الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته الجوية على غزة؛ وإجلاء 30 طفلا في الخدج من مستشفى الشفاء
القوات الإسرائيلية تزيد توغلها في عمق القطاع، وتداهم منازل مسؤولين كبار في حماس في مدينة غزة؛ عدد القتلى في صفوف الجنود في العملية البرية وصل إلى 61
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أنه كثف غاراته الجوية خلال الليل وبدأت القوات البرية في المناورة بشكل أعمق في شمال قطاع غزة، مع ارتفاع عدد قتلى الجيش في العملية البرية إلى 61.
وقال الجيش إن طائرات مقاتلة قصفت “العديد” من أهداف حماس في بلدتي جباليا وبيت لاهيا وحي الزيتون في قطاع غزة.
في غضون ذلك، قال الجيش إن قوات من لواء “ناحال”، مدعومة بالدبابات والدعم الجوي، اشتبكت مع مقاتلي حماس في ضواحي جباليا وكذلك في حي الزيتون.
وفي إحدى الاشتباكات، استدعت القوات غارة بطائرة مسيرة على مسلحين من حماس على أحد الأسطح، كما عثر الجنود على أسلحة في منازل سكنية في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، نفذت السفن الصاروخية التابعة لسلاح البحرية ضربات على مواقع تابعة لحماس على طول ساحل غزة، حسبما قال الجيش الإسرائيلي، مضيفا أن البحرية ساعدت القوات البرية بقدرات المراقبة والقوة النارية.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن القوات داهمت منازل مسؤولين كبار في حماس في حي الرمال الراقي بمدينة غزة واشتبكت مع مسلحين في المنطقة.
Israeli troops have raided the homes of senior Hamas officials in Gaza City’s upscale Rimal neighborhood, and battled operatives in the area, the IDF says.
It says troops of the Paratroopers Brigade, tanks, and combat engineers, with air support, are battling Hamas in Rimal, as… pic.twitter.com/2HaCzrSX8U
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 19, 2023
تم تدمير جزء كبير من حي الرمال، الذي كان يوما أحد أرقى أحياء القطاع، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال الجيش إن القوات عثرت على حوالي 35 فتحة نفق وعشرات الأسلحة في حي الرمال والشيخ عجلين، وقتلت العديد من مقاتلي حماس.
كما داهمت القوات معسكرا عسكريا لحماس في منطقة الرمال، وعثرت على مخبأ أسلحة وسبع قاذفات صواريخ، بحسب الجيش الإسرائيلي.
במקביל ללחימה היבשתית, לוחמי שייטת 3, שייטת ספינות הטילים תקפו מטרות של ארגון הטרור חמאס לאורך רצועת עזה באמצעות אלפי חימושים מהים וסייעו לכוחות היבשה באש ובתצפית על ידי פתיחת צירים, ליווי באש, סיכול איומים יבשתיים כנגד כוחותינו וחיפוי על משימות יבשתיות מהים >> pic.twitter.com/t9AdN5t1zc
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 19, 2023
وفي مستشفى الشفاء، وهو أكبر مركز طبي في غزة، تم إجلاء العديد من المرضى والعاملين والنازحين، بحسب ما قاله مسؤولو الصحة التابعون لحماس في القطاع، تاركين وراءهم طاقما صغيرا فقط لرعاية المرضى الذين لا يمكن نقلهم.
وقام الجيش بعمليات في محيط المستشفى خلال الأسبوع الأخير، وكشف عما قال إنه دليل على استخدام حماس للموقع في “أنشطة إرهابية”. وقال الجيش إنه يعمل على إخلاء أكبر عدد ممكن من المرضى من المجمع، الذي يزعم أن حماس تستخدمه كمركز قيادة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن منظمة الصحة العالمية أرسلت فريقا إلى مستشفى الشفاء لإجلاء ما لا يقل عن 30 طفلا في الخدج يوم الأحد قبل نقلهم إلى منشآت في مصر.
وبحسب ما ورد ظل العشرات من المرضى الآخرين المصابين بجروح حرجة عالقين في المركز الطبي.
ولم يصدر تعليق فوري عن منظمة الصحة العالمية، ولم يتضح ما إذا قد تم إخلاء جميع الأطفال.
كشفت القوات الإسرائيلية في المستشفى عن مدخل إلى نفق ومخبأ للأسلحة لحركة حماس، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال الميجر جنرال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة: “يمكننا أن نرى حضور حماس في جميع المستشفيات، وهو حضور واضح. إنهم يستخدمون المستشفيات بشكل ساخر، كما هو الحال هناك في قلب الشفاء”.
يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن مدير المستشفى طلب منه مساعدة أولئك المعنيين بمغادرة المكان على القيام بذلك عبر ممر آمن. كما قال الجيش أيضا إن الجنود نقلوا أكثر من 6000 لتر من الماء وأكثر من 2300 كيلوغرام من الطعام إلى مستشفى الشفاء.
يوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل خمسة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى في الهجوم البري ضد حماس في صفوف الجنود الإسرائيليين إلى 61.
القتلى هم:
الكابتن (احتياط) روعي بيبر (28 عاما)، قائد فريق في وحدة “يهالوم” التابعة لسلاح الهندسة القتالي، من تسور موشيه.
الرقيب بنيامين مئير إيرلي (21 عاما)، مقاتل في الكتيبة 101 في لواء المظليين، من مدينة بيت شيمش.
الرقيب أول (احتياط) راني طحان (40 عاما)، رقيب عمليات في الكتيبة 8717 التابعة للواء احتياط 261، من سديه نحميا.
الرقيب أول (احتياط) ياكير بيطون (34 عاما)، من الكتيبة 8717 التابعة للواء احتياط 261، من القدس.
