إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل اثنين من جنوده وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك في جنوب غزة

حوالي 800 ألف فلسطيني أخلوا رفح في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للحصول على موافقة الولايات المتحدة على الهجوم الموسع خلال زيارة لمستشار الأمن القومي الأمريكي

الرقيب نوعم بيطان (في الصورة من اليسار) والرقيب نحمان مئير حاييم فاكنين، من وحدة الاستطلاع التابعة للواء غفعاتي، اللذان  قُتلا خلال القتال في جنوب قطاع غزة في 18 مايو، 2024.  (Israel Defense Forces)
الرقيب نوعم بيطان (في الصورة من اليسار) والرقيب نحمان مئير حاييم فاكنين، من وحدة الاستطلاع التابعة للواء غفعاتي، اللذان قُتلا خلال القتال في جنوب قطاع غزة في 18 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد مقتل اثنين من جنوده خلال القتال في جنوب قطاع غزة في اليوم السابق، في الوقت الذي يتحرك فيه الجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته في القطاع الساحلي بينما أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ على جنوب إسرائيل.

الجنديان القتيلان هما الرقيب نحمان مئير حاييم فاكنين (20 عاما)، من إيلات والرقيب نوعم بيطان (20 عاما)، من يد رمبام.

وخدم الجنديان في وحدة الاستطلاع التابعة للواء “غفعاتي”.

وقُتل فاكنين وبيطان وأصيب جنديان آخران وضابط في وحدة الاستطلاع بلواء غفعاتي بجروح خطيرة جراء انفجار فتحة نفق مفخخة في منطقة رفح.

بمقتلهما يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية العملية البرية ضد حماس في غزة والعمليات على طول الحدود إلى 282.

في حادثة منفصلة، أصيب جندي احتياط من كتيبة الهندسة القتالية 5832 بجروح خطيرة في رفح بعد إصابة جرافته المدرعة من طراز D9 بقذيفة “آر بي جي”.

قوات من اللواء 460 مدرع تعمل على مشارف جباليا شمال غزة، في صورة تم نشرها في 18 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

ويأتي مقتل الجنديين في خضم معارك عنيفة في أرجاء غزة. صباح السبت، أعلن الجيش أن سلاح الجو قصف أكثر من 70 هدفا عبر القطاع خلال اليوم الأخير، في حين عملت القوات البرية في رفح وجباليا في الشمال وفي محور نتساريم.

بحسب الجيش الإسرائيلي، شملت الأهداف مستودعات أسلحة، وبنى تحتية، ومبان تابعة للفصائل المسلحة، بالإضافة إلى مسلحين.

وقتلت إحدى الغارات الجوية في رفح ناشطا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والذي قال الجيش أنه رئيس الخدمات اللوجستية للحركة في المدينة الواقعة جنوب غزة. وقال الجيش: “كجزء من دوره، كان مسؤولا عن إعداد العدو لمناورة الجيش الإسرائيلي في رفح”.

وفي شرق رفح، قال الجيش إن قوات من لواء غفعاتي رصدت وقتلت مسلحا حمل “آر بي جي” في مبنى قريب منها. وأضاف الجيش أن قوات غفعاتي داهمت عدة مواقع في المنطقة، وعثرت على أسلحة.

في شرق رفح أيضا، عثرت قوات خاصة من وحدة “إيغوز” على قاذفة صواريخ في مبنى استخدمته الفصائل المسلحة، وفقا للجيش.

وقالت الأمم المتحدة مساء السبت إن حوالي 800 ألف شخص قاموا بإخلاء رفح منذ 6 مايو، عندما أمر الجيش الإسرائيلي في البداية حوالي 100 ألف مدني بمغادرة المنطقة قبل “عملية محدودة النطاق”.

وتشير التقديرات إلى أن عدد سكان هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، والتي بلغ عدد سكانها مرة حوالي 280 ألف نسمة، قد تضخم إلى أكثر من 1.5 مليون نسمة خلال فترة الحرب المستمرة، مع فرار المدنيين من مختلف أنحاء قطاع غزة جنوبا هربا من القتال بين إسرائيل وحماس.

