إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

الجيش الإسرائيلي يقتل خبير صواريخ في حزب الله وسط تهدئة في هجمات الحزب استمرت 3 أيام

ورد أن مساعد بايدن حذر القادة الإسرائيليين من أن الحرب الشاملة مع حزب الله ستشمل هجوما إيرانيا يصعب إحباطه؛ نشطاء اليمين المتطرف يعقدون مؤتمراً افتراضياً حول الاستيطان في لبنان

أقارب يزورون قبور مقاتلي حزب الله خلال عيد الأضحى في بلدة الناقورة بجنوب لبنان، بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 17 يونيو، 2024. (Mahmoud ZAYYAT / AFP)
أقارب يزورون قبور مقاتلي حزب الله خلال عيد الأضحى في بلدة الناقورة بجنوب لبنان، بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 17 يونيو، 2024. (Mahmoud ZAYYAT / AFP)

قتلت القوات الإسرائيلية عضوًا بارزًا في وحدة الصواريخ التابعة لحزب الله في غارة بطائرة مسيّرة في جنوب لبنان صباح الاثنين، بينما كان مسؤول كبير في إدارة بايدن في القدس لعقد اجتماعات مع القادة الإسرائيليين بهدف تجنب التصعيد على طول الحدود الشمالية.

وأعلن كل من الجيش وحزب الله مقتل محمد أيوب في الغارة على قرية سلعا في قضاء صور.

وخدم أيوب في وحدة الصواريخ التابعة لفرقة النصر الإقليمية التابعة لحزب الله، وفقا للجيش الإسرائيلي الذي قال إنها كانت مؤخرا مسؤولة عن عدة هجمات صاروخية على إسرائيل بالإضافة إلى التخطيط لهجمات أخرى. وقتل قائد وحدة النصر طالب عبد الله في غارة الأسبوع الماضي.

وجاءت الغارة وسط فترة هدوء نادرة في هجمات حزب الله على إسرائيل، والتي كانت تقترب من ثلاثة أيام بحلول صباح الثلاثاء.

المرة الأخيرة التي أعلنت فيها الحركة أنها أطلقت النار على شمال إسرائيل كانت بعد ظهر يوم السبت، بهجوم بطائرة مسيّرة على موقع عسكري.

وتزامن الهدوء مع عيد الأضحى بين الأحد وليلة الاثنين. وقد تكون التهدئة مرتبطة أيضًا بزيارة آموس هوكستين، مبعوث إدارة بايدن للتوترات بين إسرائيل وحزب الله، إلى المنطقة.

وكان هوكستين في القدس يوم الاثنين لعقد اجتماعات مع القادة الإسرائيليين بهدف منع اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.

والتقى هوكستين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي والرئيس يتسحاق هرتسوغ ورئيس المعارضة يائير لابيد.

وفي كل لقاءاته، حذر هوكستين من أن الحرب الشاملة مع حزب الله يمكن أن تؤدي إلى هجوم إيراني واسع النطاق، والذي سيكون من الصعب على إسرائيل إحباطه، وفقًا لتقرير لصحيفة هآرتس لم يشر إلى مصدر.

وقالت صحيفة هآرتس إن هوكستين كان يسعى لاستغلال التهدئة من قبل حزب الله لمحاولة تطوير إطار عمل لاتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل.

ولكن كان مسؤولو إدارة بايدن واضحين أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق حتى يتم التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي بالمبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين في القدس، 17 يونيو، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

وقالت صحيفة هآرتس إنه مع توقع انتهاء العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع في الأسابيع المقبلة، يأمل هوكستين أن يسمح ذلك بتعزيز التهدئة على الحدود الشمالية، حتى لو لم يكن هناك وقف كامل لإطلاق النار.

وقال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة إن هوكستين بدا “أكثر قلقا” في هذه الرحلة مما كان عليه في زياراته الثلاث السابقة في زمن الحرب بشأن احتمال التصعيد.

وحضر اجتماع المبعوث الأمريكي مع نتنياهو الوزيران ديرمر وهنغبي، اللذين أصبحا عضوين في المجلس المصغر الذي استبدل المجلس الحربي الذي تم حله في أعقاب انسحاب رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس الأسبوع الماضي. لكن المجلس يعمل بأسلوب مماثل – منع الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير من التأثير على عملية صنع القرار بشأن المسائل الأمنية الحساسة.

وسُئل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن تجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال “إذا كنا متأكدين من ذلك، فما كنا سنرسل آموس إلى هناك. من الواضح أننا قلقون بشأن ذلك”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي لاحق “مستوى قلقنا لم يتغير. لا يزال هذا الأمر يثير قلقنا”.

