إسرائيل في حالة حرب - اليوم 396

بحث

الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل قائد ميداني في حزب الله؛ وإصابة 4 إسرائيليين بصاروخ أطلق من لبنان

وزراء الاتحاد الأوروبي يقولون إنهم يؤيدون توسيع قواعد الاشتباك لقوات اليونيفيل، لكن على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من لبنان أولا

سيارات إنقاذ الدفاع المدني تصل إلى موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية قانا في جنوب لبنان في 16 أكتوبر 2024. (Bilal KASHMAR / AFP)
سيارات إنقاذ الدفاع المدني تصل إلى موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية قانا في جنوب لبنان في 16 أكتوبر 2024. (Bilal KASHMAR / AFP)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه قتل قائدا ميدانيا في حزب الله في جنوب لبنان، مع استمرار الحزب في إطلاق الصواريخ، أدى أحدها إلى إصابة أربعة أشخاص في شمال إسرائيل.

أصيب أربعة إسرائيليين بجروح طفيفة بشظايا إثر إطلاق صاروخ من لبنان باتجاه الجليل، بحسب ما أعلنت نجمة داوود الحمراء.

وأفاد موقع “واينت” بأن منزلا في بلدة مجد الكروم العربية بالقرب من كرميئيل تعرض لإصابة مباشرة ابصاروخ.

وقال الجيش الإسرائيلي أن نحو 30 صاروخا أطلقت من لبنان، وأنه تم اعتراض معظمها، وبعضها سقط في مواقع في الجليل.

وتلقى ثلاثة رجال وامرأة في الخمسينيات من عمرها العلاج في مركز الجليل الطبي في نهاريا، بحسب نجمة داود الحمراء.

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد ميداني لمنطقة كفر قانا في حزب الله جلال مصطفى الحريري في غارة جوية على جنوب لبنان.

وكان الحريري مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ أنشطة ضد إسرائيل، وقتل إلى جانب القادة المسؤولين عن قصف بالمدفعية والصواريخ المضادة للدروع في المنطقة، وفقا للجيش.

في غضون ذلك، قال حزب الله إن عناصره في جنوب لبنان يخوضون اشتباكات مع قوات إسرائيلية “من المسافة صفر” في محيط قرية القوزح، فيما واصل الجيش الإسرائيلي غاراته ضد مواقع لحزب الله في جنوب لبنان.

وقال الجيش يوم الأربعاء إن القوات قتلت العشرات من عناصر حزب الله في المنطقة، واكتشفت مستودعين في مناطق مدنية مليئين بالأسلحة، بما في ذلك القذائف وقذائف الهاون وصواريخ كورنيت والصواريخ الموجهة المضادة للدروع.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية كشفت عن أربعة مداخل لأنفاق تخفي أسلحة واستخدمها العناصر كملاجئ.

وقال الجيش إن مسلحين أطلقوا خلال العمليات صاروخا مضادا للدروع على القوات ثم لاذوا بالفرار. وقامت القوات الجوية على الفور بشن غارة ضدهم.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته دمرت مقر قوة الرضوان النخبة في جنوب لبنان.

ويقول الجيش إن عملياته استهدفت مواقع لحزب الله، لكن قربها من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) وعناصر الجيش اللبناني أدى إلى عدة ضربات عرضية على القوتين.

وفي أحدث حادثة، أفادت اليونيفيل أن القوات في موقع بالقرب من قرية كفركلا في جنوب لبنان رصدت دبابة ميركافا إسرائيلية تطلق النار على برج المراقبة في موقعهم صباح الأربعاء.

وقالت اليونيفيل في بيانها إن القصف دمر كاميرات مراقبة وأحدثت أضرار في البرج.

وأضاف البيان “مرة أخرى نشهد إطلاق نار مباشر ومتعمد على ما يبدو على موقع لليونيفيل”.

وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إن “مواقع البنية التحتية وقوات اليونيفيل ليست هدفا”.

وأصدر 16 وزير دفاع في الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا يوم الأربعاء أعربوا فيه عن “رغبتهم المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على المستويين السياسي والدبلوماسي على إسرائيل” لتجنب وقوع “حوادث” إضافية ضد قوات حفظ السلام في لبنان.

وأضاف البيان أن إيطاليا وفرنسا نظمتا مؤتمرا عبر الفيديو ضم 16 دولة من الاتحاد الأوروبي تشارك في قوات اليونيفيل، حيث أدان الوزراء “بشدة” الهجمات التي ألقت البعثة مسؤوليتها على إسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو لقناة “راي” التلفزيونية أنه يمكن تغيير قواعد اشتباك اليونيفيل أو زيادة أعداد القوات إذا أوقفت إسرائيل عملياتها.

وأضاف: “الرسالة التي نريد أن نرسلها إلى إسرائيل هي أنه إذا أوقفت جيشك فإن الأمم المتحدة تستطيع أيضا أن تغير نهجها في ذلك الجزء من لبنان، حتى نتمكن من التحقيق بشكل سلمي ما تحاولون الآن تحقيقه من خلال مهاجمة قواعد حزب الله عسكريا”.

رجل مصاب يشير إلى صور أشخاص قتلوا قبل يومين في غارة إسرائيلية على قرية أيطو في قضاء زغرتا، في 16 أكتوبر 2024. (FATHI AL MASRI / AFP)

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن أنشطة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، بالقرب من الحدود، لها “أهمية كبيرة” وأن القوة يمكن أن تلعب دورا حيويا عندما تنتهي الحرب مع حزب الله.