عائلة فلسطينية نازحة تصل إلى مخيم مؤقت في رفح في 17 مايو، 2024، وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. (AFP)

وتقول إسرائيل إن رفح، حيث تنتشر أربع من كتائب حماس الستة المتبقية، لا تزال معقلا رئيسيا للحركة. وتعتقد أيضا أن العديد من الرهائن الـ 124 المتبقين الذين تم احتجازهم خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، محتجزون في رفح.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على منصة “اكس”، “مرة أخرى، ما يقرب من نصف سكان رفح موجودون على الطريق، بعد أن أجبروا على الفرار منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية العملية العسكرية في المنطقة في 6 مايو”.

وتابع “منذ بدء الحرب في غزة، اضطر الفلسطينيون إلى الفرار عدة مرات بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا”، منددا بالأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني ومضيفا “عندما يتحرك الناس، يصبحون مكشوفين، دون ممر آمن أو حماية.

“في كل مرة، يضطرون إلى ترك متاعهم القليلة وراءهم: الفرش والخيام وأدوات الطبخ واللوازم الأساسية التي لا يستطيعون حملها أو دفع ثمن نقلها. في كل مرة، عليهم أن يبدأوا من الصفر، ومن جديد”.

وقال لازاريني إن المناطق الآمنة المحددة التي طُلب من المدنيين الانتقال إليها “لا تحتوي على إمدادات مياه آمنة أو مرافق صرف صحي”، مطالبا “بالمرور السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين، أينما كانوا”.

وظل معبر رفح مع مصر، والذي يعد قناة رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، مغلقا منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزاوي من المعبر في 7 مايو، حيث تصر مصر على أنها لن تسمح باستئناف عمليات التسليم حتى تعود السيطرة على المعبر إلى الفلسطينيين.

فلسطينيون يحملون صناديق المساعدات الإنسانية بعد الاحتشاد حول الشاحنات التي تنقل المساعدات الدولية من الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة بالقرب من النصيرات في وسط قطاع غزة في 18 مايو 2024، وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. (AFP)

بحسب تقارير إعلامية عبرية، سيحاول المسؤولون الإسرائيليون إقناع الولايات المتحدة بإعطاء الضوء الأخضر لعملية موسعة في رفح عندما يصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل في وقت لاحق يوم الأحد، بعد زيارة للمملكة العربية السعودية.

وبحسب ما ورد، ستقدم إسرائيل نتائج إجلاء مئات الآلاف من المدنيين من رفح لتقول إن عملية واسعة النطاق ضد كتائب حماس هناك لن تسبب ضررا كبيرا للسكان.

وقالت واشنطن الأسبوع الماضي إنها تلقت تأكيدات من إسرائيل بأنها لن توسع عمليتها قبل وصول سوليفان.

في هذه الأثناء في جباليا شمال القطاع، قال الجيش الإسرائيلي، إن كتيبة المظليين قتلت عددا من المسلحين خلال عدة اشتباكات؛ وعثر اللواء المدرع السابع على قاذفة صواريخ معدة للاستخدام وقتل عدة مسلحين آخرين في المعارك. وحدد اللواء 460 مدرع عددا من فتحات الأنفاق وقتل مسلحا حمل قذائف “آر بي جي”.

وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إن قوات اللواء 460 مدرع العاملة في ضواحي جباليا عثرت على موقع لتصنيع الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى ودمرته، إلى جانب معدات عسكرية أخرى.

تظهر هذه الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 18 مايو، 2024، معدات وصواريخ بعيدة المدى تم العثور عليها في مصنع لتصنيع الأسلحة على مشارف جباليا شمال غزة. (Israel Defense Forces)

بحسب الجيش، قتل المظليون العشرات من المسلحين خلال اشتباكات عنيفة في “قلب جباليا”، في أحياء لم ينشط فيها الجيش من قبل، وأظهرت لقطات طائرة مسيرة جنودا يقتلون مسلحين اثنين على سطح منزل هناك.

تحذير: محتوى يضم مشاهد عنيفة

ودعا الجيش الإسرائيلي مساء السبت الفلسطينيين في أحياء إضافية في شمال غزة إلى إخلاء المنطقة، في الوقت الذي واصل فيه عمليته ضد حماس في جباليا، والتي وصفها الضباط بأنها من أعنف المعارك في الحرب.

ونشر الجيش لأول مرة تحذيرا بإخلاء جباليا في نهاية الأسبوع الماضي وقام منذ ذلك الحين بتوسيع منطقة الإخلاء مرتين. وشمل الإعلان الأخير منطقتي العطاطرة والكرامة بالساحل.

