الجيش الإسرائيلي يفجر منزل أحد منفذي هجوم اطلاق النار الذي أسفر عن مقتل عائلة دي العام الماضي
بينما عملت القوات الإسرائيلية في المدينة الفلسطينية بالضفة الغربية، وصل يهود دون تنسيق مسبق مع الجيش في محاولة للوصول إلى قبر يوسف

خلال عملية ليلية للجيش تم تفجير منزل فلسطيني في نابلس متهم بقتل امرأة إسرائيلية-بريطانية وابنتيها في هجوم وقع العام الماضي.
وشاركت وسائل إعلام فلسطينية صورا ومقاطع فيديو صباح الإثنين للحظة تفجير منزل معاذ المصري في الطابق الرابع من مبنى سكني في المدينة الواقعة بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن قوات الجيش الإسرائيلي قامت بإخلاء حوالي 10 عائلات من الشقق القريبة من منزل المصري قبل زرع المتفجرات وتفجير الشقة.
ولم يعلق الجيش على الفور على التقارير بشأن عملية الهدم.
بحسب الجيش فإن المصري كان جزءا من خلية فتحت النار على لوسي دي (48 عاما) وابنتيها مايا ورينا دي (20 و- 15 عاما)، بينما استقلتا سيارتهن في شمال غور الأردن في 7 أبريل 2023. تم الإعلان عن وفاة الابنتين في موقع الهجوم في حين تم نقل لوسي إلى المستشفى وهي في حالة حرجة حيث توفيت متأثرة بجراحها بعد ثلاثة أيام.
وقُتل المصري وعضوان آخران في خيلته، هما حسن قطاني وإبراهيم جبر، في عملية عسكرية إسرائيلية في أوائل شهر مايو العام الماضي، في أعقاب مطاردة طويلة. وقالت حماس إن الثلاثة كانوا أعضاء في الحركة وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
تغطية صحفية: لحظة تفجير قوات الاحـــتلال منزل الشـــ ـــهيد معاذ المصري في نابلس pic.twitter.com/IBHVTbhBMA
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 4, 2024
حملت أفراد عائلات دي الجنسية الإسرائيلية-البريطانية وأقمن في مستوطنة افرات بالضفة الغربية، جنوب القدس مباشرة، بعد انتقالهن للعيش في إسرائيل قبل حوالي ثماني سنوات.
ونشر الجيش الإسرائيلي صور الجنود وهم يقومون بأخذ مقاسات منزل المصري في شهر يونيو من العام الماضي بعد أخذ قياسات منزل قطاني. في ذلك الوقت، قال الجيش أنه “تم أخذ القياسات بغرض دراسة إمكانية هدم المنزل”.
كما تم هدم منزل قطاني في أواخر أكتوبر.

تتبع إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات مميتة وكذلك شركائهم. وتُعتبر فعالية هذه السياسة موضع نقاش ساخن داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في حين أنها تلقى تنديدا من نشطاء حقوق انسان باعتبارها عقابا جماعيا غير عادل.
تستغرق عملية الهدم عموما عدة أشهر، حيث يتعين أخذ قياسات المنزل، وينبغي على المحكمة العليا النظر في الالتماسات المحتملة من قبل الأسرة، وغالبا ما تنتظر القوات الإسرائيلية الوقت الأمثل لدخول المدن أو الأحياء الفلسطينية لإجراء العملية.

وفي الوقت الذي عملت القوات الإسرائيلية لهدم منزل المصري في نابلس، دخلت 11 مركبة، من ضمنها عدة حافلات، تقل يهود إلى المدينة الفلسطينية لزيارة قبر يوسف دون تنسيق مسبق مع الجيش.
وأظهرت اللقطات، في وقت ما خلال الليل، خروج المصلين اليهود من المركبات للصلاة والغناء والرقص في وسط الشارع.
כ-10 רכבים, בהם מיניבוסים, של אזרחים ישראלים ניסו להיכנס הלילה למתחם קבר יוסף בשכם ללא אישור. צה"ל חילץ את כלל האזרחים מהמתחם – אין נפגעים@Doron_Kadosh pic.twitter.com/d69ioEjfrO
— גלצ (@GLZRadio) March 4, 2024
ولم يتضح ما إذا كانت المجموعة وصلت إلى الموقع قبل وصول الجيش الإسرائيلي إلى المكان لمرافقتها إلى خارج المدينة.
ولقد فتح مسلح فلسطيني واحد على الأقل النار على المركبات خلال مغادرتها نابلس ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
يقع قبر يوسف، الذي يعتقد البعض أنه ضريح يوسف التوراتي، داخل المنطقة A في الضفة الغربية، التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة، على الرغم من دخول الجيش الإسرائيلي بانتظام لتنفيذ عمليات أمنية.
اعتادت حافلات مليئة باليهود الأرثوذكس زيارة قبر يوسف تحت حماية الجيش الإسرائيلي بشكل شبه شهري، وكانت الزيارات تثير دائما اشتباكات عنيفة مع السكان المحليين الفلسطينيين. ومنذ 7 أكتوبر قام الجيش بتعليق الزيارات المنسقة.
يحظر الجيش على المواطنين الإسرائيليين دخول المدن الفلسطينية دون تصريح أو حماية مسبقين، وينتقد البعض الزيارات الشهرية التي يقوم بها اليهود الأرثوذكس باعتبارها استفزازا غير ضروري يضع الجهود الإسرائيليين في خطر.
وأكد الجيش صباح الإثنين إنه تم إبعاد المصلين اليهود من المدينة الفلسطينية دون وقوع إصابات وشدد على أن دخول المنطقة A دون تنسيق مسبق “محظور وخطر على الإسرائيليين”.
مقتل فتى فلسطيني خلال مواجهات وسط عملية للجيش الإسرائيلي قرب رام الله
بشكل منفصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة رام الله في الضفة الغربية خلال الليل، مما أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عاما في مخيم متاخم.
وقال الجيش أنه عمل في مخيم الأمعري لمدة ست ساعات، واعتقل فلسطينييّن مطلوبيّن، واستجوب مشتبهين آخرين، وصادر “مواد تحريضية لمنظمة حماس”.

وجاء في بيان للجيش انه “خلال العملية، حدثت اضطرابات عنيفة قام خلالها مشتبه بهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات التي ردت بإطلاق النار”، مضيفا أن أحدهم أصيب.
وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية إن مصطفى أبو شلبك (16 عاما) قُتل خلال الاشتباكات.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن المواجهات اندلعت عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية المخيم “واندلعت مواجهات أطلقت خلالها الرصاص الحي صوب الشبان”، مما أسفر عن إصابة أبو شلبك في الرقبة والصدر.
#صورة
الشهيد مصطفى أبو شلبك الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في محيط مخيم الأمعري.
الشهيد أبو شلبك من أهالي مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة". pic.twitter.com/JsoxGzNqgD— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) March 4, 2024
وأصيبت شرطية حرس حدود بجروح طفيفة خلال الاشتباكات، حسبما قال الجيش. وتم نقل الشرطية المصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما قال الجيش أنه اعتقل 11 فلسطينيا آخرين في مناطق أخرى بالضفة الغربية خلال الليل.
منذ 7 أكتوبر، اعتقلت القوات حوالي 3400 فلسطينيا في الضفة الغربية، من بينهم أكثر من 1500 ينتمون لحركة حماس، وفقا للجيش. بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، قُتل أكثر من 400 فلسطيني خلال تلك الفترة.
ساهمت في هذا التقرير وكالة رويترز