الجيش الإسرائيلي يعلن أنه ضرب أكثر من 3000 موقع لحزب الله في لبنان وسوريا حتى الآن
المتحدث بإسم الجيش يشرح تفاصيل الغارات عبر الحدود الشمالية منذ 7 أكتوبر والتي أسفرت عن مقتل حوالي 200 مسلح، لكنه يصرح أن القتال "ليس أولوية أولى"
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه تم نشر ثلاث فرق عسكرية على الحدود الشمالية، وأصدر تحذيرا شديد اللهجة لحزب الله بينما قدم تفاصيل الضربات التي تقول إسرائيل إنها قتلت المئات من المسلحين الذين سعوا إلى تأجيج الوضع على الحدود الشمالية المضطربة.
تضمنت تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري اعترافا نادرا بعشرات الغارات الجوية داخل سوريا ضد المنظمة، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي على “إعادة تشكيل الواقع الأمني” على الحدود الشمالية للسماح لحوالي 80 ألف اسرائيلي نزحوا بسبب أشهر من الهجمات المتواصلة للعودة إلى بيتوهم.
وحذر هغاري من أن إسرائيل ستكون “مستعدة للهجوم على الفور” إذا تم استفزازها.
وقال: “نحن لا نختار الحرب كأولوية أولى لدينا، لكننا بالتأكيد مستعدون”.
وفقا لهغاري، منذ بدء القتال على الحدود الشمالية في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، استهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من 3400 موقع لحزب الله واستهدف أكثر من 150 خلية، مما أسفر عن مقتل حوالي 200 مسلح، معظمهم من أعضاء حزب الله.
وقال هغاري أنه من بين الأهداف التي تم استهدفها الجيش حوالي 120 موقع مراقبة، 40 مستودع أسلحة، 40 مركز قيادة يديرها أعضاء حزب الله، بالإضافة إلى مواقع أكثر أهمية مثل مهبط طائرات يستخدمه حزب الله لإطلاق طائرات مسيرة ومستودع أسلحة لتخزين صواريخ مضادة للطائرات.
خلال المؤتمر الصحفي، عرض هغاري لقطات نادرة تظهر ضربة على خلية تابعة لحزب الله في جنوب سوريا في الشهر الماضي.
Hagari in his press conference also airs footage of a strike on a Hezbollah cell in southern Syria. pic.twitter.com/gxKBU8gTuB
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) February 3, 2024
وقال هغاري: “سنواصل العمل أينما كان حزب الله موجودا، وسنواصل العمل أينما كان ذلك مطلوبا في الشرق الأوسط. وما ينطبق على لبنان ينطبق على سوريا، وينطبق على أماكن أخرى أبعد”.
منذ 8 أكتوبر، قامت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة البلدات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل ستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل تسعة جنود إسرائيليين. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 177 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 20 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجندي لبناني، بالإضافة إلى 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيين.
واستمرت الهجمات على الحدود يوم السبت، حيث أطلق حزب الله قذائف من لبنان على منطقة جبل دوف وبلدتي إيفين مناحيم ويرعون.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مصادر إطلاق القذائف ومناطق أخرى في لبنان طوال اليوم. وأنه نفذ غارة جوية على مبنى لحزب الله في قرية طيبة بجنوب لبنان.
يوم الجمعة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن هدنة محتملة في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لن تنطبق على هجمات حزب الله، التي أوقف هجماته على إسرائيل لمدة أسبوع في شهر نوفمبر خلال هدنة سابقة.
وقال غالانت بعد لقاء القوات من وحدة جبال الألب على جبل الشيخ، بحسب بيان صدر عن مكتبه: “إذا كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك توقف في القتال في الجنوب، فسوف نوقف إطلاق النار عليه، فهو مخطئ للغاية”.
وقال غالانت للقوات، بحسب البيان الصادر عن مكتبه: “أقول هنا صراحة: حتى الوصول إلى وضع يكون فيه من الممكن استعادة الأمن لسكان الشمال، لن نتوقف. سواء توصلنا إلى ذلك عبر ترتيب [دبلوماسي] أو بوسائل عسكرية، سوف [نستعيد] الهدوء”.
وقد هدد المسؤولون الإسرائيليون مرارا بشن حرب في لبنان بعد انتهاء الحملة العسكرية للقضاء على حماس في غزة، وذلك بهدف إبعاد حزب الله عن الحدود وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي انهى حرب لبنان الثانية في عام 2006.
وناقش غالانت التوترات على الحدود الشمالية خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مساء الخميس، بعد أن قال أوستن في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله هي أمر مرجح.
وتسعى الولايات المتحدة إلى المساعدة في التوسط في تسوية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله بهدف منع نشوب حرب شاملة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين إلى إسرائيل في الأيام القريبة لمناقشة الجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية، بعد زيارة قام بها في وقت سابق من الشهر الجاري لتهدئة التوترات المتصاعدة.
ولقد كان هوكستين منخرطا بشكل كبير في رعاية المحادثات التي بلغت ذروتها بقيام إسرائيل ولبنان بترسيم الحدود البحرية في عام 2022.
يوم الثلاثاء، حذر غالانت من أن إسرائيل قد تصعّد إجراءاتها ضد حزب الله، مما قد يؤدي إلى هجمات موسعة يمكن أن تؤثر على حيفا، أكبر مدينة في شمال إسرائيل.
وقال غالانت: “ستأتي المرحلة التي سينفد فيها صبرنا، وستؤثر الإجراءات القوية لفرض السلام على الحدود الشمالية على مدينة حيفا أيضا”.
ساهمت في هذا التقرير وكالة أسوشيتد برس