ضابط في الجيش الإسرائيلي في منزل في مدينة كريات شمونة بإسرائيل أصيب بصاروخ أطلق من لبنان قبل بضعة أسابيع، في 16 يونيو، 2024. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

وقد توسط هوكستين في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في أواخر عام 2022، بعد عامين من المحادثات، وهو ما فتح الطريق أمام البلدين لتطوير الغاز الطبيعي والموارد الأخرى في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، يعمل هوكستين على ترسيم الحدود البرية بين البلدين والتي يمكن أن تتكون من عدة مراحل، بدءا بعودة السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى ديارهم خلال وقف إطلاق نار أولي.

أعربت إسرائيل عن انفتاحها على حل دبلوماسي للصراع لكنها قالت إنها ستشن حربا شاملة ضد حزب الله لاستعادة الأمن في الشمال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

بعد أن تسببت الهجمات الصاروخية في حرائق هائلة في شمال البلاد، اغتالت إسرائيل الأسبوع الماضي القيادي في المنظمة طالب عبد الله، وهو أكبر مسؤول يُقتل في القتال. ورد حزب الله بهجمات صاروخية غير مسبوقة على شمال إسرائيل.

أصاب صاروخان أُطلقا من لبنان يوم السبت قاعدة مراقبة الحركة الجوية الحساسة للجيش الإسرائيلي في جبل ميرون. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم تقع إصابات و”لا ضرر بقدرات الوحدة” في الهجوم.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن باريس وواشنطن والقدس ستشكل مجموعة عمل ثلاثية لنزع فتيل التوترات، على الرغم من قيام غالانت يوم الجمعة باستبعاد مشاركة إسرائيل، في تصريحات أثارت خلافا علنيا مع وزارة الخارجية.

وتشن منظمة حزب الله هجمات شبه يومية على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود منذ الثامن من أكتوبر، وتقول إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، وسط الحرب التي بدأتها حركة حماس.

وأسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى 15 جنديا واحتياطيا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.

وأعلن حزب الله أسماء 343 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 63 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين.

طواقم الإطفاء تحاول إخماد حريق بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على مناطق مفتوحة بالقرب من مدينة صفد الشمالية، 12 يونيو، 2024. (Michael Giladi/Flash90)

استيطان “الجليل الشمالي”

وعقدت مجموعة من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين يوم الاثنين أيضًا مؤتمرًا عبر الإنترنت يدعو إلى احتلال مناطق في جنوب لبنان كحل للتوترات على الحدود الشمالية.

وتم بث المؤتمر مباشرة على موقع يوتيوب، مما سمح للمشاركين بالمشاهدة دون المشاركة بأي طريقة أخرى. وشاهد بضع مئات من الأشخاص المؤتمر وشارك حوالي 800 شخص في مجموعة واتساب استعدادًا للحدث، على الرغم من أن بعضهم كانوا صحفيون.

وكان أحد المتحدثين هو صهر نتنياهو المنفصل، حاجاي بن أرتسي.

وركز الجزء الأول من المؤتمر على الوضع الجيوسياسي في لبنان، مشيراً إلى أنه “دولة فاشلة” بسبب كثرة الجماعات الطائفية.

وأوضح ناشط آخر، هو البروفيسور يوئيل إليتسور الباحث في التوراة واللغة العبرية، أنه لا يوجد طريق آخر للانتصار في الحرب مع حزب الله سوى استيطان اليهود في “الجزء الشمالي من الجليل” – أي جنوب لبنان. وأشار إلى كتابات في التوراة كدليل على ضرورة مثل هذا الفعل.

حاجاي بن أرتسي يتحدث في مؤتمر لبنان الأول، الذي يدعو إلى الاستيطان في جنوب لبنان، 17 يونيو، 2024. (Screenshot: YouTube)

وقال “علينا أن نسأل أنفسنا ما هي الطريقة الصحيحة لمساعدة الله في تحقيق مقاصده”.

واقترح بن أرتسي، وهو محاضر في الفكر اليهودي والتوراة والتلمود، تغييرا في الطريقة التي يشير بها الإسرائيليون إلى المنطقة “يجب أن نتوقف عن استخدام مصطلح جنوب لبنان أو المنطقة الأمنية لأنه من الناحية الجغرافية، الجليل [في شمال إسرائيل] يمتد إلى نهر الليطاني. وهي كتلة جبلية واحدة لا يفصل بينها خط فاصل. إنها حدود مصطنعة، وليس لها أساس جغرافي طبيعي، والمصطلحات مهمة”.

كما أخبر بن أرتسي الجمهور كيف تمكن من إقناع صهره نتنياهو بمعارضة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 1999، خلال حملة انتخابية.

وتذكر بن أرتسي قائلاً “للأسف، خسر الانتخابات أمام إيهود باراك في ذلك الوقت”. وبعد ذلك بعام، أشرف باراك على الانسحاب من جنوب لبنان.

اقرأ المزيد عن