إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

الجيش الإسرائيلي يقصف مدينة بيروت بعد إطلاق حزب الله صواريخ على وسط إسرائيل

وسائل إعلام لبنانية رسمية أفادت أن غارات إسرائيلية على العاصمة اللبنانية سوت ستة مبان بالأرض؛ مقتل شخص وإصابة آخرين في هجوم استهدف مكتب قناة الميادين المرتبطة بحزب الله

ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من مباني لقصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، 23 أكتوبر 2024. (AP Photo/Hussein Malla)
ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من مباني لقصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، 23 أكتوبر 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

أفادت وسائل إعلام لبنانية رسمية أن إسرائيل شنت 17 غارة على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت مساء الأربعاء، حيث تمت تسوية ستة مباني بالارض واستهدفت مكتبا فارغا تابعا لمحطة إذاعية مرتبطة بحزب الله، وذلك بعد أن أطلقت الحركة اللبنانية صواريخ على وسط إسرائيل مع بدء البلاد الاحتفال بعيد “سيمحات توراة” اليهودي.

وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس انفجارا هائلا تلته انفجارات أصغر في الضاحية الجنوبية المحاصرة بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء المنطقة التي يسيطر عليها حزب الله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن وقوع 17 غارة إسرائيلية على الأقل، ما يجعلها من أكثر الليالي عنفا في المنطقة خلال الشهر الماضي.

وقالت الوكالة الوطنية للاعلام إن ستة مبان دمرت في محيط منطقة الليلكي، واصفة الغارات بأنّها “الأكثر عنفا في المنطقة منذ بداية الحرب”.

وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إصدار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” إنذارات جديدة بإخلاء مناطق في جنوب بيروت.

لكن لم يكن هناك أي تحذير بشأن الغارة التي استهدفت منطقة الجناح في جنوب بيروت والتي استهدفت مكتبا قالت قناة الميادين الموالية لإيران أنها أخلته.

وأعلنت قناة الميادين في بيان الأربعاء أن “عدوانا إسرائيليا استهدف مكتبا تابعا لها في بيروت”، مشيرة إلى أنها كانت قد أخلته. وحملت القناة “الاحتلال الإسرائيلي” مسؤولية الهجوم.

وأسفرت تلك الغارة عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعاً سكنياً في حي الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 أكتوبر 2024. (AFP)

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن مكتب قناة الميادين يقع في مبنى سكني بمنطقة الجناح، لافتة إلى أنه “دُمر بالكامل” واندلع حريق داخله بعد إصابته بصاروخين.

ويقع مكتب قناة الميادين بالقرب من المقر السابق للسفارة الإيرانية في بيروت وعلى مقربة من نقطة تفتيش للجيش اللبناني.

وشنت إسرائيل في وقت سابق يوم الأربعاء غارات على مدينة صور الساحلية الأثرية، قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية إنها “تسببت بدمار هائل وأضرار جسيمة في المنازل والبنى التحتية والمباني والمحال التجارية والسيارات”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 16 شخصا أصيبوا في الغارات على صور، فيما أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس أحياء بأكملها سويّت بالأرض.

وقالت رنا، وهي من سكان المدينة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها كاملا لأسباب أمنية وأرغمتها الغارات على الفرار من منزلها إلى الشاطئ، لوكالة فرانس برس، أن “المدينة بأكملها اهتزت” بعدما أمر الجيش الإسرائيلي سكان صور بإخلاء مساكنهم.

وكتب ادرعي في وقت لاحق على منصة إكس أن الجيش الاسرائيلي “هاجم مجمعات قيادة وسيطرة لحزب الله ومن ضمنها مقرات لوحدة جبهة الجنوب في منطقة صور جنوب لبنان”.

ووصف صور بأنها “مركز ثقل مهم بالنسبة إلى حزب الله، على الرغم من الاعتقاد بأن حركة أمل، حليفة الجماعة المدعومة من إيران، تتمتع بنفوذ أكبر هناك.

