إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 موقعا لحزب الله في بيروت وأهدافا فلسطينية في دمشق

الهجوم في سوريا أسفر عن مقتل 15 شخصا؛ الجيش يصدر أوامر إخلاء للسكان في الأجزاء المستهدفة في العاصمة اللبنانية؛ تدمير أكثر من 140 منصة إطلاق صواريخ في الأسبوع الأخير

قصفت طائرات حربية إسرائيلية الخميس مواقع لحزب الله في بيروت بعد أن أصدر الجيش تحذيرات للسكان في المناطق المستهدفة بإخلاء منازلهم، قائلا إنها تقع بالقرب من أصول تابعة للجماعة المسلحة. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام لبنانية إحدى الضربات في محيط مطار بيروت الدولي، حيث شوهدت طائرة ركاب تسير في الخلفية.

كما قصفت الطائرات مواقع في دمشق تابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية.

وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية في سوريا، وقال إن الغارات استهدفت عددا من المباني ومراكز القيادة التابعة للجهاد الإسلامي. وقالة الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية إن الغارات أسفرت عن مقتل 15 شخصا وإصابة 16 آخرين.

واستهدفت الغارات مبنيين سكنيين في منطقة المزة في العاصمة دمشق ومدينة قدسيا القريبة، بحسب سانا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات شكلت “ضربة قوية” للحركة التي تتخذ من قطاع غزة مقرا لها وناشطيها.

ونادرا ما تعلق إسرائيل على غارات معينة في سوريا، حيث يوجد هناك وجود لحزب الله، والتي يستخدمها لتهريب الأسلحة إلى لبنان. كما تعمل هناك جماعات مسلحة أخرى مدعومة من إيران وتقوم بمهاجمة إسرائيل.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي نفذت هجوم السابع من أكتوبر مع حركة حماس، وشارك عناصرها في إطلاق هجمات على إسرائيل من لبنان، إلى جانب حزب الله.

في لبنان، قال الجيش الإسرائيلي أنه تم في ساعات الليل والصباح تنفيذ غارات استهدفت مراكز قيادة ومستودعات أسلحة وبنى تحتية أخرى لحزب الله.

وقال إن تم استهداف أكثر من 30 موقعا لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الأخيرين.

بحسب الجيش فإن المواقع تمركزت “في قلب السكان المدنيين”، مستهدفا الجماعة اللبنانية باستخدام الأبرياء كدروع بشرية.

كما أصدر الجيش أوامر إخلاء للمدنيين اللبنانيين في محيط مبنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر الخميس، قبل غارات جوية ضد أصول حزب الله. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، خرائط إلى جانب الإعلان، الذي دعا المدنيين إلى الابتعاد عن المواقع مسافة 500 متر على الأقل.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أنه خلال الأسبوع الأخير، دمرت الغارات الجوية أكثر من 140 منصة إطلاق صواريخ لحزب الله.

من بين منصات إطلاق الصواريخ التي تم استهدافها كان هناك بعض المنصات التي استُخدمت في إطلاق صليات صاروخية على شمال ووسط إسرائيل يوم الأربعاء.

وقُتل خمسة أشخاص في الضربات على بلدتي البازورية والجميجمة، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية.

على الأرض في جنوب لبنان، قال الجيش إن قوات كوماندوز تابعة له عثرت في جنوب لبنان على راجمة صواريخ لحزب الله. وكان لواء الكوماندوز، الذي يعمل تحت قيادة الفرقة 91، يعمل في الأيام الأخيرة في عدة “أهداف جديدة” في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الكوماندوز عثرت على ودمرت منصة إطلاق صواريخ تحتوي على 32 فوهة موجهة نحو إسرائيل، بالإضافة إلى أسلحة أخرى. وقالت أيضا إن غارة جوية قتلت اثنين من كبار القادة في وحدة “الرضوان” التابعة لحزب الله، اللذين كانا مسؤولين عن الوحدات والعمليات المضادة للدبابات في المنطقة الساحلية.

قوات من لواء الكوماندوز التابع للجيش الإسرائيلي تعثر على راجمة صواريخ في جنوب لبنان، في صورة تم نشرها في 14 نوفمبر، 2024. (Israel Defense Forces)

بشكل منفصل، قال الجيش إن 200 من عناصر حزب الله قُتلوا في الأسبوع الأخير خلال القتال في جنوب لبنان وفي غارات جوية.

