الجيش الإسرائيلي يعلن أنه ضرب مركز قيادة لحماس داخل مستشفى في مدينة غزة
إغلاق المستشفى الأهلي، بحسب حماس؛ لم ترد أنباء عن سقوط إصابات بعد أن أصدرت إسرائيل تحذيرا مسبقا؛ مقتل 21 شخصا على الأقل في ضربات أخرى، بما في ذلك على موقع تابع لحماس في دير البلح

شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مستشفى في مدينة غزة فجر الأحد، بعد أن طلب من الموظفين والمرضى إخلاء المستشفى قبل الهجوم الليلي، وهي واحدة من سلسلة من الغارات التي قالت إسرائيل إنها استهدفت مراكز عمليات حماس.
ووفقا للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، استهدفت الغارة مركز قيادة تابع لحماس داخل المستشفى الأهلي المعمداني.
ولم ترد أنباء عن سقوط إصابات في الغارة على المستشفى، حيث أصدرت إسرائيل تحذيرا بإخلاء المنشأة قبل الهجوم.
كما تم استهداف مركز قيادة آخر لحماس في دير البلح وسط قطاع غزة ظهر يوم الأحد، حيث كان العديد من عناصر حماس في المنشأة، حسبما قال الجيش الإسرائيلي والشاباك.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الضربة أصابت مبنى بلدية دير البلح وأن ثلاثة أشخاص قُتلوا في الغارة.
وقال الجيش الإسرائيلي والشاباك إن حماس استخدمت كلا المجمعين – في المستشفى وفي دير البلح – لتخطيط ولتنفيذ هجمات ضد القوات والمدنيين الإسرائيليين.
لحظة قصف طائرات الاحتلال المستشفى المعمداني وسط مدينة #غزة #غزة_تباد pic.twitter.com/LIVdS7WaWY
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) April 13, 2025
في كلتا الغارتين، قال الجيش إنه اتخذ خطوات للتخفيف من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين، بما في ذلك استخدام ”الذخائر الدقيقة“ والاستطلاع الجوي. في المستشفى، أعطى الجيش الإسرائيلي أيضا إنذارا مبكرا للمدنيين في المنطقة.
وقال الجيش إن ”منظمة حماس الإرهابية تنتهك القانون الدولي بشكل ممنهج، بينما تستغل بوحشية المباني المدنية والسكان المدنيين كدروع بشرية للعمليات الإرهابية“، داعيا الحركة إلى التوقف عن استخدام المنشآت الطبية كغطاء.
وقال مسعفون في الأهلي إن صاروخين إسرائيليين أصابا مبنى في المركز الطبي خلال الليل، مما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال وإلحاق أضرار بمبان أخرى.
وقد قام مسؤولو المستشفى بإجلاء المرضى من المبنى بعد أن قال أحد الأشخاص أنه تلقى مكالمة تحذيرية من شخص عرّف عن نفسه بأنه من قوات الأمن الإسرائيلية قبل وقت قصير من وقوع الهجوم.

وقالت الكنيسة المعمدانية في القدس والشرق الأوسط، التي تشرف على المستشفى، في بيان لها إن الجيش الإسرائيلي أمر جميع المرضى والموظفين والنازحين بإخلاء المبنى قبل 20 دقيقة فقط من الهجوم.
وأضافت الكنيسة إن أحد الأطفال الذي كان يعاني من إصابة في الرأس توفي نتيجة لعملية الإخلاء المستعجلة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن المستشفى متوقف عن العمل الآن بسبب الهجوم.
وقال المتحدث باسم الوزارة خليل الدقران إن مئات المرضى والمصابين أجبروا على إخلاء المكان في منتصف الليل، وإن كثيرين منهم الآن في الشوارع دون رعاية طبية مما يعرض حياتهم للخطر.
وفقا للكنيسة المعمدانية، دمرت الضربتان مختبر الجينات بالمستشفى المكون من طابقين، وألحقت أضرارا بمباني الصيدلية وقسم الطوارئ، وألحقت أضرارا جانبية بالمباني المحيطة، بما في ذلك مبنى كنيسة القديس فيليب.
وقالت الكنيسة في بيان “ندعو جميع الحكومات والشعوب ذات النوايا الحسنة إلى التدخل لوقف جميع أنواع الهجمات على المؤسسات الطبية والإنسانية”، مضيفة أنها “شعرت بالفزع” من الهجوم.

كما قالت الكنيسة إن الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي يوم الأحد هي خامس هجوم على المركز الطبي منذ اندلاع حرب غزة بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وبعد عشرة أيام، وقع انفجار ألقت حماس باللوم فيه على غارة جوية إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل العشرات الفلسطينيين في المستشفى. وقد أظهرت الأدلة أن الانفجار ناجم عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بشكل خاطئ. كما ادعى مسؤولو حماس في البداية كذبا أن الانفجار أدى إلى مقتل نحو 500 شخص.
وقد أدانت الكنيسة في القدس في بيانها الصادر يوم أحد الشعانين الغارة الجوية الإسرائيلية ودعت المجتمع الدولي إلى منع مثل هذه الهجمات على المنشآت الطبية.
وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي يوم الأحد في منشور قصير على وسائل التواصل الاجتماعي: ”لقد أدت الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية إلى تدهور شامل في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية في غزة. لقد تعرض المستشفى الأهلي لهجمات متكررة منذ بدء النزاع. يجب أن تنتهي هذه الهجمات البائسة. إن الدبلوماسية، وليس المزيد من إراقة الدماء، هي الطريقة التي سنحقق بها سلاما دائما“.

