الجيش الإسرائيلي يقول إنه في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إيراني، بينما يحذر العالم طهران من العواقب
إيران أبلغت الولايات المتحدة بحسب تقرير أنها ستتجنب تصعيدا كبيرا؛ الولايات المتحدة تمنع موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل من السفر إلى خارج المدن الكبرى؛ غالانت: سنضرب إيران إذا قاموا بضربنا
يبدو أن التوترات المحيطة بهجوم إيراني محتمل على إسرائيل وصلت إلى مستويات جديدة يوم الخميس حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد تماما لضربة قادمة، بينما حذرت العديد من الجهات الفاعلة الدولية طهران من تداعيات هجوم كبير على الدولة اليهودية.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي إن إسرائيل “في حالة تأهب ومستعدة للغاية لمختلف السيناريوهات، ونحن نقوم بتقييم الوضع باستمرار”.
وقال: “نحن مستعدون للهجوم والدفاع باستخدام مجموعة متنوعة من القدرات التي يمتلكها جيش الدفاع، ومستعدون أيضا مع شركائنا الاستراتيجيين”، في إشارة إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصل إلى إسرائيل صباح الخميس لإجراء تقييم مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي حول التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة.
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها منعت موظفيها في إسرائيل وأفراد عائلاتهم من السفر الشخصي إلى خارج المناطق الكبرى لتل أبيب والقدس وبئر السبع في خضم التهديدات الإيرانية “من باب الحذر الشديد”.
هددت إيران بمهاجمة إسرائيل في أعقاب غارة جوية في الأول من أبريل على مبنى قنصلية إيراني في العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان.
وألقت كل من طهران ودمشق باللوم في الغارة على إسرائيل وتوعدتا بالانتقام، إلا أن القدس لم تعلق على المسألة.
في محاولة كما يبدو لتهدئة النيران، قالت مصادر إيرانية لوكالة “رويترز” يوم الخميس إن طهران أبلغت واشنطن أنها سترد بطريقة تهدف إلى تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتصرف بشكل متسرع.
تم نقل رسالة إيران إلى واشنطن عبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارة قام بها الأحد إلى سلطنة عُمان، التي تعمل عادة كوسيط بين طهران وواشنطن، حسبما قالت المصادر.
ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق. ولم يكن مصدر مطلع على الاستخبارات الأمريكية على دراية بالرسالة التي نُقلت عبر عُمان لكنه قال إن إيران “كانت واضحة للغاية” بأن الهجوم على مجمع سفارتها سيكون “منضبطا” و”غير تصعيدي”وأنها تخطط “لاستخدام وكلائها الإقليميين لشن عدد من الهجمات على إسرائيل”.
وكان المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون عبر مختلف الوكالات على اتصال خلال الأيام القليلة الماضية للتحضير لهجوم يعتقدون أنه وشيك، وكانت زيارة كوريلا إلى المنطقة أحدث عرض للتعاون بين البلدين في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وقال هغاري في المؤتمر الصحفي إن “علاقتنا الإستراتيجية مع القوات المسلحة الأمريكية قوية ووثيقة”، مضيفا أن “هجوما من الأراضي الإيرانية سيكون بمثابة دليل واضح على النوايا الإيرانية لتصعيد الوضع في الشرق الأوسط، والتوقف عن الاختباء وراء الوكلاء”.
وتابع قائلا إن الجيش الإسرائيلي سوف “يعرف كيفية العمل حيثما تكون هناك حاجة لذلك”، مضيفا أن الجيش في الأشهر الأخيرة قام بـ”تحديث وتحسين” قدراته الهجومية.
ومع ذلك، أكد أنه حتى في الوقت الذي تستعد فيه مؤسسة الدفاع لما تقدّر التقارير الاستخباراتية أنه سيكون هجوما تشنه إيران نفسها أو وكلاؤها الإقليميون، فإن التعليمات الصادرة للجمهور لم تتغير.
وقال: “لدينا قدرة دفاعية [جوية] متعددة الطبقات أثبتت نفسها وسط الحرب، مع الآلاف من عمليات الاعتراض الناجحة”، وتابع “لكن الدفاع لن يكون محكما أبدا”، مضيفا أنه يجب على المواطنين الاستمرار في اتباع المبادئ التوجيهية الحالية وغير المتغيرة لقيادة الجبهة الداخلية، وأن يظلوا يقظين.
وأضاف “نحن مستعدون وجاهزون وفي حالة تأهب قصوى، دفاعيا وهجوميا”.
