الجيش الإسرائيلي يكشف عن مدخل نفق ومخبأ للأسلحة لحركة حماس عُثر عليهما في مجمع مستشفى الشفاء
الجيش يتراجع عن ادعائه بأن جهاز الكمبيوتر المحمول الذي عثر عليه يحتوي على صور للرهائن تم التقاطها بعد اختطافهم؛ غالانت يقول إن القوات انتقلت إلى "المرحلة التالية" من العملية

قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن لديه “معلومات واضحة” تشير إلى وجود صلة بين نشاط حماس في مستشفى الشفاء بمدينة غزة والرهائن المحتجزين حاليا في قطاع غزة، فضلا عن “نتائج جديدة” تشير إلى وجود شبكة أنفاق تابعة لحماس تحت المجمع.
وجاء هذا الإعلان وسط عملية مستمرة للجيش الإسرائيلي على أكبر مستشفى في غزة، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال الجيش إنه يحقق في أجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة تكنولوجية أخرى تم العثور عليها في المركز الطبي.
ولكن خلافا لمعلومات سابقة قدمها متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ BBC، مدعيا أن جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على صور ومقاطع فيديو للرهائن الذين تم اختطافهم في غزة، أوضح الجيش أن الصور الموجودة على الكمبيوتر لم تكن في الواقع بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر. ما تم العثور عليه على الكمبيوتر المحمول كان صورة متاحة للجمهور للمجندة أوري مغيديش قبل أن يتم اختطافها.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن عمليات التمشيط الأخيرة التي أجراها للمستشفى أدت إلى الكشف عن “نتائج جديدة… تشير إلى بنية تحتية كبيرة تحت الأرض في المستشفيات وقواتنا تعمل على الكشف عنها”.
وتتهم إسرائيل حماس بإدارة مركز قيادتها الرئيسي تحت مستشفى الشفاء.
Watch as LTC (res.) Jonathan Conricus exposes the countless Hamas weapons IDF troops have uncovered in the Shifa Hospital's MRI building: pic.twitter.com/5qssP8z1XQ
— Israel Defense Forces (@IDF) November 15, 2023
وردد وزير الدفاع يوآف غالانت ادعاءات الجيش الإسرائيلي، قائلا إنه تم الكشف عن “نتائج مهمة” في مستشفى الشفاء، مع انتقال الجيش إلى “المرحلة التالية” من عمليته البرية.
ولم يوضح تفاصيل ما تم اكتشافه داخل المستشفى.
وأضاف خلال زيارة لمركز قيادة الفرقة 36 أن “العملية مستمرة ويتم تنفيذها بطريقة دقيقة وانتقائية ولكن حازمة للغاية”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أكمل السيطرة على الجزء الغربي من مدينة غزة، وقام بتطهير المنطقة من أي نشطاء وأصول لحماس.

وأعلن غالانت “لقد بدأت المرحلة التالية”.
وفي وقت لاحق الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على مدخل نفق تابع لحركة حماس في مجمع مستشفى الشفاء. وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي النفق بين المباني في أرض المستشفى.
وفي مكان قريب، عثرت القوات أيضا على شاحنة صغيرة تابعة لحماس تحتوي على أسلحة، مماثلة لتلك التي استخدمتها الحركة في هجمات 7 أكتوبر.
ونشر الجيش أيضا صورة تظهر أسلحة عثرت عليها القوات داخل مستشفى القدس في مدينة غزة.
وأظهرت مجموعة أخرى من الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي الجزء الداخلي من نفق تابع لحماس داخل مستشفى الرنتيسي.
The IDF says it has uncovered a Hamas tunnel in the Shifa Hospital complex. It publishes a video showing the entrance. pic.twitter.com/sxPeIxFrwe
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 16, 2023
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش نفذ غارتين جويتين كبيرتين على البنية التحتية لحركة حماس تحت الأرض في قطاع غزة هذا الأسبوع.