وأسفرت غارات أخرى للجيش الإسرائيلي عن مقتل 18 شخصا على الأقل في أنحاء القطاع يوم الأحد، وفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية.
وأفادت وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس بمقتل 10 أشخاص على الأقل في جنوب قطاع غزة، من بينهم رئيس مركز شرطة خان يونس التابع لحماس.
وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل سبعة أشخاص آخرين في غارة على سيارة في دير البلح، ومقتل امرأة في جباليا شمال القطاع.
ووفقا للجيش الإسرائيلي فإن هدف الغارة التي استهدفت السيارة في دير البلح كان عبيد الله نعيم الهدهد موسى، الذي حدده الجيش كنائب قائد خلية قناصة تابعة لحماس.
وقال الجيش أنه اتخذ خطوات للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين في الغارة، بما في ذلك استخدام ”ذخائر دقيقة واستطلاع جوي ومعلومات استخباراتية إضافية“.
وفي بيان صدر بعد ظهر الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ أكثر من 90 غارة خلال الـ48 ساعة الماضية، بما في ذلك مركز قيادة لحماس في منطقة حيي الدرج والتفاح في مدينة غزة. وكان الموقع يضم مستودعا للأسلحة يستخدم لتخزين المتفجرات التي يستخدمها عناصر حماس في الهجمات على القوات، وفقا للجيش.
Palm Sunday statement on the Israeli airstrikes at Al-Ahli Hospital in Gaza last night.
Al-Ahli Hospital was one of the few remaining hospitals in the area supporting over 500,000 citizens. pic.twitter.com/TA92AQTKrU
— Hamza (@HowidyHamza) April 13, 2025
وأضاف الجيش أن الأهداف الأخرى شملت موقعاً لإطلاق الصواريخ استُخدم لإطلاق قذيفة على جنوب إسرائيل ليلة السبت، ومستودعات أسلحة وخلايا مقاتلين وبنى تحتية أخرى تابعة لحماس.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن القوات دمرت مؤخرا نفقا بطول 1.2 كيلومتر في شمال قطاع غزة. وقد تم اكتشاف النفق من قبل لواء الشمال التابع لفرقة غزة الشمالية، الذي يعمل تحت قيادة الفرقة 252 في شمال غزة.
وقام جنود من وحدة الهندسة القتالية ”يهالوم“ بهدم النفق، الذي وصل عمقه إلى نحو 20 مترا تحت الأرض، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي ي إن قوات اللواء الشمالي عثرت أيضا على مستودع أسلحة قريب حيث تم تخزين حوالي 20 عبوة ناسفة وقاذفة صواريخ مضادة للدبابات وأسلحة أخرى.
وخلال العمليات في المنطقة، قال الجيش إن القوات رصدت باستخدام طائرة مسيّرة خلية من العناصر التي كانت تحاول زرع قنبلة في الأرض بالقرب من القوات. وقامت طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة العناصر وقتلهم بعد فترة قصيرة.
يوم الأحد أيضا، أطلق مسلحون في غزة صاروخا على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في كيبوتس رعيم بالقرب من الحدود. وقال الجيش إنه تم إسقاط القذيفة من قبل الدفاعات الجوية ولم يصب أحد بجروح جراء إطلاق الصاروخ، وهو الخامس الذي يتم إطلاقه من القطاع خلال اليوم الماضي.
وردا على إطلاق الصاروخ، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا بإخلاء الفلسطينيين في منطقة خان يونس. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة ”إكس“، خريطة للمنطقة التي سيتم إخلاؤها، قائلا إنه ”تحذير أخير“ قبل أن ينفذ الجيش الإسرائيلي غارات هناك.
https://trwitter.com/AvichayAdraee/status/1911411983066210553?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1911411983066210553%7Ctwgr%5E33043333b2a6d1e96128929b38ee29d76c4616e0%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.timesofisrael.com%2Fidf-says-it-hit-a-hamas-command-center-embedded-in-gaza-city-hospital%2F
]
وأعلنت إسرائيل يوم السبت عن سيطرتها على ممر “موراغ” في جنوب قطاع غزة، وعزل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع عن خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن الفرقة 36 دمرت أسلحة وبنى تحتية أخرى تابعة لحماس ووجهت ضربات إلى عناصر حماس في محور “موراغ”. كما ذكرت أن فرقة غزة عثرت على أسلحة وبنية تحتية إضافية وقتلت عناصر في حي تل السلطان في رفح.
وفي شمال غزة، قال الجيش إن الفرقة 252 دمرت بنية تحتية إضافية لحماس، بما في ذلك فتحات أنفاق ومبان تستخدمها الحركة، وقتلت عدة عناصر كانت تحاول زرع قنبلة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد وهي ولا تفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في القتال حتى يناير و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.