كما أعلن مقتل الرائد (احتياط) حين يهالوم (35 عاما)، وهو ضابط في الكتيبة 8159 في سلاح المدفعية، من كفار آزار، الذي توفي في 18 نوفمبر في حادث سير خلال عطلة من الخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم التعرف رسميا على رفات ليئل حتسروني (12 عاما)، التي قُتلت في هجوم حماس على منزلها في كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية يوم الأحد نقلا عن أفراد من عائلتها.
الموافقة على توصيل الوقود لغزة
ليلة السبت، وافق المجلس الوزاري الأمني المصغر على النقل اليومي لكمية محدودة من الوقود إلى قطاع غزة لأغراض إنسانية، في موافقة تلقائية على القرار الذي اتخذه كابينت الحرب رفيع المستوى، حسبما قال مسؤولون لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
ولم يحظ القرار بشعبية لدى عدد من الأعضاء في المجلس الوزاري الأمني المتشدد بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وصوت وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزيرة المواصلات من حزب “الليكود” ميري ريغيف ضد القرار، وامتنع غدعون ساعر من حزب “الوحدة الوطنية” بزعامة بيني غانتس عن التصويت.
رفضت إسرائيل في البداية السماح بدخول أي وقود إلى غزة، قائلة إن حماس قد تقوم باستخدامه، لكنها تقول الآن إنها غيرت موقفها وسط ضغوط دولية لتجنب كارثة إنسانية مع انهيار نظام الصرف الصحي.
وقال نتنياهو يوم السبت إن السماح بالمساعدات الإنسانية لغزة أمر بالغ الأهمية لمواصلة الحرب، وأنه بدونها سيكون هناك دعم دولي أقل للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وقال نتنياهو “حتى أفضل أصدقائنا سيواجهون ضغوطا شديدة للحفاظ على دعمهم لنا على المدى الطويل، وهذا سيجعل من الصعب علينا إكمال الحرب”، مضيفا “أوصى جيش الدفاع والشاباك بأن تقبل الحكومة الطلب الأمريكي بالسماح لشاحنتي وقود بالدخول يوميا إلى جنوب قطاع غزة”.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب حماس بقوة في القطاع وسيعمل “قريبا” في جنوب غزة.
مع قيام الجيش بتأمين سيطرته على مدينة غزة، بدأ بتحذير سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بضرورة الإخلاء، مما يشير إلى أن العملية البرية من المرجح أن تتوسع لتشمل تلك المناطق من القطاع في الأيام والأسابيع القادمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن هدن انسانية في شمال قطاع غزة يوم الأحد لتمكين الفلسطينيين من الإخلاء إلى الجنوب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة “اكس” أن طريق صلاح الدين مفتوح للحركة باتجاه الجنوب حتى الساعة الرابعة مساء، وحث سكان أحياء جباليا والشجاعية والتفاح في مدينة غزة على الاستفادة من الممر للوصول إلى “المنطقة الإنسانية” في جنوب غزة.
وكتب أدرعي أن “حماس فقدت سيطرتها على منطقة شمال القطاع وتحاول منعكم من الانتقال جنوبا وحماية أنفسكم”، وأضاف رقم هاتف يمكن لأي شخص يحتاج للمساعدة في الاخلاء التواصل من خلاله مع الجيش.
#عاجل يا سكان غزة، وخاصة سكان شمال القطاع:
???? الى سكان أحياء جباليا والدرج التفاح والشجاعية نحثكم على ضرورة اخلاء مناطق سكنكم بشكل فوري حفاظًا على سلامتكم وذلك عبر طريق صلاح الدين حتى الساعة الرابعة (16:00) مساء للوصول الى جنوب وادي غزة وللمنطقة الانسانية. نحثكم على الاخلاء بشكل… pic.twitter.com/YkoEynl60M
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 19, 2023
اعلنت وزارة الصحة في غزة أن 12 ألف شخص قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، من بينهم ما لا يقل عن 4700 طفل و3000 امرأة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين، كما أنها لا تفرق بين القتلى في الغارات الجوية الإسرائيلية وأولئك الذين قتلوا بسبب أخطاء في إطلاق صواريخ فلسطينية.
ولقد حذرت الامم المتحد من أن 2.3 مليون نسمة في غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء، وقالت إن كمية الوقود التي حصلت عليها لا تتجاوز نصف الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية.
وقاومت إسرائيل الدعوات لوقف إطلاق النار ما لم يتم إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر، وعددهم حوالي 240 رهينة، ومن بينهم نساء وأطفال. كما أن هناك مخاوف من أن تسمح فترة التهدئة الطويلة في القتال لحماس وللفصائل الفلسطينية الأخرى بإعادة تجميع صفوفها والاستعداد للمرحلة التالية من القتال، مما يعيق قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل.
في غضون ذلك، استمر إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل يوم الأحد، بما في ذلك باتجاه مدينة أشكلون الساحلية. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
كما واصل الجيش جهوده للتصدي لإطلاق الصواريخ، الذي تراجع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. ويُعتقد أن حماس تقوم بتخزين الصواريخ لحرب طويلة لكنها تجد صعوبة متزايدة أيضا في تنفيذ هجمات وسط العملية البرية للجيش الإسرائيلي.
جاءت العملية البرية الإسرائيلية في غزة بعد ثلاثة أسابيع من الحملات الجوية المكثفة في مختلف أنحاء القطاع ردا على اجتياح حماس الصادم في 7 أكتوبر لبلدات في جنوب إسرائيل تحت غطاء آلاف الصواريخ، عندما قتل مسلحو الحركة حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين في منازلهم ورواد مهرجان طبيعة راقص بالقرب من كيبوتس رعيم.
ساهم في هذا التقرير وكالات وجيريمي شارون وطاقم تايمز أوف إسرائيل