الجيش الإسرائيلي يكشف عن نفق لحماس بطول كيلومترين بالقرب من معبر رفح الحدودي مع مصر
يُزعم أن النفق الذي تم هدمه استُخدم لتهريب الأسلحة إلى داخل غزة؛ الجيش يزعم بسط سيطرته العملياتية على مناطق في وسط غزة وسط تجدد عملياته الهجومية
كشف الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء عن تحديد موقع وتدمير نفق رئيسي تابع لحركة حماس في مدينة رفح جنوب غزة، بالقرب من المعبر الحدودي مع مصر، والذي يُزعم أن الحركة استخدمته لتهريب الأسلحة إلى القطاع.
ويأتي اكتشاف النفق في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح وما حولها، بينما حقق أيضا مكاسب في عملية جديدة في وسط قطاع غزة. بعد ثمانية أشهر من الحرب التي بدأت بالهجوم المدمر الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، وجد الجيش نفسه يعود إلى بعض المناطق التي عمل فيها سابقا حيث أن حماس تعمل على إعادة ترسيخ وجودها في تلك المواقع.
وعثرت القوات على عدد من مداخل الأنفاق في منطقة رفح، والتي أدت إلى اكتشاف نفق يبلغ طوله كيلومترين ويتفرع منه عدة ممرات.
داخل النفق، عثرت القوات على أسلحة ومتفجرات وكمية كبيرة من المعلومات الاستخباراتية، حسب ما قال الجيش. وتم إغلاق بعض أجزاء النفق بأبواب مضادة للانفجار.
وقام مهندسون مقاتلون في وقت لاحق بهدم النفق، الذي كان جزءا من شبكة أنفاق واسعة حفرتها حماس تحت غزة.
في المجمل، حدد الجيش الإسرائيلي حتى الآن حوالي 20 نفقا عبر الحدود المصرية على طول ما يُسمى بـ”محور فيلادلفيا” الذي يفصل بين رفح في غزة عن مصر. وتم اكتشاف 82 مدخلا يؤدي إلى أنفاق في المنطقة.
ويُعرف أن حماس استخدمت مثل هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة إلى داخل غزة، على الرغم من المحاولات المصرية لإحباط هذه الجهود في العقد الأخير. في الأسبوع الماضي، نقلت وسيلة إعلام رسمية مصرية عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه نفيه بأن مثل هذه الأنفاق لا تزال موجودة.
في تطور آخر يوم الأربعاء، أعلن الجيش عن نجاحه في فرض “سيطرة عملياتية” على منطقتي شرق البريج وشرق دير البلح في وسط قطاع غزة، بعد أن أطلق عملية جديدة في المنطقة في اليوم السابق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات اللواء المدرع السابع ولواء المشاة “كفير” قتلت عددا من المسلحين في معارك ومن خلال استدعاء غارات جوية، بالإضافة إلى قيامها بتحديد مداخل أنفاق.
وبعد ساعات من بدء العملية، قال الجيش إن قواته عثرت على قاذفة صواريخ هاون مخبأة في هيكل صغير يحمل شعار الأمم المتحدة.
وقال الجيش إن العملية بدأت في أعقاب معلومات استخباراتية بشأن مسلحين وبنى تحتية تابعة للجماعات المسلحة فوق وتحت الأرض في المنطقة، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.
بدأت الحرب في 7 أكتوبر عندما قادت حماس هجوما كبيرا عبر الحدود على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص. كما قام المسلحون، الذين اخترقوا الحدود ويُقدر عددهم بنحو 3000، باختطاف 251 شخصا من كافة الأعمار الذين تم احتجازهم كرهائن.
وردت إسرائيل بهجوم عسكري لتدمير حماس وتحرير الرهائن. ودمر القتال أجزاء واسعة من قطاع غزة بينما أعاق إيصال المساعدات الإنسانية.
يوم الأربعاء أيضا، قالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن التقييم المحدث لوزارة الدفاع الأمريكية للتكلفة المتوقعة لرصيف المساعدات العائم المؤقت قبالة ساحل غزة قد تم تخفيضه من 320 مليون دولار إلى 230 مليون دولار.
ويهدف الرصيف العائم الذي تم تشييده حديثا إلى استكمال عمليات توصيل المساعدات التي يتم نقلها بالشاحنات إلى غزة، ولكنه واجه انتكاسات بما في ذلك قوارب الدعم التي جرفتها الأمواج مرتين بعيدا عن الرصيف بسبب أحوال الطقس السبئة. كما أنه تعرض لأضرار وتم وقف العمليات فيه في الشهر الماضي، بعد أقل من أسبوعين من بدء تشغيله، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال سينغ خلال مؤتمر صحفي: “على الرغم من أن التقييمات مستمرة، فإن هذا التقدير يشمل بعض التكاليف المرتبطة بإصلاحات وإعادة بناء الرصيف العائم”.
وأضافت المتحدثة باسم البنتاغون أن الولايات المتحدة تخطط لإعادة تثبيت الرصيف العائم على ساحل غزة بحلول نهاية الأسبوع.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن 36,586 فلسطينيا قُتلوا و83,074 أصيبوا في العملية العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام، وتم التعرف على حوالي 24 ألف قتيل فقط في المستشفيات. ولا تفرق أرقام حماس بين المقاتلين والمدنيين العزل، أو بين الذين تقتلهم إسرائيل وأولئك الذين تقتلهم الصواريخ الفلسطينية الطائشة.
وتشمل هذه الحصيلة نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.