الجيش الإسرائيلي يكتشف أكبر نفق هجومي لحركة حماس بالقرب من معبر حدودي في شمال غزة
يصل عمق الشبكة الممرات الضخمة تحت الأرض إلى 50 مترا في بعض الأماكن وهي واسعة بما يكفي لاستيعاب مركبات؛ لقطات فيديو من القطاع تظهر قيام الحركة ببناء ممرات بآليات مخصصة لحفر الأنفاق
كشف الجيش الإسرائيلي يوم الأحد عن أكبر نفق هجومي على الإطلاق لحركة حماس تم اكتشافه في شمال قطاع غزة، بالقرب من معبر إيرز الحدودي مع إسرائيل.
ويمتد طول النفق إلى حوالي أربعة كيلومترات، ويصل عمقه إلى حوالي 50 مترا تحت الأرض في بعض المناطق ويبدو أنه واسع بما يكفي لمرور المركبات من خلاله. النفق لا يمتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وتم العثور على إحدى الفتحات على بعد 400 متر فقط من معبر إيرز، الذي سهّل هجوم حماس في 7 أكتوبر حركة المدنيين الفلسطينيين إلى إسرائيل للعمل وللحصول على رعاية طبية.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، استخدمت وحدة النخبة الإسرائيلية “يهالوم” في سلاح الهندسة القتالي واللواء الشمالي التابع لفرقة غزة “وسائل استخباراتية وتكنولوجية متقدمة” للكشف عن شبكة الأنفاق “الاستراتيجية”، ومسحها ومحو أي تهديدات محتملة.
ولم يُسمح بنشر الخريطة التي اطلعت عليها “تايمز أوف إسرائيل” والتي تظهر مسار النفق.
ويتكون النفق من عدة فروع ومفارق، إلى جانب خطوط السباكة والكهرباء والاتصالات، بحسب الجيش الإسرائيلي. وفي بعض أجزاء النفق، عثرت القوات على أبواب مضادة للانفجار، قال الجيش إنها كانت تهدف إلى منع القوات الإسرائيلية من الدخول.
وقال إن النفق سمح بحركة المركبات، وتم العثور بداخله على “العديد من الأسلحة” التابعة لحماس.
وقال قائد اللواء الشمالي التابع لفرقة غزة، العقيد حاييم كوهين، في بيان بالفيديو: “يشير عرض النفق إلى أنه كان من المفترض استخدامه في غارات بمركبات ضد الإسرائيليين في البلدات الحدودية لغزة”.
وأضاف أن أيا من فروع النفق لم يدخل الأراضي الإسرائيلية.
خلال القتال الدائر في غزة، نفذت حماس عدة هجمات ضد القوات من شبكة الأنفاق، بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي أضاف أنه قبل عدة أيام قُتل عدد من مسلحي حماس داخل النفق.
وقال الجيش إن الهجوم البري ضد حماس في غزة قدم “الكثير من المعلومات حول مشروع أنفاق” الحركة.
ومع هذا الإعلان، نشر الجيش أيضا لقطات تم الحصول عليها من قطاع غزة تظهر مهندسي حماس وهم يقومون ببناء النفق. وأظهرت اللقطات أعضاء في الحركة الفلسطينية يستخدمون معدات مخصصة لحفر الأنفاق.
بحسب الجيش، شارك في بناء النفق فريق ضم العشرات من ناشطي حماس “الذين جاؤوا خصيصا لبنائه من خان يونس [في جنوب قطاع غزة] إلى شمال قطاع غزة”.
وقال إن من قاد مشروع النفق كان محمد السنوار، قائد لواء الجنوب في حماس، وشقيق زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
بحسب الجيش، فإن المواد المستخدمة في بناء النفق “لم يتم رؤيتها حتى الآن في أنفاق حماس التكتيكية”، وقال الجيش إن آلات حفر الأنفاق التي استُخدمت في البناء تم تهريبها إلى القطاع.
ووفقا للتقديرات العسكرية، استثمرت حماس ملايين الدولارات في شبكة أنفاقها عبر قطاع غزة.
وجاء في البيان أنه “منذ بداية الحرب، وكذلك خلال هذه الأيام، يعمل الجيش الإسرائيلي على تحديد وتدمير العشرات من مسارات الأنفاق الهجومية، كجزء من التفكيك المنهجي للبنية التحتية لحماس”.
في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش أن جنوده اكتشفوا أكثر من 800 فتحة نفق في القطاع منذ بدء الهجوم البري الذي يستهدف حماس وبدأ في أواخر أكتوبر، وتم تدمير حوالي 500 منها بالفعل.
كما أجرى الجيش تجربة لضخ مياه البحر إلى شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، وهي خطوة تهدف إلى تدمير شبكة الممرات والمخابئ التابعة للحركة الفلسطينية ودفع عناصرها للخروج فوق الأرض.
ردا على سؤال حول المخاوف من أن هذا التكتيك قد يضر بالرهائن – بعضهم محتجز في أنفاق حماس – قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي يوم الخميس إن الجيش يعمل بناء على معلومات استخباراتية لديه فيما يتعلق بالمكان الذي يعتقد أن الرهائن موجودون فيه وأنه لن يقوم باتخاذ خطوات ستضر بهم.
ويخوض الجيش الإسرائيلي حربا برية ضد حماس في قطاع غزة منذ أواخر أكتوبر. اندلعت الحرب بعد هجمات 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوما واسع النطاق على غزة. وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة فإن أكثر من 18,800 فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل حوالي 7000 من ناشطي حماس والتابعين لها بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
يُعتقد أن 128 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة. خلال هدنة استمرت أسبوعا، أطلقت حماس سراح 105 رهائن. وتم الإفراج عن أربع رهائن قبل الهدنة، وأنقذت القوات الإسرائيلية إحدى الرهائن. كما تم استرداد جثث ثمانية رهائن في حين قتل الجيش ثلاث رهائن بالخطأ. ولقد أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 21 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.