وقال هغاري إنه في أحد هذه المواقع اختبأ عدد من كبار قادة حماس، من بينهم أحمد غندور، قائد لواء شمال غزة التابع لحماس، وأيمن صيام، رئيس مجموعة إطلاق الصواريخ التابعة لحماس.
في موقع آخر تحت الأرض، اختبأ أعضاء كبار في المكتب السياسي لحركة حماس، من بينهم روحي مشتهى وعصام الدعاليس وسامح السراج.
وزعم هغاري أن “حماس تحاول إخفاء نتائج الضربة”.
وقال هغاري إنه لا يستطيع تقديم المزيد من التفاصيل حول الغارة، ولكن “يمكن القول على وجه اليقين إن الموقع الذي كانوا فيه تحت الأرض تعرض لأضرار بالغة”.

وتهرب هاغاري من سؤال أحد الصحفيين حول الادعاءات بأن الجيش الإسرائيلي أخذ عدة جثث لفلسطينيين من مستشفى الشفاء خلال العمليات يوم الخميس.
قبل ساعات من ذلك، ادعى مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، والسلطات الصحية التابعة لحماس في غزة أن الجيش الإسرائيلي قام بإخراج عدد من الجثث لفلسطينيين من المستشفى.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثة الرهينة يهوديت فايس في مبنى بالقرب من الشفاء اليوم.
وقال هغاري: “لقد عثرنا على [بنية تحتية للإرهاب] تحت الأرض، وأسلحة بالإضافة إلى معلومات تتعلق بالرهائن، وبجوار المستشفى عثرنا على يهوديت فايس”.
وأضاف هغاري “سنواصل إطلاعكم على آخر المستجدات عندما نتأكد من المعلومات حول جميع الإنجازات الإضافية للعملية، ونأمل في تحقيق إنجازات إضافية”.
وتابع قائلا “حتى ذلك الحين، علينا الانتظار والتحلي بالصبر”.

وكان من المقرر أن يجتمع كابينت الحرب في الساعة 8:30 مساء. يوم الخميس، بينما ذكرت تقارير إعلامية عبرية أن الخطوة تأتي وسط تقدم في الجهود للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح حوالي 240 رهينة تحتجزهم حماس وفصائل مسلحة أخرى في غزة.
وعرض الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء معدات عسكرية، بما في ذلك أسلحة، تم العثور عليها في قسم التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى الشفاء، وقال إنه عُثر على مقر عمليات يحتوي على معدات اتصالات تابعة لحماس، في نتائج “تثبت بشكل لا لبس فيه أن المستشفى تم استخدامه للإرهاب، في انتهاك تام للقانون الدولي”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة “لا تزال مقتنعة بصحة معلوماتها الاستخبارية” التي وجدت أن مستشفى الشفاء قد تم استخدامه من قبل حماس والجماعات المسلحة الأخرى كنقطة قيادة وسيطرة، وهو ما يتماشى مع مع المزاعم الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدة النخبة “شلداغ” وقوات الفرقة 36 تواصل العمل في مجمع المستشفى، مع انتقال القوات الخاصة من مبنى إلى آخر ومسح كل طابق.
وبينما لا يزال هناك مرضى وعاملون في المستشفى، قال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل “بتكتم وصبر ودقة”.

وأضافت أنه لم يصب أي من الجنود أو العاملين في المستشفى بأذى حتى الآن.
وقال الجيش الإسرائيلي: “نحن نعمل على أساس أن هناك الكثير من البنية التحتية الإرهابية في منطقة المجمع وهي مخفية جيدا”.
وقال الجيش الإسرائيلي، أثناء تقديمه النتائج في وقت مبكر من يوم الخميس لصحفيين دوليين داخل المستشفى – لكنه لم يعرضها على BBC – إن أحد أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تم العثور عليها في مستشفى الشفاء يحتوي أيضا على لقطات تم نشرها مؤخرا، وشاركتها الشرطة الإسرائيلية، لتحقيقاتها مع مسلحي حماس الذين تم اعتقالهم بعد هجوم 7 أكتوبر.
