إسرائيل في حالة حرب - اليوم 465

بحث

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل زعيم حماس والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر يحيى السنوار

الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل زعيم حماس في تبادل إطلاق النار في رفح يوم الأربعاء؛ القوات وجدت الجثة يوم الخميس وتم تأكيد هوية السنوار رسميا بعد الفحوصات

يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، يستضيف لقاء مع أعضاء الفصائل الفلسطينية، في مكتب رئيس حماس في مدينة غزة، 13 أبريل، 2022. (Attia Muhammed / Flash90)
يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، يستضيف لقاء مع أعضاء الفصائل الفلسطينية، في مكتب رئيس حماس في مدينة غزة، 13 أبريل، 2022. (Attia Muhammed / Flash90)

أعلنت إسرائيل مساء الخميس أن الجيش قتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة.

قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إن السنوار، مهندس هجوم السابع من أكتوبر الماضي والهجمات في جنوب إسرائيل، قُتل في اشتباك مسلح في رفح جنوب قطاع غزة الأربعاء.

ولم يكن السنوار مستهدفا بشكل مباشر، ولم تدرك القوات الإسرائيلية أن أحد الثلاثة الذين قتلوا في الحادث كان على ما يبدو السنوار إلا عندما تفقدت مكان الحادث صباح الخميس.

وتم التأكد من أن الجثة تعود بالفعل للسنوار بعد فحوصات الحمض النووي وفحوصات أخرى. وتم إزالة جزء من إصبع السنوار لإجراء فحوصات سريعة حيث كان الموقع مفخخا. وتم استخراج جثته ونقلها إلى إسرائيل في وقت لاحق من يوم الخميس.

وفي بيان مشترك، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك إن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية ضيقت تدريجيا منطقة عمليات السنوار، مما أدى في النهاية إلى مقتله.

وذكر البيان أن الفرقة 162 وفرقة غزة عملتا خلال الأسابيع الماضية في غزة في مناطق أشارت معلومات استخباراتية إلى اختباء مسؤولين كبار في حماس فيها. وأضاف أن قوة من لواء “بسلاماخ 828” قتلت السنوار والعناصر الآخرين.

جنود الجيش الإسرائيلي يقفون فوق الجثة التي يُعتقد أنها تعود لزعيم حماس يحيى السنوار في غزة في 17 أكتوبر 2024. (Courtesy)

وقال الجيش أنه بعد رصد العناصر الثلاثة وإطلاق النار عليهم وإصابتهم، توجه اثنان منهم إلى مبنى واحد، بينما دخل الثالث، الذي تبين أنه السنوار، إلى مبنى آخر. ويبدو أن العناصر الآخرين كانا من حراس السنوار وكانا يتحركان أمامه لإفساح الطريق له.

وأطلقت دبابات الجيش وقوات أخرى النار على المبنيين.

وبعدها صعد السنوار إلى الطابق الثاني، وأطلقت دبابة قذيفة أخرى على المبنى، فتقدمت قوة مشاة لتفتيشه، فألقى السنوار قنبلتين انفجرت إحداهما، فانسحب الجنود. وحلقت طائرة مسيرة لتفتيش الغرفة، فوجدت رجلا مصابا بذراعه ومغطى الوجه -السنوار- الذي ألقى على الطائرة المسيرة عصا خشبية، فأطلقت قذيفة دبابة أخرى ما أدى إلى مقتله.

وفي صباح الخميس، نظر الجنود الذين كانوا يفتشون المبنى إلى وجه المسلح المقتول الذي رصدته الطائرة المسيرة، ولاحظوا أنه يشبه السنوار. وقام جهاز الشاباك بأخذ عينة من الحمض النووي وجزء من إصبعه للتحقق من هويته. ولم يكن هناك أي رهائن مع السنوار في ذلك الوقت.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس أن الجيش “حدد هويته كإرهابي في مبنى” ولم يكن يعلم أنه السنوار. وأضاف “أطلقنا النار على المبنى ودخلنا للتفتيش. وجدناه يرتدي سترة واقية ومسدسًا و40 ألف شيكل”.

لقطات من طائرة مسيّرة لزعيم حماس يحيى السنوار في 16 أكتوبر 2024، قبل وقت قصير من مقتله. (Courtesy)

وقال هجغري إن السنوار كان يتنقل داخل الأنفاق في المنطقة منذ فترة، وربما كان يحاول “الهروب إلى الشمال، إلى مناطق أكثر أمانًا” مع اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي.

