الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا في غزة، ومقتل 29 فلسطينيا في غارة واحدة
الجيش يقول إن الهجوم على مبنى سكني في حي الشجاعية شمال القطاع، والذي ورد أنه أسفر عن مقتل العشرات، استهدف قياديًا كبيرًا في حماس

قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه نفّذ أكثر من 45 غارة جوية في أنحاء قطاع غزة خلال اليوم السابق، من بينها غارة على مبنى سكني في حي الشجاعية شمال غزة، والتي ورد أنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا.
ووفقا لبيان الجيش، شملت الأهداف مواقع لتصنيع الأسلحة، وقاذفات صواريخ جاهزة للإطلاق، ومبانٍ تستخدمها فصائل مسلحة، ومستودعات أسلحة، وخلايا لمسلحين.
وأضاف الجيش أن الغارات الجوية يوم الأربعاء تزامنت مع استمرار العمليات البرية في القطاع.
وقال الجيش إن قوات فرقة غزة عثرت على عدة فتحات لأنفاق في منطقة تل السلطان جنوب مدينة رفح.
وبالقرب من هناك، بين رفح وخان يونس، قال الجيش إن الفرقة 36 تقدّمت داخل ما يُعرف بمحور “موراغ”، وهو محور جديد يمر من الشرق إلى الغرب يقوم الجيش بفتحه بين المدينتين الرئيسيتين في جنوب غزة.
وجاء في بيان الجيش أن القوات عثرت على مبانٍ وبنية تحتية أخرى تستخدمها حماس، ودمرتها، إلى جانب أنفاق، وقتلت عدة مسلحين.
وفي شمال غزة، قال الجيش إن الفرقة 252 بدأت بالتقدم إلى حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث قال إن القوات قتلت عدة مسلحين خلال اليوم الماضي، بما في ذلك عبر توجيه غارات جوية.
ووفقًا لجهاز الدفاع المدني التابع لحماس في غزة، فقد أسفرت إحدى هذه الغارات في الشجاعية عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا يوم الأربعاء.
وقال الجيش في بيان إنه استهدف قياديًا كبيرا في حماس — لم يُكشف عن هويته — كان مسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ هجمات من حي الشجاعية شمال غزة، مضيفًا أنه تم اتخاذ عدة خطوات لتقليل الأضرار بين المدنيين قبل تنفيذ الضربة.
وكان الجيش قد أمر سكان الشجاعية الأسبوع الماضي بإخلاء المنطقة، معلنًا عن نيته تنفيذ عمليات ضد مسلحين هناك.
The retrieval of bodies of missing Palestinians continues under the rubble of a residential block that was bombed by the Israeli occupation forces on Baghdad Street in the Shujaiya neighborhood, east of Gaza City. pic.twitter.com/FRQS8l28DB
— Eye on Palestine (@EyeonPalestine) April 9, 2025
وروى شاهد من سكان الشجاعية يدعى أيوب سليم (26 عاما) لوكالة فرانس برس أن المنزل المستهدف “مكوّن من أربعة طوابق، وبجواره عدد من المنازل الملاصقة في المنطقة المكتظة بخيم النازحين”، مشيرا الى أن “الصواريخ هزّت المنطقة بأكملها”.
وأضاف “كان منظرا مرعبا لا يوصف… الغبار والدمار ملأا المكان كلّه، وكذلك صراخ الناس وهلعهم”، و”أشلاء الشهداء”.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس أن الضربة استهدفت “مربعا سكنيا” في حي الشجاعية المدمّر في مدينة غزة.
وأضاف بصل أن عمليات البحث بين الأنقاض لانتشال الجثث ما زالت مستمرة.
وقالت السلطات الصحية المحلية إن تسعة فلسطينيين آخرين قُتلوا في غارات إسرائيلية منفصلة في مناطق أخرى من القطاع، ما يرفع حصيلة قتلى الأربعاء إلى 38.

استأنفت إسرائيل ضرباتها المكثفة على قطاع غزة في 18 مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين مع حماس. وقد تعثرت الجهود لاستئناف الهدنة حتى الآن.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، يوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 1,482 فلسطينيًا قُتلوا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما يرفع إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى 50,846.
وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مسلح في المعارك حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. وتؤكد إسرائيل أنها تسعى لتقليل الخسائر بين المدنيين، وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتقاتل من داخل مناطق سكنية تشمل منازل ومستشفيات ومدارس ومساجد.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وخطف 251 آخرين كرهائن.
ولا يزال 59 من أصل 251 رهينة في الأسر، من بينهم 24 على قيد الحياة، وفقا لتقديرات استخباراتية إسرائيلية. وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 رهينة خلال هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر 2023، وأطلقت خلال الهدنة الأخيرة سراح 30 رهينة أحياء — 20 مدنيا إسرائيليا، وخمسة جنود، وخمسة مواطنين تايلانديين — بالإضافة إلى جثث ثمانية رهائن إسرائيليين قتلى.