إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

الجيش الإسرائيلي يقصف عدة مواقع في سوريا ولبنان بينما تتعهد إسرائيل بالحفاظ على الأمن

وزير الدفاع يقول إن الضربات جزء من سياسة جديدة تهدف إلى "تهدئة جنوب سوريا"؛ الضربة في سهل البقاع اللبناني تستهدف "انتهاكًا صارخًا" لوقف إطلاق النار، بحسب الجيش

توضيحية: طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من طراز F-15 Eagle تحلق فوق حيفا في 24 سبتمبر، 2024.  (Photo by Jack GUEZ / AFP)
توضيحية: طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من طراز F-15 Eagle تحلق فوق حيفا في 24 سبتمبر، 2024. (Photo by Jack GUEZ / AFP)

قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن غارات جوية استهدفت مواقع قرب دمشق في سوريا وعمق لبنان في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

وفي سوريا، استهدفت الضربات مواقع تخزين عسكرية شكلت “تهديدا”، في حين استهدف القصف اللبناني عناصر من حزب الله كانوا ينتهكون شروط وقف إطلاق النار، بحسب الجيش.

وذكرت مصادر سورية ولبنانية أن عددا من الأشخاص قتلوا في الهجمات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “وجود قوات وعتاد عسكري في الجزء الجنوبي من سوريا يشكل تهديدا لمواطني دولة إسرائيل. وسيواصل الجيش الإسرائيلي العمل على إزالة أي تهديد لمواطني دولة إسرائيل”.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أيضا أن إسرائيل تنفذ غارات جوية في جنوب سوريا بعد ورود أنباء عن وقوع انفجارات في عدة مناطق جنوب دمشق.

وقال المتحدث باسمه في بيان، في إشارة إلى الوضع المتفجر في لبنان حيث أثار حزب الله المدعوم من إيران عدة صراعات، وكان آخرها الحرب في العام الماضي، إن “سلاح الجو يهاجم بقوة في جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي حددناها لتهدئة جنوب سوريا -والرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان”.

وقال كاتس: “لن نعرض أمن مواطنينا للخطر، وأي محاولة لقوات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية في البلاد للتمركز في المنطقة الآمنة جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران”.

وذكر مصدر أمني سوري والتلفزيون أن الطائرات الإسرائيلية قصفت بلدة الكسوة على بعد حوالي 20 كيلومترا جنوبي دمشق. وقال المصدر الأمني إن القصف الإسرائيلي استهدف موقعا عسكريا دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وقال أحد السكان والتلفزيون السوري إن غارات جوية إسرائيلية أخرى قصفت بلدة في محافظة درعا الجنوبية.

وأفاد سكان في دمشق ومراسلو رويترز في المدينة بسماع أصوات طائرات تحلق على ارتفاع منخفض فوق العاصمة وسلسلة من الانفجارات.

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن إسرائيل شنت غارات على مناطق متعددة في سوريا، شملت مناطق ريفية خارج دمشق، وعدة نقاط في جنوب سوريا، وعلى الحدود بين سوريا ولبنان.

وأفاد المرصد، وهو منظمة مقرها بريطانيا ذات تمويل غير واضح، بأن جنديين من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة واثنين من المدنيين قتلوا في الضربات.

وقال إن القتلى سقطوا جراء ضربات إسرائيلية على “مقرا لفرقة عسكرية في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق”.

(من اليمين) رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، على قمة جبل الشيخ على الجانب السوري، 17 ديسمبر، 2024. (Defense Ministry)

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يسيرون في دمشق بعد الضربات ويدعون الحكومة السورية الجديدة إلى قصف تل أبيب ردا على الهجمات.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن أي قوات للجيش السوري تتحرك جنوب دمشق ستواجه “ردا إسرائيليا بالنيران”.

وأضاف المسؤول “لن نسمح للجهاديين بالاقتراب من حدودنا، ولن نسمح بالتهديدات التي يتعرض لها الدروز في سوريا… ولن نسمح بحدوث 7 أكتوبر آخر في الجولان”.

وتأتي الضربات بعد أن طالب عدة مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة بإخلاء جنوب سوريا من السلاح وحذروا من أن إسرائيل ستمنع الجيش السوري من التحرك جنوب دمشق.

وحذر نتنياهو الأحد القيادة السورية الجديدة من نقل قواتها إلى جنوب سوريا.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الاثنين بأن تبقى القوات الإسرائيلية “في المستقبل المنظور” في المنطقة العازلة التي أنشئت على الحدود بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر.

وأضاف: “لن نسمح بوجود تنظيم هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد في منطقة جنوب دمشق”، في إشارة إلى الجماعة المعارضة التي قادت الإطاحة بنظام الأسد.

وقال نتنياهو في بث مباشر عبر الفيديو لمؤتمر أيباك في الولايات المتحدة: “سيتم نزع السلاح من جنوب سوريا”.

وفي الأسابيع التي تلت اقتحام المعارضين لدمشق، نفذت إسرائيل غارات جوية متعددة لتدمير أصول الجيش السوري، بحجة منع الأسلحة من الوقوع في أيدي جهات قد تشكل تهديدا للبلاد.

وعمل الجيش الإسرائيلي أيضًا على جمع أو تدمير الأسلحة التي تركها جنود الجيش السوري الذين هجروا المواقع العسكرية في المنطقة العازلة.

“انتهاكات حزب الله”

وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه نفذ غارة جوية ضد مجموعة من عناصر حزب الله في منطقة البقاع اللبناني.

وجاءت الضربة بعد أن أعلن الجيش أنه حدد العناصر في منشأة لتصنيع وتخزين “الأسلحة الاستراتيجية” تابعة للحركة.

وقال الجيش إن نشاط العناصر في الموقع يعد “انتهاكا صارخا” لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.

الدخان يتصاعد من موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت قرى بالقرب من مدينة بعلبك بشرق لبنان، في 28 سبتمبر 2024. (AFP)

وقالت وسائل إعلام رسمية لبنانية إن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل في شرق البلاد.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن “مسيّرة معادية شنت غارة على محلة الشعرة في منطقة جنتا على تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية، أسفرت عن سقوط شهيدين وجريحين”.

وبدأ حزب الله هجمات شبه يومية على شمال إسرائيل بعد يوم واحد من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.

وقد أدت هجمات حزب الله إلى نزوح نحو 60 ألف من سكان شمال إسرائيل، وأسفرت عن مقتل العشرات وتسببت في أضرار جسيمة. وردت إسرائيل بضربات جوية، وبحلول سبتمبر تصاعد الصراع إلى حرب مفتوحة، حيث دمرت إسرائيل قيادة حزب الله وترسانته. وانتهت الحرب بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر، والذي صمد إلى حد كبير على الرغم من الاتهامات المتبادلة بالانتهاكات.

وبموجب اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر، كان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في حين كان من المقرر أن يسحب حزب الله بنيته التحتية العسكرية من المنطقة. وتظل القوات الإسرائيلية متمركزة في خمس نقاط يعتبرها الجيش الإسرائيلي “استراتيجية”.

اقرأ المزيد عن