إسرائيل في حالة حرب - اليوم 404

بحث

الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا للجهاد الإسلامي بعد إطلاق 14 صاروخا من غزة على جنوب البلاد

الجيش الإسرائيلي يقول إن طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية قصفت منشأة للحركة في خان يونس، وأهداف أخرى من القطاع، في أعقاب وابل من الصواريخ على جنوب إسرائيل في ساعات ما بعد الظهر

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

صورة تم التقاطها في 24 فبراير، 2020 تظر فيها سحابة من النيران والدخان المتصاعد جراء انفجارات في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة. (SAID KHATIB / AFP)
صورة تم التقاطها في 24 فبراير، 2020 تظر فيها سحابة من النيران والدخان المتصاعد جراء انفجارات في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة. (SAID KHATIB / AFP)

شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف تابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة يوم الإثنين، بعد أن أطلقت الحركة 14 صاروخا على الأقل على جنوب إسرائيل في وقت سابق من اليوم، حسبما أعلن الجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف قاعدة عسكرية للجهاد الإسلامي في مدينة خانيونس بغزة، بالإضافة إلى منشآت أخرى تابعة للحركة في القطاع.

وأفاد الجيش أن القاعدة المستهدفة في خان يونس، التي تضمنت بنية تحتية تحت الأرض، استُخدمت من قبل الجهاد الإسلامي كمركز تدريب وكمستودع لتخزين الأسلحة.

وشاركت في الغارات، التي جاءت ردا على إطلاق صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في وقت سابق من اليوم، طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، وفقا للجيش.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو للغارات الجوية الإسرائيلية النادرة في وضح النهار كرات نارية ضخمة في الهواء في أعقاب الهجمات، مما يشير على الأرجح إلى انفجارات ثانوية من متفجرات تم تخزينها في القاعدة.

وقال الجيش في بيان إن “جيش الدفاع الإسرائيلي سيرد بقوة على الأنشطة الإرهابية للجهاد الإسلامي، التي تهدد مواطني إسرائيل وتمس بسيادتها”.

خبير متفجرات يزير أجزاء من صاروخ تم إطلاقه من قطاع غزة وسقط في ساحة لعب بمدينة سديروت، 24  فبراير، 2020. (Israel Police)

في إعلانه عن الغارات الجوية ضد أهداف الجهاد الإسلامي الإثنين، لم يشر الجيش الإسرائيلي إلى حركة “حماس” الحاكمة لغزة، والتي تأمل إسرائيل في التفاوض معها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. في السابق، حمّلت إسرائيل حماس المسؤولية عن كل أعمال العنف الصادرة من القطاع، بغض النظر عن المنظمة المسلحة التي تقف وراءها.

لكن في الآونة الأخيرة يقوم الجيش الإسرائيلي بالتمييز وبشكل متزايد بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي، والتي تعتقد إسرائيل أنها مسؤولة عن معظم أعمال العنف على طول حدود غزة في الأشهر الأخيرة.

الدخان يتصاعد في السماء بعد قيام مسلحين فلسطينيين بإطلاق صاروخ تجاه جنوب إسرائيل من قطاع غزة في 24 فبراير، 2020. (MAHMUD HAMS / AFP)

وأعلنت الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجمات.

وقالت الشرطة إن أحد الصواريخ سقط في ملعب خال في مدينة سديروت يوم الإثنين، ملحقا أضرارا بالمكان ولكن دون وقوع إصابات. وسقط صاروخ آخر كما يبدو في حقل مفتوح خارج كيبوتس نير عام في منطقة شاعر هنيغف، بحسب السلطات المحلية.

وقال متحدث بإسم شاعر هنيغف إن شظايا من أحد صواريخ منظومة “القبة الحديدية” الاعتراضية حطمت أيضا زجاج مركبة في نير عام.

ويشير معدل اعتراض الجيش الإسرائيلي المرتفع للصواريخ إلى أداء مذهل من قبل منظومة الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” ومشغليها، فضلا عن درجة عالية من الدقة للفصائل المسلحة في القطاع. بشكل عام، يتم تفعيل القبة الحديدية فقط  عندما يكون الصاروخ متجها نحو منطقة مأهولة بالسكان، وليس إلى حقل مفتوح حيث من غير المحتمل أن يتسبب في إصابات أو أضرار.

أضرار لحقت بمركبة في كيبوتس نير عام بجنوب إسرائيل جراء إصابتها بشظايا صاروخ من منظومة ’القبة الحديدية’ تم إطلاقه لإعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، 24 فبراير، 2020.(Nir Am security)

ولم تقع إصابات أو أضرار جراء سقوط الصواريخ، وقدم مسعفون العلاج لسيدة أصيب بحالة ذعر خلال الهجوم الصاروخي الإثنين.

وأدت الهجمات إلى إطلاق صفارات الإنذار في سديروت، وفي منطقة شاعر هنيغف، وفي كيبوتس نتيف هعساراه، مما دفع آلاف السكان للتوجه إلى الملاجئ.