“كان يهرب من منزل إلى منزل، حددنا هويته كإرهابي، اقتربنا منه بشكل احترافي وقمنا بالقضاء عليه”.

الأشياء التي عُثر عليها مع زعيم حماس يحيى السنوار عند مقتله في غزة في 16 أكتوبر 2024. (Screen capture/Channel 12)

وأضاف هاغاري أن إسرائيل تبحث عن محمد السنوار شقيق زعيم حماس المقتول، وجميع القادة العسكريين في حماس.

ونشر الجيش الإسرائيلي مساء الخميس لقطات من طائرة مسيرة تظهر اللحظات الأخيرة في حياة السنوار المصاب.

وبما أن وجهه كان مغطى أثناء تبادل إطلاق النار، فلم تتضح هويته إلا بعد مقتله.

جنود الجيش الإسرائيلي يحملون جثمان زعيم حماس يحيى السنوار من المبنى الذي قُتل فيه في رفح بغزة في 17 أكتوبر 2024. (Courtesy)

وأشار الجيش إلى أنه لم يكن هناك أي رهائن في المنطقة التي قُتل فيها العناصر الثلاثة.

وقال الجيش في بيان أولي يوم الخميس “تواصل قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك العاملة في المنطقة عملها في ظل الحذر اللازم”.

كما قال الجيش في بيان أصدره بعد انتشار الشائعات المتعلقة بالحادث على نطاق واسع عبر الإنترنت “في الوقت الحالي، لا يمكن تأكيد هوية الإرهابيين”.

الموقع في رفح قريب من المكان الذي قتل فيه ستة رهائن

بحسب تقرير لم يتم الكشف عن مصدره على القناة 12، كان السنوار مختبئا في السابق مع الرهائن الستة الذين أعدمهم خاطفوهم من حماس في 29 أغسطس وتم العثور على جثثهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في 31 أغسطس: هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما)، عيدن يروشالمي (24 عاما)، أوري دانينو (25 عاما)، أليكس لوبانوف (32 عاما)، كارمل جات (40 عاما)، وألموغ ساروسي (27 عاما).

من أعلى اليسار: هيرش غولدبرغ بولين، أوري دانينو، عيدن يروشالمي؛ ألموغ ساروسي، ألكسندر لوبانوف، كارمل جات (The Hostages Families Forum via AP)

وقال التقرير إن السنوار هو على الأرجح من أعطى الأمر بقتل الستة أثناء فراره.

وأضاف أن تبادل إطلاق النار الأربعاء وقع في نفس المنطقة التي احتجز فيها الرهائن الستة وقتلوا.

كما قال إن الجيش الإسرائيلي فحص عند انتشال جثث الرهائن الستة ما إذا كان السنوار من بين المسلحين الذين قُتلوا في المنطقة. وتبين أنه لم يكن هناك، ولكن تم العثور في ذلك الوقت على مؤشرات، بما في ذلك أدلة الحمض النووي، على أن السنوار كان في المنطقة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هاغاري مساء الخميس أن الجيش يتعقب السنوار منذ أشهر، وأنه تم العثور على حمضه النووي في نفق على بعد مئات الأمتار من المكان الذي قتلت فيه حماس الرهائن الستة في أغسطس.

وقالت القناة 12 إنه لم يتم اخذ الجثة التي يشتبه أنها للسنوار إلى إسرائيل على الفور لأن المنطقة التي عثر عليها فيها كانت مفخخة، كما كان الجثمان يرتدي سترة عسكرية تحتوي على قنابل يدوية.

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يتحدث خلال مؤتمر صحفي بمناسبة “يوم القدس” في مدينة غزة، 30 مايو، 2019. (Mohammed Abed / AFP)

ومع تزايد الاعتقاد بأن إسرائيل قتلت السنوار، غرد وزير الدفاع يوآف غالانت “سوف نصل إلى كل إرهابي ونقضي عليه”.

وأضاف غالانت مستشهدا بكتاب اللاويين في الكتاب المقدس “وتطردون أعداءكم فيسقطون أمامكم بالسيف”.

وأرفق وزير الدفاع صورا لرئيس هيئة الأركان العامة السابق لحركة حماس محمد ضيف، وزعيم حزب الله حسن نصر الله مع علامة “X” فوقهما، إلى جانب صورة ثالثة تم تعتيمها، ولكن كان بها أيضا علامة “X”.