وقال كاتس في بيان نشر على موقع (إكس) إن “إسرائيل تولي أهمية كبيرة لأنشطة اليونيفيل وليس لديها أي نية لإلحاق الضرر بالمنظمة أو أفرادها”، وأضاف “تنظر إسرائيل إلى اليونيفيل على أنها تلعب دورا مهما في ’اليوم التالي’ بعد الحرب ضد حزب الله”.

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضب الحلفاء الأوروبيين في الأيام الأخيرة بإصراره على ضرورة مغادرة قوات اليونيفيل مواقعها في جنوب لبنان لتجنب الوقوع في مرمى نيران الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء إن أي مفاوضات لإنهاء القتال في لبنان يجب أن تجري “تحت النار”.

وقال غالانت خلال اجتماع مع قادة الفرقة 146 الاحتياطية بالقرب من الحدود الشمالية، إن القبض على عناصر حزب الله في جنوب لبنان مؤخرًا يثبت “نجاح جيش الدفاع الإسرائيلي ومأزق حزب الله”، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع.

“إننا نتعلم أشياء من خلال الاستجواب لم نكن لنتعلمها بأي طريقة أخرى، وستكون مفيدة لنا قريبا”، وأضاف أن العملية البرية الجارية ستسمح للسكان الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت الأربعاء إن معاناة المدنيين وصلت إلى مستوى غير مسبوق بعد الضربة الإسرائيلية على النبطية.

رجال يحفرون قبور لأشخاص قتلوا قبل يومين في غارة إسرائيلية على قرية أيطو في قضاء زغرتا، في 16 أكتوبر 2024. (FATHI AL MASRI / AFP)

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن خطر انتشار وباء الكوليرا في لبنان “مرتفع للغاية” بعد اكتشاف حالة إصابة بالإسهال الحاد والمميت المحتمل في البلد الذي مزقته الصراعات.

وسلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على خطر انتشار الكوليرا بين مئات الآلاف من النازحين منذ تصعيد إسرائيل لحملتها الجوية ضد حزب الله وشن هجوم بري يهدف إلى دفع الحركة بعيدا عن حدودها الشمالية مع لبنان.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر في مؤتمر صحفي: “في حال وصلت فاشية الكوليرا إلى النازحين الجدد، قد يكون انتشارها سريعاً”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية أنه تم تأكيد حالة إصابة بالكوليرا لدى مواطن لبناني وصل إلى المستشفى يوم الاثنين وهو يعاني من الإسهال والجفاف.

وقالت الوزارة إن المريض من بلدة عمونية في شمال لبنان، ولم يسافر خارج البلاد.

شهد لبنان أول تفشي للكوليرا منذ 30 سنة بين عامي 2022 و2023، وخاصة في شمال البلاد.

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية طيردبا في 16 أكتوبر 2024. (Kawnat HAJU / AFP)

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أكدت إسرائيل شن غارات على بيروت خلال الليل، بعد أيام عدة دون استهداف العاصمة اللبنانية في ظل مخاوف واشنطن من حدة حملة القصف في الأسابيع الأخيرة.

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن طائرات إسرائيلية نفذت غارتين على الأقل في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، بعد نحو خمس ساعات من إطلاق حزب الله صواريخ على مدينة صفد في شمال إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، وبتوجيه من عناصر الاستخبارات، قصفت مخبأ للأسلحة تحت الأرض تابع لحزب الله.

وقال الجيش أنه اتخذ خطوات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين قبل الضربة، بما في ذلك إصدار أمر إخلاء للمنطقة.

وأضاف أن طائراته ضربت أيضا عشرات الأهداف لحزب الله، بما في ذلك مخازن أسلحة ومراكز قيادة، في محيط النبطية بجنوب لبنان، التي يسيطر عليها حزب الله وحليفته حركة أمل.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربة أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 52 آخرين، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين.

كما قالت مصادر أمنية لبنانية أن رئيس بلدية النبطية كان من بين القتلى في الغارة.

منظومة دفاع جوي تعترض صواريخ أطلقت من لبنان، بالقرب من مدينة صفد الشمالية، في وقت مبكر من يوم 16 أكتوبر 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

وجاء التصعيد بعد أن أضافت إسرائيل إلى أهدافها الرسمية للحرب عودة نحو 60 ألف إسرائيلي نازح من سكان الشمال. وخشية من تنفيذ حزب الله هجوما في الشمال، أخلت إسرائيل السكان بعد وقت قصير من اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.

وبعد يوم واحد، بدأت قوات بقيادة حزب الله بمهاجمة بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي دعما لغزة في الحرب ضد حركة حماس.

وقد أدت الهجمات على شمال إسرائيل خلال العام الماضي إلى مقتل 28 مدنيا، إضافة إلى 38 جنديا إسرائيليا لقوا مصرعهم في الهجمات والعمليات البرية التي تلتها في لبنان.

وقالت الحكومة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 2300 شخص في لبنان خلال العام الماضي، وخاصة في الأسابيع القليلة الماضية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه الحصيلة تشمل ما لا يقل عن 960 من عناصر حزب الله.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن