الجيش الإسرائيلي يقصف مستودع صواريخ لحزب الله بعد رصد انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار
الضربات الأولى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار تاتي بعد أن قامت القوات بإطلاق طلقات تحذيرية، بما في ذلك بواسطة مسيّرة، بالقرب من مركبات انتهكت الهدنة التي بدأت قبل يومين؛ وسائل إعلام لبنانية تفيد بإصابة شخصين
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس تنفيذ غارة جوية على منشأة لحزب الله في جنوب لبنان، بعد أقل من يومين من بدء سريان اتفاق هش لوقف إطلاق النار مع المنظمة المدعومة من إيران وساعات بعد إطلاق طلقات تحذيرية على مشتبه بهم اقتربوا من المناطق الحدودية التي لا تزال محظورة بموجب الهدنة.
وقصفت طائرات مقاتلة المنشأة، التي كانت تُستخدم لتخزين أسلحة متوسطة المدى، بعد رصد نشاط هناك، بحسب الجيش.
وأضاف الجيش الإسرائيلي إنه “منتشر في جنوب لبنان، ويعمل على احباط أي انتهاء لاتفاق وقف إطلاق النار”.
في وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية في عدة حالات على أفراد مشبوهين في مناطق عدة بجنوب لبنان. في إحدى الحالات، أطلقت مسيّرة النار بالقرب من مشتبه بهم كإجراء تحذيري.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن شخصين أصيبا في قرية مركبا، بالقرب من الحدود.
الغارتان الجويتان يوم الخميس هما أول غارتين منذ بدء سريان وقف إطلاق النار فجر الأربعاء، الذي تم التوصل إليه في محاولة لإنهاء أكثر من عام من العنف عبر الحدود الذي بدأه حزب الله في أكتوبر من العام الماضي. ينص اتفاق وقف إطلاق النار على فترة 60 يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية واتخاذ ترتيبات أمنية جديدة. ويحظر على حزب الله العمل جنوب نهر الليطاني، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “تم تحديد وصول المشتبه بهم، بعضهم مع مركبات، إلى مناطق عدة في جنوب لبنان، وهو ما يشكل انتهاكا [لوقف إطلاق النار]”.
وأضاف البيان أن القوات “فتحت النار” كإجراء تحذيري، وقال إن الجيش “سوف يعمل بشكل فعلي لإحباط أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وفي منطقة مركبا، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقة تحذيرية بالقرب من مركبة ليس بقصد قتل الركاب، في حين أطلقت القوات والمدفعية والدبابات طلقات تحذيرية في مناطق أخرى.
وأفادت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية بأن النيران الإسرائيلية ضربت ست مناطق داخل الشريط الحدودي، حيث تم ضرب مركبا، والوزاني، وكفر شوبا، والخيام، وطيبة، وسهول زراعية حول مرجعيون، وكلها تقع على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الذي يرسم الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وفرنسا، هدنة تستمر لمدة شهرين يقوم خلالها عناصر حزب الله بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود بين إسرائيل ولبنان، وعودة القوات الإسرائيلية إلى جانبها من الحدود. وستقوم القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدوريات في المنطقة العازلة.
وقال مسؤلون إسرائيليون إن القوات سيتم سحبها بشكل تدريجي لضمان تنفيذ الاتفاق. وتقول إسرائيل إنها تحتفظ بحق ضرب حزب الله إذا انتهك شروط الهدنة.
وقال مصدر عسكري لبناني يوم الخميس إن القوات اللبنانية ستنتشر تدريجيا في الجنوب مع انسحاب الجيش الإسرائيلي. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال مصدر عسكري لبناني إنه القوات اللبنانية “تقوم بدوريات وتضع نقاط تفتيش” في جنوب نهر الليطاني دون التقدم إلى المناطق التي لا تزال القوات الإسرائيلية حاضرة فيها.
في رسالة على منصة “اكس” يوم الخميس، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية حظر تجول ليلي في جنوب لبنان.
وقال العقيد أفيخاي أدرعي “يمنع بتاتا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة السابعة صباحا يوم غد. يجب على المتواجدين جنوب نهر الليطاني البقاء في مكانهم”.
واتهم النائب عن حزب الله حسن فضل الله يوم الخميس إسرائيل بمهاجمة الأشخاص العائدين إلى قراهم في جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر تعليمات لسكان البلدات الواقعة على طول الحدود بعدم العودة بعد، حفاظا على سلامتهم.
كما أن عشرات آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا جراء هجمات حزب الله على شمال إسرائيل لم يعودوا بعد إلى منازلهم.
يوم الخميس أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صاروخا اعتراضيا فوق الجليل الغربي بسبب “هدف جوي مشبوه” تم رصده فوق لبنان، وأعلن في وقت لاحق إن الحادثة كانت إنذار كاذبا.
انهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 14 شهرا من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، الذي بدأ عندما قامت الجماعة اللبنانية، دون مبرر، بإطلاق النار على إسرائيل في الثامن من أكتوبر، 2023 وقالت إنها تفعل ذلك اسنادا للفلسطينيين في غزة. وقد أجبرت الهجمات المتواصلة 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل على النزوح.
وردّت إسرائيل على الهجمات بغارات جوية، وتصاعد الصراع بشكل مطرد لنحو عام قبل أن تكثف إسرائيل عملياتها في لبنان في منتصف سبتمبر. ولا تزال الحملة العسكرية في غزة مستمرة ولا نهاية لها في الأفق.
أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 45 مدنيا. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 76 جنديا إسرائيليا من القوات النظامية والاحتياطية في المناوشات عبر الحدود، وفي هجمات على إسرائيل، وفي العملية البرية التي تلت ذلك في جنوب لبنان والتي بدأت في أواخر سبتمبر.
بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، قُتل نحو 3500 من عناصر حزب الله في الصراع. كما تحدثت تقارير عن مقتل 100 عنصر آخر من جماعات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين.
بحسب معطيات نشرتها وزارة الصحة اللبنانية، قُتل 3,823 شخصا في العمليات الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 2023. الأرقام لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.
ولقد نزح نحو 1.2 مليون شخص في لبنان، وبدأ الآلاف بالتدفق عائدين إلى منازلهم يوم الأربعاء رغم التحذيرات من الجيشين اللبناني والإسرائيلي بالبقاء خارج مناطق معينة.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.