عند دخول غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفى، أفادت BBC أن الجيش الإسرائيلي قال إنه عثر على “أكثر من اثنتي عشرة بندقية كلاشينكوف وقنابل يدوية ومعدات حماية شخصية، بعضها يحمل شارة لواء حماس العسكري – بالامكان رؤية بعضها هنا مخبأة تحت أكياس الإمدادات الطبية هذه”.
وأضافت: “قيل لنا أيضا أنه تم العثور على أجهزة كمبيوتر محمولة تحتوي على بعض المعلومات حول الرهائن – ملفات حديثة تشير إلى أن هذه ربما كانت قاعدة عمليات لحماس حتى قبل بضعة أيام”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوناتان كونريكوس لـ-BBC إن ذلك يثبت أن حماس تواجدت في المستشفى “خلال الأيام القليلة الماضية”.

وأضاف “في نهاية المطاف، هذا مجرد غيض من فيض. حماس ليست هنا لأنهم رأوا أننا قادمون. وربما هذا هو ما اضطروا لتركه وراءهم. تقييمنا هو أن هناك المزيد”.
كما أخذ الجيش الإسرائيلي قناة “فوكس نيوز” إلى نفس غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي، وعرض على مراسلها منشورات حماس، بما في ذلك منشور حول “العتاد العسكري”.
ونشر مراسل فوكس مقاطع فيديو من الشفاء، من بينها مقطع يظهر غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفى، حيث تم اكتشاف أسلحة. وقالت فوكس إن الجيش “أظهر لها أسلحة في مبنى الأشعة” ولكن لم يتم إظهار أنفاق حتى الآن.
وأثارت العملية العسكرية في مستشفى الشفاء إدانات من الأمم المتحدة والأردن والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي وصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي.
بموجب القانون الإنساني الدولي، يمكن أن تفقد المستشفيات وضعها المحمي إذا استخدمها المقاتلون لأغراض عسكرية. ولكن يجب منح المدنيين متسعا من الوقت للفرار، ويجب أن يكون أي هجوم متناسبا مع الهدف العسكري – مما يضع المسؤولية على عاتق إسرائيل لإثبات أن المستشفى كان هدفا عسكريا كبيرا بما يكفي لتبرير الحصار المفروض عليها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود ما لا يقل عن 2300 مريض وموظف ونازح فلسطيني داخل مستشفى الشفاء. في وقت ما خلال الحرب، كان عشرات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي يحتمون بالمستشفى، لكن معظمهم غادروا في الأيام الأخيرة، مع اقتراب القتال من المكان.
PREVIEW: Inside Gaza’s Al-Shifa hospital. We were shown weapons in the radiology building. We were not shown any tunnels. The raid is ongoing at this hour. Hundreds of Palestinians are still inside. I questioned the IDF about criticism over the operation. More airs tomorrow. pic.twitter.com/nwcvpHS1tB
— Trey Yingst (@TreyYingst) November 15, 2023
يوم الخميس أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من وحدة الكوماندوز البحري “شييطت 13” مدعومة بالدبابات والمهندسين القتاليين، سيطرت على منطقة المرسى الرئيسية في غزة من حماس.
وقال الجيش إن قواته اكتشفت حوالي 10 فتحات أنفاق ودمرتها، وسيطرت على أربع مبان استخدمتها حماس لبنيتها التحتية.
وقال الجيش الإسرائيلي: “قضت القوات على 10 إرهابيين وطهرت جميع المباني في منطقة المرسى”.
في وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات وحدة الاستطلاع التابعة للواء “ناحال” عثرت على ودمرت أسلحة ومعدات تابعة للقوات البحرية التابعة لحماس في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.