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات لبعض الضربات.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن قوات من اللواء 188 العاملة في جنوب لبنان عثرت على مستودعات أسلحة كبيرة تابعة لوحدة الرضوان.

ومن بين الأسلحة التي تم اكتشافها أسلحة مضادة للدبابات وبنادق قنص ومنصات إطلاق صواريخ معدة لإطلاق النار على البلدات في شمال إسرائيل. تم تدمير جميع الأسلحة.

أسلحة حزب الله التي عثرت عليها القوات الإسرائيلية العاملة في جنوب لبنان في صورة غير مؤرخة تم نشرها في 14 نوفمبر، 2024. (Israel Defense Forces)

تم إطلاق وابل من خمسة صواريخ من لبنان على حيفا بعد ظهر الخميس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض معظم القذائف، بينما أصابت البقية مناطق مفتوحة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.

في الليلة السابقة، قال الجيش الإسرائيلي أنه أسقط مسيرة “من الشرق”، عادة في إشارة إلى العراق، بينما كانت متوجهة إلى إسرائيل، بعد ساعات من إسقاط مسيرة فوق الأجواء السورية.

صاروخ اعتراضي من بطارية “القبة الحديدية” يستهدف صاروخا من لبنان، كما يظهر من مدينة صفد الشمالية، 13 نوفمبر، 2024. (David Cohen/Flash90)

في الحادثتين، أكد الجيش على أن المسيرتين لم تدخلا قط المجال الجوي الإسرائيلي وتم اعتراضهما فوق سوريا.

وأفادت القناة 12 يوم الخميس بأن الرد من بيروت على اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان من الولايات المتحدة قد يأتي خلال الساعات الـ 24 القادمة.

وتواجد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في واشنطن هذا الأسبوع للاجتماع مع مسؤولين في إدارة بايدن بشأن اللمسات الأخيرة على الاقتراح، بما في ذلك الضمانات المكتوبة بأن إسرائيل تتمتع بحرية العمل ضد تهديدات حزب الله في لبنان.

وسط قتال عنيف، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الأربعاء أن إسرائيل تمضي قدما في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار هناك، لتقديمها كـ”هدية” في السياسة الخارجية لإدارة ترامب القادمة.

وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه “هناك فهم بأن إسرائيل ستقدم هدية لترامب… وأنه في يناير سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان”.

وقال المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، علي حسن خليل، يوم الأربعاء، إن المفاوضين اللبنانيين توصلوا إلى تفاهم مبدئي مع المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين حول إطار عمل لوقف إطلاق النار.

في مقابلة مع قناة “الجزيرة” مساء الأربعاء، قال خليل إنه تم نقل هذا الاقتراح إلى الجانب الإسرائيلي عبر هوكستين، رغم أن لبنان لم يتلق حتى الآن أي رد أو أي تعديلات مقترحة من إسرائيل.

وقال إن أي اتفاق محتمل يجب أن يرتكز بقوة على قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي تم تبنيه في عام 2006، لمساعدة الجيش اللبناني على الحفاظ على منطقة حدوده الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو الأفراد المسلحين باستثناء تلك التابعة للدولة اللبنانية.

أرشيف: المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين يلتقي برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني المؤقت في بيروت، 21 أكتوبر، 2024. (ANWAR AMRO / AFP)

وقال خليل إن لبنان ليس لديه اعتراض على مشاركة الولايات المتحدة أو فرنسا في مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.

ولقد تعهدت إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود واستعادة الأمن في بلداتها القريبة من الحدود بعد أكثر من عام من إطلاق الصواريخ والمسيرات من قبل الجماعة المدعومة من إيران والتي أجبرت على إجلاء حوالي 60 ألف من سكان شمال البلاد.

في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إن إسرائيل أقرب إلى التوصل إلى اتفاق بشأن القتال مع حزب الله مما كانت عليه منذ بداية الحرب، لكن يجب أن تحتفظ بحرية التصرف داخل لبنان في حالة انتهاك أي اتفاق.

وقال في مقابلة مع وكالة “رويترز” يوم الخميس إن إحدى النقاط الشائكة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي ضمان احتفاظها بحرية تنفيذ العمليات في حالة عودة حزب الله إلى المناطق الحدودية حيث يمكن أن يشكل تهديدا للبلدات الإسرائيلية.

وقال كوهين: “سنكون أقل تسامحا مما كنا عليه في الماضي بشأن محاولات إنشاء معاقل في الأراضي القريبة من إسرائيل”.

اقرأ المزيد عن