وبعد ساعات، نشر نسخة محدثة تضمنت صورة للسنوار في الوسط مع علامة X عليها. وكتب غالانت “مهمة أخرى تم إنجازها”.

وأطلع الرئيس الأميركي جو بايدن على عملية اغتيال السنوار، كما كان المسؤولون الأميركيون على اتصال وثيق مع المسؤولين الإسرائيليين، بحسب مسؤول كبير في الإدارة.

مهندس هجوم 7 أكتوبر

السنوار، زعيم حماس في غزة منذ عام 2017، كان مهندس تسلل 7 أكتوبر 2023 والهجوم في جنوب إسرائيل، حيث قتل الآلاف من المسلحين بقيادة حماس حوالي 1200 شخص وأسروا 251، مما أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة. ولا يزال 97 من الرهائن محتجزين في غزة.

وأصبح السنوار زعيما لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في انفجار طهران في شهر يوليو، عندما تم اختياره من قبل مجلس شورى حماس المكون من 50 عضوا، وهو هيئة استشارية تتألف من مسؤولين انتخبهم أعضاء حماس في أربعة أقسام: غزة، والضفة الغربية، والشتات، والأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية.

رئيس حركة حماس إسماعيل هنية وقائدها في قطاع غزة يحيى السنوار يحضران مسيرة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حماس في مدينة غزة في 14 ديسمبر 2017. (AFP Photo/Mohammed Abed)

ولد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وانضم إلى حركة حماس عندما أسس الشيخ أحمد ياسين الحركة في نفس الوقت الذي بدأت فيه الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.

وفي العام التالي، أسس السنوار جهاز الأمن الداخلي للحركة، ثم تولى رئاسة وحدة استخبارات مخصصة لمطاردة الفلسطينيين المتهمين بتقديم معلومات إلى إسرائيل ومعاقبتهم بلا رحمة، وفي بعض الأحيان قتلهم.

وبحسب نص التحقيق معه من قبل مسؤولين أمنيين والذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن السنوار – “جزار خان يونس” – اعترف بأنه خنق أحد المتعاونين المزعومين بكوفية في مقبرة في تلك المدينة.

وتخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في غزة، وتعلم اللغة العبرية بطلاقة خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.

رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار يترأس اجتماعا مع قادة الفصائل الفلسطينية في مكتبه بمدينة غزة، 13 أبريل 2022. (AP Photo/Adel Hana, File)

وكان يقضي أربعة أحكام بالسجن المؤبد لقتله جنديين إسرائيليين، فضلا عن أربعة فلسطينيين تعاونوا مع إسرائيل، عندما أصبح الأقدم بين 1027 أسيرا أمنيا تم إطلاق سراحهم في مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط في عام 2011.

وكان قد خضع لعملية جراحية في المخ أنقذت حياته أثناء وجوده في السجن، كما روى طبيب الأسنان الذي اكتشف الورم في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في مايو. وقُتل ابن شقيق طبيب الأسنان نفسه في السابع من أكتوبر.

وذكرت تقارير أن السنوار جدد مؤخرا اتصالاته مع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد أسابيع من الصمت الذي أثار تكهنات بأنه ربما قُتل في غارة إسرائيلية على غزة.

وفي فبراير، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات قال إنها تُظهر ما قال إنه السنوار وهو يسير عبر نفق في غزة مع عدد من أفراد عائلته.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي عند نشر اللقطات “لن تتوقف مطاردة السنوار حتى يتم القبض عليه حياً أو ميتاً”.

قصف مركز قيادة

في وقت سابق، وفي حادثة منفصلة على ما يبدو، قال الجيش إنه نفذ غارة جوية دقيقة ضد عناصر من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني كانوا يديرون غرفة قيادة وسيطرة من مبنى كان يستخدم كمدرسة في شمال غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أسماء 12 مسلحا كانوا متواجدين في مدرسة أبو حسن، مشيرا إلى أنهم كانوا متورطون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل وشن هجمات على القوات.

وقال الجيش إنه اتخذ خطوات للحد من الأذى الذي قد يلحق بالمدنيين غير المتورطين في الضربة.

وقال مسؤول في وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة لرويترز إن 28 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال قتلوا في الغارة. ولم يتسن التحقق من أرقام الحركة التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وقال المسؤول مدحت عباس إن العشرات أصيبوا أيضا في الغارة، وأضاف: “لا توجد مياه لإطفاء الحريق. لا يوجد شيء. إنها مذبحة”.

اقرأ المزيد عن