وتضمن مخبأ الأسلحة معدات غوص وأسلحة نارية وعبوات ناسفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات المظليين عثرت أيضا على أسلحة ومتفجرات أخرى في شمال قطاع غزة خلال الليل، بعد معركة بالأسلحة النارية مع مسلحي حماس، وأضاف أن القوات عثرت على سترات ناسفة وعبوات ناسفة أخرى وقذائف آر بي جي وصواريخ مضادة للدبابات ووثائق استخباراتية.
خلال الليل، قصفت طائرة مقاتلة إسرائيلية منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية – الذي يقيم في قطر – بحسب الجيش، الذي قال إن المنزل “استُخدم كبنية تحتية وكمكان اجتماع لأعضاء حماس، من بين أمور أخرى”.
وقالت حماس في وقت سابق إن الجيش الإسرائيلي ضرب منزلين تابعين لهنية وعائلته، لكن هذه كانت الضربة الأولى التي أكدها الجيش.
IDF struck the home of Hamas leader Ismail Haniyeh – who lives in Qatar – in the Gaza Strip. It says the home was "used as terror infrastructure and, among other things, as a meeting place for the senior officials of the organization." pic.twitter.com/axDlpry35p
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 16, 2023
أفاد سكان غزة في وقت مبكر من يوم الخميس أن القوات الإسرائيلية أسقطت منشورات تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة، مما يشير إلى احتمال توسيع العمليات. ورفض الجيش التعليق.
وحذرت المنشورات التي ألقيت على مناطق شرق مدينة خان يونس الجنوبية المدنيين بضرورة إخلاء المنطقة، وقالت إن أي شخص يتواجد بالقرب من المسلحين أو مواقعهم “يعرض حياته للخطر”. وتم إسقاط منشورات مماثلة على شمال غزة لعدة أسابيع قبل الغزو البري.
#Israel has dropped leaflets asking the inhabitants of certain neighbourhoods in Khan Younis to evacuate. pic.twitter.com/CC2YNSiw6R
— ???? ???? ???? ???? ???? (@NoiseAlerts) November 16, 2023
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن ثلاثة جنود قُتلوا خلال المعارك في شمال غزة خلال اليوم الماضي، ليصل عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليون في الهجوم البري ضد حماس إلى 51 قتيلا.
الجنود القتلى هم الكابتن أساف ماستر (22 عاما)، من كيبوتس باهان في وسط إسرائيل، وهو قائد فصيلة في الكتيبة 601 في اللواء 401 (جزء من سلاح الهندسة القتالي)؛ الكابتن كفير يتسحاق فرانكو (22 عاما)، من القدس، وهو قائد فصيلة في الكتيبة 52 التابعة للواء 401؛ والكابتن شلومو بن نون (22 عاما)، من موديعين، وهو نائب قائد سرية في الكتيبة 202 من لواء المظليين.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن ضابط احتياط في لواء النقب أصيب بجروح خطيرة خلال القتال في غزة يوم الأربعاء، وأصيب جندي احتياط في فرقة غزة بجروح خطيرة خلال نشاط عملياتي في منطقة حدود غزة. كما أصيب جندي احتياط من الكتيبة 75، اللواء السابع، وجندي احتياط من الكتيبة 9215، اللواء 205، بجروح خطيرة خلال القتال الذي دار خلال الليل في شمال غزة.
اندلعت الحرب عندما شن مسلحون بقيادة حماس هجوما مدمرا على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث اقتحموا البلدات الجنوبية وقتلوا أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الذين قُتلوا في منازلهم وفي مهرجان موسيقي، واختطفوا حوالي 240 شخصا. ردا على ذلك، شرعت إسرائيل في حملة جوية وبرية واسعة النطاق بهدف الإطاحة بنظام الحركة في غزة، حيث تحكم هناك منذ عام 2007.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة يوم الأربعاء إن 11500 شخص قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، من بينهم 4710 أطفال على الأقل و3160 امرأة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين، كما أنها لا تفرق بين القتلى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية أو بسبب أخطاء في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.