الجيش الإسرائيلي يقصف بيروت للمرة الأولى منذ أيام في ظل المخاوف الأميركية من حملة القصف
إسرائيل تقول إن الغارات في بيروت والنبطية استهدفت مخازن أسلحة ومراكز قيادة لحزب الله؛ مهندسون يهدمون شبكة مخابئ الحركة بينما تواصل القوات البرية التقدم بدعم من البحرية

أكدت إسرائيل الأربعاء شن غارات على بيروت خلال الليل، بعد أيام من تجنب استهداف العاصمة اللبنانية في ظل مخاوف واشنطن من نطاق حملة القصف في الأسابيع الأخيرة، حيث اشتبكت القوات البرية مع عناصر من حزب الله في جنوب لبنان.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن طائرات إسرائيلية نفذت غارتين على الأقل في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، بعد نحو خمس ساعات من إطلاق حزب الله صواريخ على مدينة صفد في شمال إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، وبتوجيه من عناصر الاستخبارات، قصفت مخبأ للأسلحة تحت الأرض تابع لحزب الله.
وقال الجيش إنه اتخذ خطوات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين قبل الضربة، بما في ذلك إصدار أمر إخلاء للمنطقة.
وأضاف أن طائراته ضربت أيضا عشرات الأهداف لحزب الله، بما في ذلك مخازن أسلحة ومراكز قيادة، في محيط النبطية بجنوب لبنان، التي يسيطر عليها حزب الله وحليفته حركة أمل.
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن رئيس بلدية النبطية وخمسة آخرين قتلوا في الضربة التي قالوا إنها أصابت مباني البلدية.
وجاءت الغارات بعد أن أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ باتجاه مدينة صفد شمال إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. وقال الجيش إن القصف شمل نحو 50 قذيفة.
وسقط أحد الصواريخ في ساحة منزل، ما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة، كما تم نقل شخصين إلى المستشفى بعد إصابتهما بجروح طفيفة أثناء الركض إلى الملاجئ، بحسب البلدية.

وشنت إسرائيل آخر غارة في بيروت يوم الخميس عندما قيل إن غارتين بالقرب من وسط المدينة أسفرتا عن مقتل 22 شخصا وهدم مبان بأكملها في حي مكتظ بالسكان.
وذكرت وسائل إعلام عبرية وعربية أن الغارة استهدفت القيادي في حزب الله وفيق صفا، الذي ورد أنه نجا من الهجوم. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الغارة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء ردا على سؤال بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية إن واشنطن “أوضحت أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأيناها تنفذ بها خلال الأسابيع الماضية” في بيروت.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يوم الثلاثاء إنه تلقى ضمانات من البيت الأبيض بأن إسرائيل ستخفف من هجماتها على بيروت، رغم نفي المسؤولون الإسرائيليون موافقتهم على مثل هذا الطلب.
وفي غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن قواته من فرقة المظليين 98 في جنوب لبنان قتلت خلال اليوم الماضي العشرات من عناصر حزب الله وضربت أكثر من 140 هدفا للحزب في أكثر من 50 منطقة في لبنان.
وقال الجيش إنه قتل مقاتلي حزب الله في اشتباكات وجها لوجه وفي غارات جوية. وأضاف الجيش أن قواته عثرت أيضا على منصات لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات وأسلحة أخرى كانت موجهة إلى بلدات شمال إسرائيل، مضيفا أن مخابئ الأسلحة دمرت فوق وتحت الأرض.
كما دمر لواء الاحتياط الثامن ووحدة الهندسة القتالية النخبة “ياهلوم” شبكة أنفاق وملاجئ تابعة لقوة الرضوان النخبة التابعة لحزب الله.
وقال الجيش إن المجمع تحت الأرض، الذي يضم غرفا للإقامة ومخابئ للأسلحة، يقع تحت منازل المدنيين، وأضاف أن الشبكة كانت جزءا من استعدادات قوة الرضوان لغزو شمال إسرائيل.
وفي القطاع الغربي بجنوب لبنان، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، قصفت البحرية الإسرائيلية عشرات الأهداف لحزب الله دعما للفرقة 146، بما في ذلك منصات إطلاق ومواقع عسكرية ومخابئ أسلحة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأطلقت إسرائيل في 30 سبتمبر عمليات برية في لبنان، بعد أسبوع من تصعيد الهجمات على حزب الله وتدمير قيادة الحركة المدعومة من إيران.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات زعماء العالم لوقف إطلاق النار، وأثار غضب الحلفاء الأوروبيين بإصراره على أن تغادر قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) مواقعها في جنوب لبنان لتجنب الوقوع في مرمى نيران القتال بين إسرائيل وحزب الله.
The 8th Brigade in the 91st Division destroy a Hezbollah Radwan force underground complex in southern Lebanon. pic.twitter.com/YUFWQcHevQ
— Lazar Berman (@Lazar_Berman) October 16, 2024
وجاء التصعيد بعد أن أضافت إسرائيل إلى أهدافها الرسمية للحرب عودة نحو 60 ألف نازح من سكان الشمال. وخشية من تنفيذ حزب الله هجوما في الشمال، أخلت إسرائيل السكان بعد وقت قصير من اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.
وبعد يوم واحد، بدأت قوات بقيادة حزب الله بمهاجمة بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي دعما لغزة في الحرب ضد حركة حماس.
وقد أدت الهجمات على شمال إسرائيل خلال العام الماضي إلى مقتل 28 مدنيا، إضافة إلى 38 جنديا إسرائيليا لقوا مصرعهم في الهجمات والعمليات البرية التي تلتها في لبنان.
وقالت الحكومة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 2300 شخص في لبنان خلال العام الماضي، وخاصة في الأسابيع القليلة الماضية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه الحصيلة تشمل ما لا يقل عن 960 من عناصر حزب الله.