الجيش الإسرائيلي يقول أن قواته تعرضت لهجوم في جنوب سوريا ورد على إطلاق النار؛ مسؤولون سوريون يعلنون مقتل 5 أشخاص
قال الجيش أيضًا أنه ضرب "القدرات العسكرية المتبقية" في قاعدتين جويتين سوريتين خلال الليل، بعد الجولة الأولى من الضربات خلال عطلة نهاية الأسبوع

قال الجيش الإسرائيلي أن قواته العاملة في جنوب سوريا تعرضت لإطلاق نار يوم الثلاثاء من قبل مجموعة مسلحين، في حين ذكرت وسائل إعلام سورية محلية أن عدد من السوريين قتلوا في تبادل إطلاق النار.
في حين لم يتم تسجيل اصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.
وقال الجيش في بيان مقتضب إن مسلحين أطلقوا النار على القوات الإسرائيلية العاملة بالقرب من مدينة درعا الجنوبية. وقال الجيش: “ردت القوات بإطلاق النار، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بقصفهم. تم تحديد إصابات”.
وذكرت السلطات المحلية أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل في قرية كويا القريبة من درعا. كما وردت تقارير عن عمل قوات برية في المنطقة.
وأضافت السلطات أن سكان القرية فروا من النيران الإسرائيلية.
تتمركز القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة على طول الحدود الإسرائيلية السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
عاجل : عملية إسعاف الجرحى في بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي أثناء اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للبلدة#درعا pic.twitter.com/8sMAHiLLG9
— Omar Alhariri (@omar_alharir) March 25, 2025
ويصف الجيش الإسرائيلي وجوده في المنطقة العازلة، التي كانت تديرها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى الإطاحة بنظام الأسد، بأنه إجراء مؤقت ودفاعي، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الشهر الماضي إن القوات ستبقى هناك “لفترة غير محدودة من الوقت” للحفاظ على أمن إسرائيل.
كما قال نتنياهو إن إسرائيل تطالب بـ”نزع السلاح بشكل كامل من جنوب سوريا من قوات النظام السوري الجديد في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء”.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافًا في قاعدتين جويتين في سوريا، في أحدث ضربات تستهدف مواقع عسكرية مرتبطة بنظام الأسد السابق.
ونُفذت الضربات في قاعدتي تدمر والتياس الجويتين في محافظة حمص، التي تعرضت للقصف مرارًا بسبب دورها في تهريب الأسلحة في المنطقة.
وقال الجيش في بيان إنه استهدف “ما تبقى من القدرات العسكرية” في المطارين، بعد أن استهدفهما بجولة أولى من القصف قبل أيام.
وأضاف البيان “سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل على إزالة أي تهديد للمواطنين الإسرائيليين”.
ووصفت مصادر عسكرية الضربات الأولية التي نُفذت ليلة 21 مارس بأنها “مكثفة”، وورد إنها قضت على قدرات بما يضمن الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
وقد أصيب اثنان من عناصر الدفاع السورية في الغارة الأولى على تدمر، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
وفي أعقاب سقوط نظام الأسد في ديسمبر، تعهدت إسرائيل بتدمير الأسلحة في سوريا التي تخشى أن تقع في أيدي “قوات معادية” قد تسعى لمهاجمتها.
وقد أثارت الضربات في سوريا إدانات وقلقا، بما في ذلك من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وكذلك الاتحاد الأوروبي.
وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال زيارة إلى القدس يوم الاثنين من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا، وكذلك على أهداف لحزب الله في لبنان، تهدد بتفاقم الأوضاع.

وقالت كلاس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية جدعون ساعر: “يجب أن تكون الأعمال العسكرية متناسبة، والضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان تخاطر بمزيد من التصعيد”.
وأضافت: “نشعر أن هذه الأمور غير ضرورية لأن سوريا الآن لا تهاجم إسرائيل، وهذا يغذي المزيد من التطرف، ضد إسرائيل أيضاً”.
في حين أنهى سقوط الأسد الحرب الأهلية التي دامت أكثر من عقد من الزمن في البلاد، إلا أن موجة العنف الطائفي الجديدة أثارت مخاوف من عجز الحكومة الجديدة على حفظ السلام في سوريا بشكل فعال.
وقد صرح القادة الإسرائيليون بشكل متكرر أنهم لا يثقون في الشرع، الذي وصفه وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه “زعيم إسلامي متطرف”. وكان الشرع قائد “هيئة تحرير الشام” التي بدأت كفرع سوري لتنظيم القاعدة، رغم أنه سعى منذ ذلك الحين إلى النأي بنفسه عن الجماعة الجهادية.
وقد رفض الشرع تهديدات إسرائيل وتصريحات كاتس ووصفها بأنها “هراء”، ونددت حكومته بالضربات الإسرائيلية المستمرة في البلاد، وكذلك بوجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة في جنوب سوريا.