إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

الجيش الإسرائيلي يقصف بيروت وجنوب لبنان بعد إطلاق صاروخين على شمال إسرائيل

أول غارات جوية على العاصمة اللبنانية منذ إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر؛ اعتراض صاروخ واحد وفشل الثاني في عبور الحدود؛ حزب الله يقول إنه لا يقف وراء الهجوم الصاروخي

أُطلق صاروخان على شمال إسرائيل من لبنان صباح يوم الجمعة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ ضربات في جنوب لبنان أولا ثم في العاصمة بيروت، في سابقة هي الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر.

ووفقًا للجيش، تم اعتراض أحد الصاروخين وسقط الآخر داخل الأراضي اللبنانية، حيث دوت صفارات الإنذار في مدينة كريات شمونة والتجمعات السكنية القريبة في تل حاي ومرغاليوت وميسغاف عام.

وكان هذا هو الهجوم الثاني خلال الأسبوع الأخير، بعد إطلاق ثلاثة صواريخ على بلدة المطلة في 22 مارس، وهو أول حادث من نوعه منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الذي أنهى أكثر من عام من القتال مع جماعة حزب الله .

وقال مصدر رفيع المستوى في حزب الله لقناة “الميادين” اللبنانية أنه لا علاقة للجماعة بإطلاق الصواريخ يوم الجمعة.

وزعم المصدر أن إطلاق الصواريخ الأخيرة من لبنان ”جزء من محاولة مشبوهة لاختلاق الذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان“.

وأصدر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بيانًا دعا فيه الجيش اللبناني إلى ”الكشف عن الذين يقفون وراء إطلاق الصواريخ غير المسؤول الذي يهدد استقرار لبنان وأمنه“ واعتقالهم.

وفي أعقاب الهجوم، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح يوم الجمعة أنه يشن موجة من الغارات على أهداف لحزب الله في جنوب البلاد، وفي وقت لاحق من بعد ظهر ذلك اليوم أسقط الجيش الإسرائيلي مبنى ادعى أنه كان يستخدم من قبل وحدة المسيّرات التابعة للجماعة في جنوب بيروت، معقل حزب الله المعروف باسم الضاحية.

ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن المبنى الذي تم قصفه في بيروت كان مستخدما من قبل حزب الله كمخزن للمسيّرات. وقال الجيش إنه تابع للقوات الجوية التابعة لحزب الله، والمعروفة باسم الوحدة 127. هذه الوحدة مسؤولة عن الهجمات بالطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات على إسرائيل وتسيير طائرات استطلاع مسيّرة لجمع المعلومات الاستخبارية.

”لقد وضع حزب الله بنيته التحتية للإرهاب في قلب السكان المدنيين. وهذا مثال آخر على الاستخدام الساخر لمنظمة حزب الله الإرهابية للمواطنين اللبنانيين كدروع بشرية”، حسبما جاء في بيان للجيش الإسرائيلي.

وقد أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء المبنى والمنطقة المحيطة به قبل الغارة، كما أفادت التقارير أنه أطلق عدة طلقات تحذيرية في المنطقة قبل إسقاط ذخائر أكبر حجمًا أسقطت المبنى.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها الجيش الإسرائيلي تحذيرات قبل شن غارات في بيروت منذ 27 نوفمبر، عندما قصف آخر مرة مواقع لحزب الله في العاصمة اللبنانية، قبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار.

وجاءت الضربة يوم الجمعة ردا على إطلاق الصواريخ صباحًا، والتي قال الجيش إنه ”انتهاك صارخ“ لاتفاق وقف إطلاق النار.

أشخاص يهرعون للاحتماء بينما يتصاعد الدخان من موقع الغارة الإسرائيلية في جنوب بيروت في 28 مارس، 2025. (Anwar AMRO / AFP)

بعد الهجوم الصاروخي، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح الجمعة من أن ”مصير كريات شمونة هو نفس مصير بيروت“، في تهديد للعاصمة اللبنانية.

وقال إنه من دون سلام في المجتمعات الحدودية الشمالية لإسرائيل، ”لن يكون هناك سلام في بيروت أيضًا“.

واتهم ”الحكومة اللبنانية بتحمل المسؤولية المباشرة عن أي هجمات على الجليل“، مضيفًا ”سنضمن أمن سكان الجليل، وسنتصرف بقوة ضد أي تهديد“.

ووفقًا لقناة “المنار” التابعة لحزب الله، شملت المناطق المستهدفة في جنوب لبنان أطراف بلدة قعقعية الجسر وبلدة الخيام في منطقة النبطية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤول لبناني إن القادة اللبنانيين أجروا اتصالات مكثفة مع واشنطن وباريس لمنع إسرائيل من قصف بيروت بعد إطلاق الصواريخ في 22 مارس.

وتواصل إسرائيل شن غاراتها على عناصر حزب الله وعناصر الجماعات المسلحة المرتبطة به منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر، في أعقاب شهرين من الحرب المفتوحة التي هدفت إلى إنهاء الهجمات الصاروخية من الجماعة المدعومة من إيران التي ابتلي بها شمال البلاد منذ ما يقرب من عام.

بدأت الجماعة بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في 8 أكتوبر 2023، دعمًا لحركة حماس التي اجتاحت إسرائيل من قطاع غزة قبل يوم واحد من ذلك التاريخ.

جنود إسرائيليون يحرسون السياج الحدودي الإسرائيلي مع لبنان، شمال إسرائيل، 22 مارس، 2025. (Ayal Margolin/Flash90)

وتقول إسرائيل إنها تستهدف المواقع العسكرية لحزب الله الذي ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن حزب الله ملزم بسحب قواته شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب، بينما انتشر الجيش اللبناني للسيطرة على المنطقة.

وفي موازاة ذلك، كانت إسرائيل ملزمة بسحب قواتها من جنوب لبنان، رغم احتفاظها بحق الرد على التهديدات المباشرة.

وبعد تأجيل مبدئي، بموافقة أمريكية ولبنانية، للموعد النهائي للانسحاب، سحبت إسرائيل جميع قواتها من لبنان في فبراير، باستثناء خمسة مواقع استراتيجية على طول الحدود.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن