إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في لبنان لإحباط هجوم كبير على وسط وشمال إسرائيل

 100 طائرة تضرب بالتزامن آلاف منصات إطلاق صواريخ؛ نيويورك تايمز تقول إن منصات إطلاق الصواريخ المستهدفة كانت معدة لإطلاق صواريخ على تل أبيب في الساعة الخامسة صباحا؛ المنظمة تطلق مئات الصواريخ على إسرائيل

تظهر هذه الصورة الملتقطة من موقع في شمال إسرائيل طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية فوق شمال إسرائيل في 25 أغسطس، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من موقع في شمال إسرائيل طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية فوق شمال إسرائيل في 25 أغسطس، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

قصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية بالتزامن الآلاف من أهداف حزب الله في جنوب لبنان في وقت مبكر من صباح الأحد فيما قال الجيش إنها عملية استباقية ضد أسلحة كانت ستُستخدم في هجوم كبير على وسط وشمال إسرائيل.

وقال الجيش إن الآلاف من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله تعرضت للقصف في وقت واحد من قبل حوالي 100 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الهجمات الاستباقية.

وبينما كان وسط إسرائيل في مرمى المنظمة اللبنانية، فإن غالبية منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله التي ضربها سلاح الجو الإسرائيلي هذا الصباح كانت موجهة نحو الشمال، وفقا للجيش الإسرائيلي.

ولم تمنع الغارات المنظمة المدعومة من إيران من بدء ما قالت إنه ردها على مقتل قائدها العسكري فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية على بيروت الشهر الماضي، حيث ادعى حزب الله أنه أطلق أكثر من 320 صاروخا وطائرة مسيّرة على شمال إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد استعدادات ليلية في مجموعة صواريخ حزب الله لهجوم كبير وفوري على إسرائيل. وبدأت الطائرات المقاتلة في “إزالة التهديد” قبل الساعة الخامسة صباحا بقليل.

واستهدفت الضربات الاستباقية على وجه التحديد المواقع في جنوب لبنان التي كان من الممكن استخدامها في الهجوم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية على زبقين في جنوب لبنان، 25 أغسطس، 2024. (Kawnat HAJU / AFP)

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الضربات استهدفت منصات إطلاق صواريخ معدة لإطلاق النار باتجاه تل أبيب في الساعة الخامسة صباحا.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم كان جزءا من رد حزب الله على مقتل شكر. وأكد حزب الله بنفسه في وقت لاحق أنه بدأ الرد على مقتل قائده الأعلى، لكنه لم يذكر الضربات الاستباقية للجيش الإسرائيلي.

أعلن حزب الله أنه أطلق أكثر من 320 صاروخا على شمال إسرائيل في وقت مبكر من صباح الأحد بالإضافة إلى عدة مسيّرات مفخخة. وجاءت عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات بعد ضربات الجيش الإسرائيلي.

في بيان، زعم حزب الله أنه استهدف 11 قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على شبكة الإنترنت مسيّرة أطلقها حزب الله تنفجر على طريق سريع في شمال البلاد.

ودوت صفارات الإنذار في أنحاء شمال إسرائيل في وقت مبكر من صباح الأحد، بما في ذلك مدينة عكا الساحلية وكتسرين في مرتفعات الجولان، بالإضافة إلى العديد من البلدات في الجليل، من ضمنها مدينة معالوت ترشيحا.

وأصيبت امرأة بجروح طفيفة جراء سقوط شظايا في مدينة عكا وسط هجوم حزب الله، بحسب خدمة الإسعاف “نجمة داوود الحمراء”. وتم نقل المصابة إلى مستشفى “بني تسيون” في مدينة حيفا لتلقي العلاج.

وقالت نجمة داوود الحمراء أيضا إنها رفعت استعدادها إلى أعلى مستوى في جميع أنحاء البلاد.

إطلاق صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية باتجاه مقذوفات قادمة من لبنان، في وقت مبكر من يوم 25 أغسطس، 2024. (Screenshot: X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيئل هغاري، إن الجيش يواصل إحباط هجمات حزب الله على البلاد، وسط إطلاق الصواريخ والمسيّرات.

وقال هغاري في مؤتمر صحفي صباحي “نحن نزيل التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. إن عشرات الطائرات تقصف الآن أهدافا في مناطق مختلفة بجنوب لبنان”.

وأضاف “حزب الله يطلق الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل. إن أنظمة دفاعنا الجوي وسفن سلاح البحرية وطائرات سلاح الجو تحمي سماء البلاد، وتحدد التهديدات وتعترضها، وتضرب أي مكان في لبنان، حيث يكون من الضروري إزالة التهديدات وضرب حزب الله”.

وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إطلاق العديد من صواريخ “القبة الحديدية” الاعتراضية لمواجهة الهجوم من لبنان.

في غضون ذلك، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي قيودا على الجمهور من منطقة تل أبيب وشمالا بعد أن أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت حالة الطوارئ، المعروفة باسم “الوضع الخاص على الجبهة الداخلية”، في جميع أنحاء البلاد لمدة 48 ساعة وسط التصعيد.