الدخان يتصاعد إثر غارة جوية إسرائيلية على أحد أحياء مدينة صور جنوب لبنان في 23 أكتوبر 2024. (Kawnat Haju/AFP)

قبل أن تبدأ المناوشات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي، كان يعيش في مدينة صور التي كانت تعج بالحياة ويقطنها مسلمون ومسيحيون ما لا يقل عن خمسين ألف نسمة. ولكن المدينة أصبحت خالية من أغلب سكانها عندما صعدت إسرائيل هجومها ضد حزب الله الشهر الماضي.

وقال بلال قشمر المسؤول في وحدة إدارة الكوارث في صور إن 14,500 شخص فقط بقوا هناك يوم الثلاثاء.

وأثارت إنذارات الإخلاء الاسرائيلية الأربعاء موجة نزوح جديدة من المدينة، حيث بدأ الناس في الفرار على الفور بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا بإخلاء أربعة أحياء في الساعة 8:00 صباحا.

وقاد مسعفون سياراتهم في أرجاء المدينة مطالبين السكان بالمغادرة عبر مكبرات الصوت، وفق صحافي يعمل مع فرانس برس في المدينة.

وشاهد مصور فرانس برس في مدينة صيدا الواقعة إلى شمال صور، عشرات السيارات على الطريق السريع الذي يربط المدينتين، محملة بعائلات مع ما تيسر لها حمله من أمتعة وحاجيات أساسية.

وتضم مدينة صور مواقع أثرية هامة ومدرجة على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (يونيسكو)، التي تقول على موقعها الالكتروني إن المدينة “تحتفظ ببقايا أثرية هامة، معظمها من العصر الروماني”.

وبحسب المنظمة “كانت صور المدينة الفينيقية الكبرى في الأزمنة الماضية، وعرفت لجمالها الرائع، وسرعان ما أصبحت أهم مركز للتجارة البحرية والبرية في شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وقال قشمر أنه سيتم الوقوف على حالة المواقع الأثرية في المدينة وتقييم إن كانت تعرضت لأضرار، مشيرا إلى أن إحدى الغارات وقعت على بعد نحو 50 مترا من أحد المواقع الأثرية.

أكدت اليونيسكو الأربعاء أنها “تراقب عن كثب أثر النزاع الدائر على موقع التراث العالمي في صور” عبر صور أقمار اصطناعية وأدوات استشعار عن بعد.

فرق الطوارئ تزيل الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة صور في جنوب لبنان في 23 أكتوبر 2024. (Kawnat Haju/AFP)

ومنذ 8 أكتوبر 2023، بدأت قوات حزب الله في شن هجمات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل يومي تقريبا، حيث قال الحزب المدعوم من إيران إنه يفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب هناك.

وتم إجلاء نحو 60 ألف من سكان البلدات الشمالية على الحدود مع لبنان بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر، في ظل مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، وتصعيد إطلاق المنظمة للصواريخ.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء لوسائل إعلام فرنسية إن اسرائيل كشفت عن مخطط أعده حزب الله لمهاجمتها عبر أنفاق تحت الأرض تتضمن سيارات رباعية وصواريخ. وقال نتنياهو لشبكتي “سي نيوز” و”أوروبا 1″ أنه لو قيّض لهذا المخطط النجاح لكان ضرره أكبر من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

وأضاف وفقا لترجمة فورية قدّمتها الشبكتان “على بُعد مئة إلى مئتي متر من الحدود وجدنا أنفاقا كان يتمّ إعدادها لغزو إسرائيل. كان سيكون هجوما أكبر حتى من هجوم 7 أكتوبر”.

وتابع “بسيارات رباعية ودراجات نارية وصواريخ. كانوا يخططون للقيام بغزو”.

وكان نتنياهو صرح لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر أن الجيش الإسرائيلي عثر على معدات عسكرية روسية متطورة في مخابئ أسلحة لحزب الله.

اقرأ المزيد عن