وأظهرت مقاطع فيديو تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدت كعمليات إطلاق متعدد لصواريخ القبة الحديدية فوق سديروت.

وقد جاء الهجوم بعد أن تبادل مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون التهديدات بتجدد العنف طوال صباح الإثنين.

مساء الأحد، تم إطلاق نحو 30 صاروخا وقذيفة هاون على جنوب إسرائيل من قطاع غزة، تم اعتراض نصفها تقريبا بواسطة نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”. ويبدو أن البقية هبطت في مناطق مفتوحة. تسببت بعض الشظايا بأضرار طفيفة للممتلكات، ولكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

ورد الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية على منشآت تابعة للجهاد الإسلامي في سوريا وغزة. وقُتل في الغارات الجوية التي وقعت خارج دمشق مقاتليّن من الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى أربعة مقاتلين آخرين موالين لإيران، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كذلك أصيب عدد من عناصر الجهاد الإسلامي في غارة جوية إسرائيلية على غزة بينما كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل، وفقا للجيش.

وقال أبو حمزة، المتحدث بإسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يوم الإثنين إن الغارات الإسرائيلية على دمشق “لن تمر مرور الكرام”، مضيفا أن “المعركة لم تنته”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع نفتالي بينيت، ومسؤولين كبار من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال اجتماع لمناقشة التوترات المتصاعدة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في مقر قيادة الجيش بتل أبيب، 23 فبراير، 2020. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وهدد كل من وزير الدفاع نفتالي بينيت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الإثنين من احتمال البدء بحملة عسكرية كبيرة لكبح إطلاق الصواريخ وهجمات أخرى على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع غزة، على الرغم من الانتخابات المقرر إجراؤها في الأسبوع المقبل.

وقال بينيت خلال مؤتمر في القدس: “نحن نعد خطة لتغيير الوضع بشكل أساسي في قطاع غزة”، مضيفا: “أنا أفهم حقا وضع سكان الجنوب، فهم يستحقون السلام والأمن”.

وقال نتنياهو “لإذاعة القدس”: “لن نساوم على أمن إسرائيل لأسباب سياسية”.

وأضاف: “الحرب هي الملاذ الأخير، ولكن قد لا يكون هناك مفر منها. نحن على استعداد لحملة [عسكرية] مختلفة تماما”.

وتابع قائلا: “إذا كانت إسرائيل في موضع الدخول في عملية عسكرية واسعة النطاق، سيكون علينا توجيه ضربة أكبر من [عمليات] ’الرصاص المصبوب’، و’عمود السحاب’، و’الجرف الصامد’. قد يكون من المحتمل جدا أيضا أن نضطر إلى القيام – لا أود حقا قول ذلك، ولكن – ب’أم جميع العمليات’”.

لقطات وثقتها كاميرات مراقبة للجيش الإسرائيلي لمن يُزعم بأنهما مقاتلان في حركة ’الجهاد الإسلامي’ خلال قيامهما بزرع ما تبدو كعبوة ناسفة عند حدود غزة، 23 فبراير، 2020. (Screen capture: Israel Defense Forces)

فجر الإثنين، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي سلسلة من التعليمات الوقائية لجنوب إسرائيل في حال تجدد القتال خلال اليوم، وأعلنت إغلاق المدارس ومنع التجمعات الكبيرة في الهواء الطلق وإغلاق شوارع وتعليق حركة القطارات.

جاء إطلاق الصواريخ بعد اشتباك وُصف بـ”الشاذ” على طول الحدود مع غزة في وقت سابق يوم الأحد حيث قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص عضوا في حركة الجهاد الإسلامي أثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة على طول الحدود. بعد ذلك استعاد الجيش الإسرائيلي جثة المقاتل الفلسطيني باستخدام جرافة.

ويبدو أن استرجاع الجثة كان جزءا من خطة وزير الدفاع نفتالي بينيت “لتخزين” جثث المسلحين الفلسطينيين من أجل استخدامها كـ”أوراق مساومة” في محاولة لضمان الإفراج عن مواطنيّن إسرائيلييّن ورفاة جنديين إسرائيليين تحتجزهم حركة “حماس” في قطاع غزة.

مسار دخان لصاروخ أطلقه مقاتلون فلسطينيون في سماء قطاع غزة،  23 فبراير، 2020. (Mahmud Hams/AFP)

وجاءت الاشتباكات الحدودية في خضم تقارير عن جهود جارية تبذلها إسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في القطاع، في أعقاب أسابيع من الهجمات الصاروخية المتقطعة وإطلاق البالونات المفخخة على إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات في سوريا وغزة كانت ردا على محاولة زرع العبوة الناسفة في الصباح وعلى إطلاق الصواريخ طوال المساء.

في نوفمبر، خاضت إسرائيل معركة دامت ليومين مع الجهاد الإسلامي، والتي اندلعت بعد قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال أحد قادة الحركة – بهاء أبو العطا – الذي تعتقد إسرائيل أنه كان مسؤولا عن معظم الأعمال العدوانية للحركة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.

اقرأ المزيد عن