“وضع خاص” هو مصطلح قانوني يُستخدم في أوقات الطوارئ، مما يمنح السلطات سلطة قضائية أكبر على السكان المدنيين لتبسيط الجهود الرامية إلى حماية السكان.

وفي أعقاب الإعلان، فرضت قيادة الجبهة الداخلية قيودا على المدنيين من منطقة تل أبيب شمالا.

ستكون الأنشطة التربوية وأماكن العمل قادرة على العمل إذا كان هناك ملجأ مناسب قريب ويمكن الوصول إليه في الوقت المناسب، ولكن ستكون هناك قيود على التجمعات: ما يصل إلى 30 شخصا في الهواء الطلق و300 شخص في الداخل.

وتم إغلاق الشواطئ بالقرب من الحدود مع لبنان.

بشكل منفصل، أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح الأحد أنه بسبب الوضع الأمني، سيتم تأجيل الرحلات المغادرة في مطار بن غوريون وسيتم توجيه الرحلات القادمة إلى مطارات أخرى. وأعيد فتح المطار في الساعة السابعة صباحا.

وتحدث غالانت أيضا مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي الضربات الاستباقية.

ونُقل عن غالانت قوله في بيان صادر عن وزارة الدفاع “لقد نفذنا ضربات دقيقة في لبنان من أجل إحباط تهديد وشيك ضد مواطني إسرائيل. نحن نتابع عن كثب التطورات في بيروت، ونحن مصممون على استخدام كل الوسائل المتاحة لنا للدفاع عن مواطنينا”.

وبحسب الوزارة، أطلع غالانت أوستن على الضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان، وناقش معه “أهمية تجنب التصعيد الإقليمي”.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أشرف على الهجمات من مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، أنه سيعقد اجتماعا للمجلس الوزراي الأمني المصغر ​​(الكابينت). ولقد تم إلغاء اجتماع مجلس الوزراء الكامل الأسبوعي المقرر.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (الثاني من اليسار)، ووزير الدفاع يوآف غالانت (الثاني من اليمين) وآخرون في ’الحفرة’ في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، في وقت مبكر من يوم 25 أغسطس، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، شون سافيت، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن “يراقب عن كثب الأحداث في إسرائيل ولبنان”.

وقال سافيت إن الرئيس “على تواصل مع فريق الأمن القومي الخاص به طوال المساء. بناء على توجيهاته، فإن كبار المسؤولين الأمريكيين على تواصل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين. سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل من أجل الاستقرار الإقليمي”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب أعضاء فريقه للأمن القومي، يتلقون تحديثا بشأن هجوم جوي على إسرائيل من إيران، أثناء اجتماعهم في غرفة العمليات بالبيت الأبيض في واشنطن، السبت، 13 أبريل، 2024.(Adam Schultz/The White House via AP)

يوم السبت، قال هغاري إن إسرائيل تتأهب لـ”أسبوع مهم”.

قُتل شكر، رئيس الجناح العسكري لحزب الله، في شقته في بيروت في غارة جوية إسرائيلية في يوليو، وتستعد البلاد منذ ذلك الحين لرد من المنظمة اللبنانية.

وأفاد موقع “واينت” الإخباري أنه من غير المتوقع أن يقوم الإيرانيون بشن ضربات إلى جانب حزب الله، على الرغم من توعداتهم بالسعي للانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي، والذي تنسبه إيران إلى إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار تحدثوا إلى موقع واينت إن رد حزب الله كان متوقعا بغض النظر عن نتائج المحادثات المكثفة بشأن وقف إطلاق النار والرهائن التي عقدت هذا الأسبوع. وقال المسؤولون: “[حزب الله] لا يهتم حقا بالفلسطينيين، وبالنظر إلى الماضي، يمكنهم استخدام [المفاوضات] كذريعة [للهجوم]”.

وقالت القناة 12 إن إسرائيل أرسلت تحذيرا واضحا لحزب الله بأنه إذا هاجم تل أبيب، فإن ذلك سيؤدي إلى رد فعل إسرائيلي قاس في بيروت وضد “الأصول الرئيسية” للبنان وحزب الله.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري يلقي خطابا باللغة الإنجليزية، 16 يونيو، 2024. (Screenshot)

وجاءت هذه الهجمات في الوقت الذي بدأ فيه الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، زيارة غير معلنة للشرق الأوسط يوم السبت لبحث سبل تجنب حرب إقليمية شاملة.

وبدأ براون جولته في الأردن، وقال إنه سيسافر أيضا إلى مصر وإسرائيل في الأيام المقبلة للاستماع إلى وجهات نظر القادة العسكريين. وقال براون إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تحركات إيران وترسل تعزيزات بهدف ردع طهران.

تهاجم قوات حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية بشكل شبه يومي منذ 8 أكتوبر. وتقول المنظمة إنها تفعل ذلك دعما لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 19 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وأعلن حزب الله مقتل 428 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وسوريا أيضا. في لبنان، قُتل 73 مسلحا آخر من جماعات مسلحة أخرى، وجندي لبناني، والعشرات من المدنيين.

اقرأ المزيد عن