إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

الجيش الإسرائيلي قصف مواقع لحزب الله في أنحاء لبنان؛ استهداف شمال إسرائيل بـ 80 صاروخا ومسيّرة

الغارات في جنوب لبنان تسفر بحسب أنباء عن مقتل 5 مسعفين مرتبطين بحزب الله؛ إصابة مصنع في نهاريا؛ لا أنباء عن إصابات في الهجمات الجديدة؛ إيطاليا تلقي باللائمة على الجماعة اللبنانية بعد إصابة 4 من جنود اليونيفيل في إطلاق صواريخ

كرة نارية في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 22 نوفمبر، 2024. (Fadel Itani/AFP)
كرة نارية في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 22 نوفمبر، 2024. (Fadel Itani/AFP)

نفذت طائرات مقاتلة سلسلتين من الغارات الجوية على مدينة صور اللبنانية الساحلية، وطلعات أخرى على جنوب البلاد ومعقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق نحو 80 صاروخا ومسيّرة على شمال إسرائيل خلال اليوم.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الجوية على قريتين في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل خمسة مسعفين من قوة إنقاذ تابعة لحزب الله. وأفادت وكالة “فرانس برس” إن غارة جوية على بيروت أدت إلى انهيار مبنى مكونا من 11 طابقا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أهدافه شملت مراكز قيادة، وبنى تحتية استخباراتية، ومستودعات أسلحة، ونقاط مراقبة تابعة لحزب الله. قبل الهجمات، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء للمدنيين في المنطقة.

وتعود العديد من المواقع إلى فرقة “عزيز” الإقليمية التابعة لحزب الله، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع الغربي لجنوب لبنان، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وقال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ والمدفعية القوات البرية الإسرائيلية التي توغلت في بلدتي الخيام ودير ميماس بجنوب لبنان، الواقعتين على بعد حوالي 6 كيلومترات و2.5 كيلومتر شمال الحدود مع إسرائيل.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن “طائرات استطلاع معادية” حلقت فوق دير ميماس، التي أصبحت خالية من السكان إلى حد كبير، وطلبت “من المواطنين عدم الخروج من منازلهم”، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها القوات الإسرائيلية إلى القرية.

صورة لزعيم حزب الله المغتال حسن نصر الله على لوحة إعلانية بينما يتفقد الناس الدمار بعد غارة جوية إسرائيلية على حي الشياح الجنوبي في بيروت، 22 نوفمبر، 2024.(AFP)

وفي الهجمات الأخيرة على شمال إسرائيل مساء الجمعة، قالت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي إن مسيّرة انطلقت من لبنان انفجرت في منطقة الجليل الغربي، دون التسبب في أي إصابات.

ودوت صفارات الإنذار محذرة من تسلل مسيّرة لمدة نصف ساعة تقريبا في البلدات الشمالية بما في ذلك نهاريا وعكا ومنطقة الكرايوت شمال حيفا وسط الحادث.

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية أسقطت بعضا من وابل الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان على منطقتي الجليل الغربي وحيفا، بينما سقط البعض الآخر.

وقالت الشرطة إن أضرارا لحقت بمصنع في نهاريا جراء صاروخ. وأظهرت لقطات تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي الدخان يتصاعد من المنطقة الصناعية، إلى جانب عمليات اعتراض فوق المدينة الساحلية الشمالية.

وجاء إطلاق الصواريخ في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي إسقاط مسيّرتين من لبنان قبل أن تدخلا المجال الجوي الإسرائيلي بعد الظهر، وتم إطلاق خمس قذائف من لبنان مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في حيفا خلال الليل قبل أن يتم اعتراضها.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجمات الأخيرة من لبنان، والتي جاءت في الوقت الذي أعرب فيه مسؤولون إسرائيليون وأميركيون عن تفاؤلهم بشأن تأمين وقف لإطلاق النار مع حزب الله لإنهاء الأعمال العدائية المستعرة عبر الحدود منذ اليوم التالي لمذبحة حماس في 7 أكتوبر 2023 التي أشعلت الحرب في غزة.

وقال البيت الأبيض مساء الجمعة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الجهود لتأمين وقف لإطلاق النار في لبنان خلال مكالمة هاتفية أجريت في وقت سابق من اليوم.

بعد ظهر الجمعة، نشرت القناة 12 تفاصيل ما قالت إنها نقاط الخلاف المتبقية بين إسرائيل وحزب الله للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الشمال.

ووفقا للتقرير، كانت إحدى هذه النقاط هي إصرار إسرائيل على أن فرنسا لا يمكن أن تكون جزءا من الاتفاق، أو أن تكون عضوا في اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ الاتفاق. ويرجع هذا إلى عدائها الملحوظ تجاه إسرائيل في الأشهر الأخيرة تحت إدارة ماكرون. دعا ماكرون مؤخرا مرارا وتكرارا إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل، ووصف الخطوة بأنها الطريق نحو إنهاء الحرب، مما أثار أزمة دبلوماسية.

أما النقطة الثانية التي أشار إليها التقرير فهي 13 نقطة برية على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان متنازع عليها بسبب قضايا ترسيم الحدود. وقالت الشبكة التلفزيونية إن إسرائيل تطالب بصيغة في الاتفاق تسمح لها باختيار عدم الدخول في مفاوضات بشأن النقاط المتنازع عليها من جانب واحد.

تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية على برج الشمالي في ضواحي مدينة صور، 22 نوفمبر، 2024. (Kawnat Haju / AFP)

وذكرت القناة 12 أن لبنان قبل أن تصدر الولايات المتحدة خطابا يدعم حرية إسرائيل في التصرف في لبنان ضد “التهديدات الوشيكة”، لكن الصياغة النهائية بشأن قضية نقل الأسلحة داخل لبنان لم يتم الانتهاء منها.