في حين أكد هغاري على أنه لم يطرأ أي تغيير على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الخميس أن قيادة الجبهة الداخلية أصدرت تعليماتها للسلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد للاستعداد لهجوم والتأكد من أن الملاجئ العامة صالحة للاستخدام لكن دون إثارة الذعر بين المواطنين.
ولم يكن هناك تأكيد رسمي للتقرير.
في حديثه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مساء الخميس، شدد وزير الدفاع يوآف غالانت مجددا على أن إسرائيل لن تتسامح مع هجوم إيران على أراضيها، وشكره على تعاون الولايات المتحدة المتزايد.
وفي بيان حول المكالمة، قال مكتب غالانت إنه أبلغ نظيره الأمريكي أن “هجوما إيرانيا مباشرا سيتطلب ردا إسرائيليا مناسبا ضد إيران”.
وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، حذر حلفاء إسرائيل الآخرون إيران من مهاجمة إسرائيل، قائلين إن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، بعد ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الكنيست أمير أوحانا يوم الخميس إن فرنسا حذرت إيران من مهاجمة البلاد، كما تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هاتفيا مع نظيرها الإيراني حول “الوضع المتوتر في الشرق الأوسط”، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الألمانية.
وفي الوقت نفسه، وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تهديدات طهران بأنها “غير مقبولة”، وتعهد “أننا، مثل الأمريكيين، ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ذلك”.
وأضاف سوناك أن بريطانيا “سلطت الضوء بالفعل على إيران باعتبارها خطرا كبيرا على الأمن الإقليمي”، بما في ذلك على المملكة المتحدة.
وبعد تصريحات سوناك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه أوضح لنظيره الإيراني أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع، في أعقاب التهديدات التي وجهتها إيران تجاه إسرائيل.
وكتب كاميرون على منصة X “إنني أشعر بقلق عميق إزاء احتمال أن يؤدي سوء التقدير إلى مزيد من العنف. يجب على إيران بدلا من ذلك أن تعمل على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات”.
Today I made clear to Foreign Minister Amir-Abdollahian that Iran must not draw the Middle East into a wider conflict.
I am deeply concerned about the potential for miscalculation leading to further violence.
Iran should instead work to de-escalate and prevent further attacks.
— David Cameron (@David_Cameron) April 11, 2024
روسيا أيضا، على الرغم من علاقاتها المتدهورة إلى حد ما مع إسرائيل في أعقاب حرب غزة، دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وقالت إنه ينبغي على إيران وإسرائيل ألا “تزعزعا استقرار المنطقة، التي لا تتمتع بالفعل بالاستقرار أو إمكانية التنبؤ”.
من جهتها، زعمت إيران، الخميس، أن “ضرورة” الرد على الهجوم على مجمع سفارتها كان من الممكن تجنبه لو أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم.
وكتبت بعثة طهران لدى الأمم المتحدة على منصة X، تويتر سابقا: “لو أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العمل العدواني المستهجن الذي قام به الكيان الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ثم قدم مرتكبيه إلى العدالة، لكان من الممكن تفادي ضرورة قيام إيران بمعاقبة هذا النظام المارق”.
وفي الوقت نفسه الذي تستعد فيه مؤسسة الدفاع الإسرائيلية لصراع مع إيران، يشعر البعض بالقلق من أن ذلك قد يؤدي أيضا إلى تأخير أي اتفاق مع حماس بشأن هدنة مؤقتة وإطلاق سراح الرهائن.
يوم الخميس، نقلت القناة 12 عن مصادر لم تذكر اسمها في القدس قولها إن إسرائيل تعتقد أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار يؤجل رد الحركة على الاقتراح الأخير المطروح على الطاولة على أمل أن تهاجم إيران إسرائيل وتساعد في إشعال صراع أوسع نطاقا كان يسعى إليه في 7 أكتوبر.
ونقل التقرير التلفزيوني عن المصادر قولها “لم يتخل السنوار عن طموحه في رؤية حرب إقليمية، وهو يعلق آماله على هجوم إيراني ورد إسرائيلي، مما قد يؤدي إلى ’توحيد الجبهات’ [ضد إسرائيل]”.
ولا يزال نحو 129 من الرهائن الـ 253 الذين تم احتجازهم خلال هجمات 7 أكتوبر محتجزين في غزة، وليسوا جميعا على قيد الحياة. وأكدت إسرائيل مقتل 34 منهم على الأقل، إلا أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ألمحوا في الأيام الأخيرة إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وقد كرر مسؤولو حماس علنا مطالبتهم بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب والسماح لسكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم، لكنهم لم يصدروا رفضا نهائيا للاقتراح الأخير.