وأوعز الجيش للمواطنين الفلسطينيين بالانتقال إلى مراكز الإيواء غرب مدينة غزة.

في وسط القطاع، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن نحو 20 شخصا قُتلوا في قصف لمخيم النصيرات.

وقال مستشفى شهداء الأقصى في بيان: “استقبلنا 20 شهيدا وعدد من الجرحى بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلا لعائلة حسن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة”.

وقال شهود عيان إن الهجوم وقع حوالي الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من التقرير.

في منطقة محور نتساريم، واصلت الفرقة 99 قتال المسلحين، بما في ذلك عن طريق استدعاء الغارات الجوية، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.

وأضاف الجيش أنه في إحدى الحوادث في وسط غزة، رصدت قوات من وحدة جمع المعلومات القتالية 414 خلية أطلقت قذائف آر بي جي على القوات وقامت بتوجيه طائرة مسيرة لضرب وقتل المسلحين.

وفي بيان لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن اللواء 401 مدرع التابع للفرقة 162 داهم مواقع في رفح، حيث فتح مسلحون من حماس النار. وقتلت قوات الدبابات أكثر من 50 مسلحا في المنطقة، ودمرت حوالي 100 موقع، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ، وفقا للجيش الإسرائيلي، الذي أضاف أن القوات عثرت أيضا على أكثر من 10 فتحات للأنفاق.

قوات إسرائيلية تعمل في قطاع غزة في صورة غير مؤرخة تم نشرها في 19 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش إن لواء المشاة “غفعاتي”، الذي يعمل في المنطقة ذاتها، قتل أكثر من 80 مسلحا. كما عثرت قوات غفعاتي أيضا على شبكات أنفاق شرق رفح.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء السبت بأنه تم اكتشاف أكثر من 50 نفقا استُخدمت لتهريب الأسلحة وإمدادات أخرى. من مصر إلى الفصائل المسلحة في غزة في رفح.

في ديسمبر، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستحتاج إلى السيطرة على ما يسمى بمحور فيلادلفيا، الذي يمتد لمسافة 14 كيلومترا على طول الحدود بين غزة ومصر، من أجل ضمان أن تظل غزة منزوعة السلاح، ولمنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى داخل القطاع الساحلي.

ونفت مصر تهريب الأسلحة إلى غزة عبر الأنفاق، وأصرت على أن الإجراءات التي اتخذتها في السنوات الأخيرة – بما في ذلك بناء جدار حدودي خرساني يمتد ستة أمتار تحت الأرض وتعلوه أسلاك شائكة – قد وضعت حدا لقضية التهريب التي طال أمدها.

ووفقا لمسؤولين مصريين، تم تدمير أكثر من 1500 نفق تهريب خلال العقد الماضي.

وسط القتال العنيف في جميع أنحاء القطاع، قال الجيش الإسرائيلي صباح الأحد إن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت صاروخا تم إطلاقه من الجزء الشمالي من الجيب باتجاه مدينة سديروت الجنوبية – وهو الأحدث في سلسلة من الهجمات الصاروخية على المدينة خلال الاسبوع الماضي.

يوم السبت، أطلق مسلحون في غزة وابلا من حوالي 10 صواريخ من شمال القطاع على مدينة أشكلون، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش أنه تم اعتراض خمسة صواريخ بينما أصابت الصواريخ الأخرى مناطق مفتوحة.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

وتعرضت مدينة أشكلون أيضا يوم السبت لهجوم بصاروخ أطلق من وسط غزة، وقال الجيش إنه سقط في البحر بالقرب من المنطقة، دون أن يتسبب في أضرار أو إصابات. ودوت صفارات الإنذار في المدينة الساحلية الجنوبية.

اندلعت الحرب في غزة مع هجمات حماس في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين البلدات الجنوبية لإسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، واحتجزوا 252 آخرين كرهائن.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، إلا أنه تم التعرف على حوالي 24 ألف قتيل فقط في المستشفيات.

وتشمل هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

وقُتل 282 جنديا إسرائيليا خلال العملية البرية ضد حماس ووسط عمليات على طول حدود غزة. كما قُتل مقاول مدني في وزارة الدفاع في القطاع.

ساهمت في هذا التقرير وكالات

اقرأ المزيد عن