وقال مسؤول كبير للقناة 12: “تم الاتفاق على معظم التفاصيل، لكن ما تبقى مفتوحا حساس للغاية وقد يعرقل الاتفاق”.

جاء التقرير بعد أن ناقش مبعوث واشنطن عاموس هوكستين وقف إطلاق النار مع كبار المسؤولين اللبنانيين وحزب الله والإسرائيليين خلال الأسبوع الماضي، مشيدا بالتقدم في المحادثات. كما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير إن هناك احتمالا كبيرا للتوصل إلى اتفاق.

الجيش الإسرائيلي يعثر على صواريخ مضادة للدبابات روسية الصنع في موقع لحزب الله

في الوقت نفسه، عثرت قوات اللواء المدرع السابع في القطاع الشرقي بجنوب لبنان على عدة صواريخ كورنيت روسية الصنع مضادة للدبابات في موقع لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات تابع لحزب الله تم العثور عليه بعد مقتل أحد عناصر الجماعة هناك في غارة جوية نُفذت مؤخرا، حسبما قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة.

وكان اللواء، الذي يعمل تحت قيادة الفرقة 98، ينفذ عمليات في ما يسميها الجيش “منطقة تشكل معقلا إرهابيا كبيرا لحزب الله”.

وعثرت القوات على عدة مواقع قتالية ومستودعات أسلحة ومخابئ وبنية تحتية أخرى لحزب الله وسط العملية الجارية.

وعلى مدار الأسبوع الأخير قال الجيش إنه دمر نحو 45 منصة إطلاق صواريخ في غارات جوية في جنوب لبنان. بحسب الجيش، تم استخدام بعض منصات إطلاق الصواريخ في هجمات صاروخية سابقة على إسرائيل، بينما كان بعضها الآخر جاهزا لهجمات مستقبلية.

قوات من اللواء المدرع السابع تعمل في جنوب لبنان، في صورة منشورة في 22 نوفمبر 2024. (Israel Defense Forces)

في غضون ذلك، أصيب أربعة جنود إيطاليين بجروح طفيفة في قصف صاروخي من حزب الله على ما يبدو على بعثة مراقبي الأمم المتحدة في لبنان، حسبما أعلنت روما يوم الجمعة، بينما واصلت القوات البرية الإسرائيلية تقدمها في جنوب لبنان.

وقال وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو إن أربعة جنود إيطاليين في اليونيفيل، قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان، “أصيبوا بجروح طفيفة في أعقاب انفجار صاروخين عيار 122 ملم أصابا قاعدة UNP 2-3 في شمع”، وهي قرية تقع جنوب غرب لبنان على بعد سبعة كيلومترات شمال الحدود الإسرائيلية.

وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن “غضبها وقلقها العميقين” بشأن الحادث، دون إلقاء اللوم على أي طرف، إلا أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إن مراقبي اليونيفيل “أصيبوا بعد قيام حزب الله بإطلاق صاروخين”.

وقال بوريل: “سأحاول التحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، وهو أمر كان مستحيلا منذ توليه منصبه، لأطلب منه تجنب استخدام قواعد اليونيفيل كدرع”.

وأضاف: “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو وجود الإرهابيين في جنوب لبنان الذين يعرضون سلامة الخوذ الزرقاء والسكان المدنيين للخطر”.

أعضاء من قوة حفظ السلام التابعة لليونيفيل يدخلون حافلة في موقع غارة إسرائيلية على المدخل الشمالي لمدينة صيدا الجنوبية، في 7 نوفمبر، 2024. (Mahmoud Zayat/AFP)

وقد اتهم بعض الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا، إسرائيل باستهداف قوات اليونيفيل، ورفضوا طلب القدس بإخلاء قوات حفظ السلام لمواقعها بينما يلاحق الجيش الإسرائيلي حزب الله.

واتهمت إسرائيل قوات اليونيفيل بالفشل في منع حزب الله من بناء البنية التحتية العسكرية في جنوب لبنان، مما أجبر إسرائيل على التحرك.

اجتاحت إسرائيل لبنان في أواخر سبتمبر لوقف إطلاق الصواريخ المستمر من حزب الله الذي يمنع نحو 60 ألفا من سكان الشمال من العودة إلى منازلهم.

وخشية غزو حزب الله للشمال، قامت إسرائيل بإجلاء السكان بعد وقت قصير من اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث قتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

بدءا من اليوم التالي، هاجمت قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث زعم الجماعة إنها تلعب ذلك إسنادا لغزة في خضم الحرب الدائرة هناك.

قوات الأمن الإسرائيلية وعمال الطوارئ في مبنى سكني أصيب بصواريخ أطلقت من لبنان، في مدينة كريات شمونة الشمالية في 20 نوفمبر 2024. (Jalaa Marey / AFP)

كما وسع حزب الله هجماته لتشمل استهداف مدن في وسط وشمال إسرائيل بالصواريخ، بالإضافة إلى الهجمات على الحدود، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي شهد في الأيام الأخيرة تراجعا في عدد الهجمات.

وقد أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 44 مدنيا. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 71 جنديا إسرائيليا من القوات النظامية والاحتياطية في المناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي بدأت في جنوب لبنان في شهر سبتمبر. كما قُتل جنديان في هجوم بمسيّرة أُطلقت من العراق، كما كانت هناك عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل 3 آلاف من عناصر حزب الله في الصراع. كما قُتل بحسب تقارير نحو 100 عنصر من جماعات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن