ولا يمكن التحقق من عدد القتلى، ويعتقد أنه يشمل مسلحي وناشطي الحركة، الذين قُتلوا في إسرائيل وفي غزة، وضحايا انفجار وقع في مستشفى في مدينة غزة في 17 أكتوبر بسبب “صاروخ خاطئ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وألقت حماس باللوم فيه على إسرائيل”. وتقول إسرائيل إنها قتلت 1500 من مسلحي حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى من الجانبين بشكل كبير بمجرد أن تبدأ إسرائيل هجومها البري وتبدأ في دخول المدن. ويُتوقع أن تواجه القوات شبكة أنفاق غزة التي بنتها الفصائل المسلحة، والفخاخ المتفجرة والقنابل، أثناء قتالها في بيئات حضرية صعبة.
ولقد أطلق ناشطو حماس آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل منذ 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين. واستؤنف إطلاق الصواريخ باتجاه المناطق المتاخمة لقطاع غزة صباح الخميس بعد توقف خلال ساعات الليل.
ولقد تم إخلاء معظم المنطقة من المدنيين الإسرائيليين، لكنها مليئة بآلاف الجنود المحتشدين بالقرب من حدود غزة في انتظار الأوامر لدخول القطاع.
يوم الثلاثاء، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إنه تم تأجيل التوغل البري إلى غزة بسبب “اعتبارات تكتيكية وحتى استراتيجية”.
يوم الأربعاء، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” إن إسرائيل وافقت على طلب من الولايات المتحدة بتأجيل العماية البرية المقررة في قطاع غزة لمنح واشنطن مزيدا من الوقت لنشر المزيد من أنظمة الدفاعات الجوية لحماية قواتها في المنطقة.
كما أن الولايات المتحدة تخشى من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق لعملياتها في غزة، مما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا بعد للتوغل البري.
ويُعتقد أيضا أنه تم تأجيل الحملة العسكرية للسماح ح بإجراء مفاوضات مكثفة بوساطة دولية مع حماس بشأن احتمال إطلاق سراح مئات الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم الحركة. وأسفرت المحادثات عن إطلاق سراح أربع رهينات – جوديث رعنان وابنتها ناتالي ليلة الجمعة، والمسنتين يوخفيد ليفشيتس ونوريت كوبر ليلة الاثنين.
في معرض حديثه عن ما يبدو كتأخير في التوغل البري، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء أن التوغل البري يلوح في الأفق، لكنه أضاف أنه لن يفصح عن متى وكيف سيتم، وقال أيضا إنه لن يشارك الجمهور بمجموعة الاعتبارات المعنية.
وقال رئيس الوزراء إن أهداف الهجوم هي تدمير حماس وإعادة الرهائن، واصفا أعضاء الحركة بأنهم “رجال أموات يمشون”.
وقال نتنياهو: “نحن نستعد للتوغل البري. لن أحدد متى وكيف وكم. كما أنني لن أتناول بالتفصيل نطاق الاعتبارات التي لا يعرف الجمهور معظمها. وهذه هي الطريقة التي من المفترض أن تسير فيها الأمور، والتي نحمي بها حياة جنودنا”، مضيفا أن القرار بشأن توقيت العملية البرية اتُخذ بالاجماع.
يوم الأربعاء، قال نائب المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، لقناة تلفزيونية لبنانية، إن “المعارك لم تبدأ بعد”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات