الجيش الإسرائيلي يعلن عن التحقيق في الإخفاقات في الفترة التي سبقت 7 أكتوبر ويثير غضب الوزراء
أعضاء الحكومة اليمينية يهاجمون الفريق، الذي من المقرر أن يضم وزير الدفاع في فترة فك الارتباط عن غزة، شاؤول موفاز، وينتقدون توقيت التحقيق بينما لا يزال القتال ضد حماس مستمرا
قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي بتشكيل فريق من المسؤولين العسكريين السابقين للتحقيق في إخفاقات الجيش التي سبقت مجزرة 7 أكتوبر التي ارتكبتها حركة حماس، مثيرا انتقادات غاضبة من وزراء اليمين.
جاء القرار بعد 90 يوما من إطلاق حماس لهجومها الدامي على جنوب إسرائيل.
وسيكون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية أهارون زئيفي-فركش، وقائد القيادة الجنوبية الأسبق سامي ترجمان، وقائد إدارة العمليات الأسبق يوآف هار-ايفن من بين أعضاء فريق التحقيق.
وسيحقق الفريق في تصرفات الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر والفترة التي سبقت هجوم حماس. التحقيق يهدف إلى استخلاص الاستنتاجات العملياتية للجيش، ولن ينظر في سياسات القيادة السياسية.
ردا على ردود الفعل الغاضبة من وزراء الحكومة، وضح هليفي يوم الجمعة ان التحقيق سيتعامل مع حالة جاهزية الجيش الإسرائيلي فقط.
بحسب موقع “واينت”، أبلغ هليفي مسؤولي الدفاع أنه سيتم إجراء “تحقيق مهني من قبل مراقبة خارجية لفحص سلوك الجيش في الحرب لتحسين أدائه في المستقبل” وأعاد التأكيد على أن الفريق لن يحقق في أي جانب من جوانب الرد الإسرائيلي على المستوى الوطني والسياسي.
في السابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في هجوم 7 أكتوبر “عندما تكون لدينا الإمكانية العملياتية”.
ووضح الجيش أنه لم يبدأ بعد التحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم الصادم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا أكثر من 240 آخرين، لكنه أكد أن “إجراءات التحقيق قيد الصياغة”.
في بيان مقتضب، قال الجيش الإسرائيلي إن هيئة الأركان العامة تختار رؤساء فرق مختلفة للتحقيق في الأحداث المحيطة بالهجوم. وأضاف بيان الجيش الإسرائيلي: “عندما يتم الانتهاء من الأمور، سيتم الإعلان عنها للجمهور”.
وبموجب التحقيق المزمع، سيحقق موفاز مع هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وسيقوم زئيفي-فركش بالتحقيق في معلومات استخبارات الجيش الإسرائيلي، وسيقوم ترجمان بالتحقيق في الدفاعات الفاشلة على حدود غزة، وسيقوم هار-إيفن بالتحقيق في الجوانب العملياتية العامة ليوم 7 أكتوبر.
وجاء القرار في الوقت الذي انتهى فيه اجتماع لكبار الوزراء مساء الخميس، كان يهدف إلى مناقشة التخطيط لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب ضد حماس، بخلاف حاد وغاضب بين الوزراء وضباط الجيش، حيث انتقد المشرعون اليمينيون خطط الجيش الإسرائيلي للتحقيق في أخطائه.
وشهد الصدام قيام السياسيين من اليمين، بما في ذلك من حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “الليكود”، بتوجيه أسهم انتقاداتهم لهليفي بسبب توقيت التحقيق وضم موفاز، وهو سياسي سابق، إلى الفريق.
وقد أدى الخلاف إلى ظهور التوترات القائمة منذ فترة طويلة بين الجيش وبعض أعضاء ائتلاف اليمين المتشدد بشأن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين على السطح، مما كشف عن تصدعات في الجبهة الموحدة إلى حد كبير التي قدمتها الحكومة منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أشهر.
ويأتي أيضا في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة لإجراء محادثات مرتقبة حول خطط إنهاء القتال وتسليم السيطرة المدنية في غزة.
وبحسب التقارير، واجهت وزيرة المواصلات ميري ريغيف هليفي خلال الجلسة بشأن التحقيق، وانضم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم إلى المواجهة، حيث طالبوا بمعرفة سبب قرار الجيش فتح تحقيق بينما لا يزال القتال جاريا في غزة.
وفيما يتعلق بإدراج موفاز، أفادت تقارير أن الوزراء أعربوا عن غضبهم بسبب مشاركته في الانسحاب من غزة عام 2005. ويأمل البعض في اليمين المتطرف أن يتم إلغاء فك الارتباط عن القطاع في أعقاب الحرب ضد حماس، وإعادة بناء المستوطنات هناك.
يوم الجمعة، دافع سموتريتش، الذي يترأس حزب “الصهيونية المتدينة”، عن الهجمات على هليفي خلال جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر في الليلة السابقة، وكتب على منصة “إكس”، تويتر سابقا، أن السياسيين الذين يشككون أو ينتقدون المسؤولين العسكريين لا يعني أنهم لا يقدمون الدعم الكامل للجيش في ظل الحرب ضد حماس في غزة.
وكتب “من الجائز بل ومن المرغوب طرح الأسئلة على الجيش وانتقاده أيضا”. وأضاف أن “محاولات منع ذلك غير ديمقراطية وخطيرة للغاية. هذا هو الدرس الأول من التحقيق الأولي في [اعتداءات] 7 أكتوبر”.