الجيش الإسرائيلي يقدّر أن برنامج إيران النووي تراجع سنوات، لكنه “من المبكر جدًا” التأكد من ذلك
ترامب: الاستخبارات الأمريكية "غير حاسمة" بشأن الضربات، لكنها "قد تكون شديدة جدًا"؛ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إنها تعمل على إجراء تفتيش، والبرلمان الإيراني يصوت لصالح وقف التعاون مع الهيئة الأممية

يرى الجيش الإسرائيلي أن الحرب الأخيرة مع إيران أخرت برنامج الجمهورية الإسلامية النووي لسنوات، لكن التقييم لا يزال أوليًا ومن المبكر جدًا التأكد من صحته، بحسب ما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيـفي دفرين يوم الأربعاء.
وقال دفرين: “حققنا جميع أهداف العملية كما حُددت لنا، بل وأدينا أفضل مما كنا نتوقع في أحسن الظروف”، لكنه حذر قائلاً: “أقول هذا بتواضع، لأنه لا يزال من المبكر الحسم”.
وأضاف: “نحن نحقق ونراجع نتائج ضرباتنا على كل جزء من هذا اللغز، كما أسميته سابقًا، أي مختلف مكونات البرنامج النووي وأكثر”.
“الآن، أعتمد على محللينا في شعبة الاستخبارات وسلاح الجو. أعتقد أنهم أثبتوا دقة تقديراتهم في الأسابيع الأخيرة، ويمكنني القول هنا إن التقييم هو أننا ألحقنا أضرارًا كبيرة بالبرنامج النووي، ويمكنني أيضًا أن أقول إننا أخرناه لسنوات، أكرر، سنوات”.
وكانت تصريحات دفرين مشابهة لما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زمير مساء الثلاثاء: “لقد أرجعنا المشروع النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، وكذلك برنامجهم الصاروخي”.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطاب للشعب الإسرائيلي بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء، بشكل أكثر حسمًا: “لقد أحبطنا المشروع النووي الإيراني”.

وجاءت تعليقات المسؤولين الإسرائيليين في وقت رفض فيه البيت الأبيض تقريرًا استخباراتيًا أوليًا من البنتاغون يقدر أن الضربات الأمريكية على ثلاثة من منشآت إيران النووية الرئيسية – نطنز وفوردو وأصفهان – لم تدمر المرافق الواقعة تحت الأرض، وترك مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى حد كبير سالم.
وبحسب هذا التقرير – الذي تم تسريب نتائجه للصحافة يوم الثلاثاء – فإن الجمهورية الإسلامية تبعد أقل من ستة أشهر عن بناء سلاح نووي إذا قررت ذلك، بعد أن كانت تبعد فقط نحو ثلاثة أشهر قبل الضربة الأمريكية.
ترامب: “معلومات المخابرات… ليست قاطعة تماما”
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إن الأضرار الناتجة عن الضربات كانت شديدة، لكنه أقر أيضًا بأن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة ليست قاطعة.
وقال ترامب للصحفيين خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قبل قمة في لاهاي “معلومات المخابرات… ليست قاطعة تماما”. وأضاف “تقول المخابرات ’لا نعرف. ربما كانت جسيمة جدا”. هذا ما تشير إليه المخابرات”.
وأضاف لاحقا خلال نفس اللقاء أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع “عقودا، لأنني لا أعتقد أنهم سيكررونه قط”.

كان ترامب، الذي وصل إلى هولندا في وقت متأخر من أمس الثلاثاء لحضور القمة، يجلس بجوار وزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيجسيث اللذين شككا أيضا في مصداقية تقييم وكالة مخابرات الدفاع.
وقال روبيو إن الولايات المتحدة فتحت تحقيقًا في تسريب تقرير وكالة مخابرات الدفاع، كما أشار إلى أن محتوى التقرير قد تم تحريفه في وسائل الإعلام.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: نعمل على التفتيش؛ إيران تصوّت على قطع التعاون
قال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء إن من المحتمل أن يكون معظم اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء عالية في إيران قد نجا من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية بسبب نقل طهران له بعد وقت قصير من شن أولى الغارات.
وقال جروسي إن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 يونيو حزيران بأنها ستتخذ “إجراءات خاصة” لحماية موادها وأجهزتها النووية.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي حضره أعضاء في الحكومة النمساوية “لم يتطرقوا إلى تفاصيل بشأن ما يعنيه ذلك لكن من الواضح أن هذا هو المعنى الضمني. يمكننا أن نتخيل وجود هذه المواد هناك”.
وأردف قائلا “لذلك، وحتى نتأكد، وللتقييم الكامل للوضع، نحتاج إلى عودة (مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية)”.
وأضاف أن الأولوية القصوى هي لعودة مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية إذ لم يحدث أي تفتيش لها منذ بدء القصف الإسرائيلي.
وتريد الوكالة تحديد الكمية المتبقية من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو مستوى قريب من نسبة 90 بالمئة تقريبا اللازمة لصنع الأسلحة.

يأتي ذلك على الرغم من موافقة البرلمان الإيراني اليوم على إجراءات لتعليق عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة.
وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قوله إن الوكالة “التي لم تندد حتى شكليا بالهجوم على منشآت إيران النووية، باعت مصداقيتها الدولية بثمن بخس”.
وأضاف “لذلك، فإن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستقوم بتعليق التعاون مع الوكالة حتى يتم ضمان أمن منشآتنا النووية، وسيتقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني بوتيرة أسرع”.
ويتعين أن يوافق مجلس صيانة الدستور غير المنتخب في إيران على مشروع القانون ليصبح قانونا.
واندلع الصراع بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو عندما شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية. وقالت إسرائيل إن الحملة ضرورية لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية. وفي 22 يونيو، ضربت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان.
وردت إيران على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 550 صاروخًا باليستيًا ونحو ألف طائرة مسيّرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات الصاروخية عن مقتل 28 شخصًا وإصابة الآلاف في إسرائيل، بحسب مسؤولين صحيين ومستشفيات. وأصابت الصواريخ مباني سكنية وجامعة ومستشفى، وأحدثت أضرارًا كبيرة. كما أطلقت إيران النار على قاعدة أمريكية في قطر عقب الضربات الأمريكية.