الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الضفة الغربية وسط مطاردة منفذ هجوم حوارة وأعمال شغب المستوطنين
رغم التحذيرات المبكرة، سمحت قوات الأمن للمستوطنين باجتياح البلدة الفلسطينية لساعات؛ أنباء عن إطلاق سراح معظم المشتبه بهم الإسرائيليين؛ الجيش الإسرائيلي يعزز عمليات البحث في منطقة نابلس

قال الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين إنه عزز تواجده في الضفة الغربية بكتيبة مشاة ثالثة بعد نشر كتيبتين في أعقاب هجوم إطلاق نار مميت في بلدة حوارة بالضفة الغربية في اليوم السابق وما تلاه من أعمال شغب للمستوطنين في المنطقة.
واصل الجيش الإسرائيلي مطاردة المسلح الفلسطيني الذي نفذ هجوم صباح الأحد، والذي أسفر عن مقتل هاليل وياغيل يانيف أثناء مرورهما بالسيارة عبر حوارة، وهي بلدة فلسطينية يمر عبرها بانتظام سائقون إسرائيليون وغالبا ما تكون بؤرة توتر.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي “شدد حصاره” حول نابلس في أعقاب إطلاق النار وأعمال الشغب. وبحسب ما ورد، صدرت أوامر بإغلاق المتاجر الفلسطينية على طول الطريق 60 السريع في حوارة.
وقال الجيش إنه “كجزء من النشاط الأمني المتنامي” في منطقة نابلس، سيقوم الجيش “بزيادة المراقبة الأمنية على الطرق المؤدية إلى المدينة وخارجها”.
وتم نشر كتيبة المظليين 202 مساء الأحد، والكتيبة 435 من لواء “جفعاتي” صباح الاثنين، كما تم نشر كتيبة الاستطلاع “جفعاتي” 846 يوم الاثنين.
عادة، تضم فرقة الجيش في الضفة الغربية 13 كتيبة. وعلى مدار العام الماضي، تقلب هذا العدد وسط حملة عسكرية في أعقاب سلسلة من الهجمات الفلسطينية القاتلة، ووصلت إلى 26 كتيبة في أكتوبر، قبل أن تتراجع.
وكانت مجموعات المستوطنين قد دعت إلى تنظيم مظاهرات انتقاماً لهجوم إطلاق نار فلسطيني في حوارة في وقت سابق من اليوم، واجتاح المستوطنون البلدة مساء الأحد، وأضرموا النيران في المنازل وواجهات المحلات والسيارات.
وقبل وقت قصير من بدء هجمات الحرق المتعمد، انطلق مئات المستوطنين في مسيرة باتجاه حوارة وهم يهتفون “انتقام”، حسبما أفادت إذاعة الجيش.

وقال مسعفون فلسطينيون إن رجلا قتل وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة، وتلقى المئات غيرهم العلاج لاستنشاق الدخان والغاز المسيل للدموع خلال أعمال العنف في حوارة وقرى أخرى مجاورة لنابلس.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن نحو 30 منزلا وسيارة أحرقت. أظهرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حرائق كبيرة مشتعلة في جميع أنحاء بلدة حوارة وتضيء السماء.
وفشلت قوات الأمن الإسرائيلية في احتواء العنف لساعات رغم التحذيرات المبكرة بالتخطيط لمظاهرة في البلدة الفلسطينية. كما انشغلت القوات بالبحث عن منفذ الهجوم الفلسطيني.
ونقلت قناة “كان” العامة عن مصدر أمني قوله إن أعمال الشغب زادت من صعوبة البحث عن المسلح الذي نفذ الهجوم في المنطقة.
ويسمح القانون للجنود – بل يُطلب منهم في بعض الحالات – التدخل لمنع الهجمات العنيفة، بغض النظر عن الجنسية. ويفضل الجيش بشكل عام أن تتعامل الشرطة مع الهجمات المستوطنين واعتقالهم، لكن قوات الشرطة غير كافية في الضفة الغربية.
ومع ذلك، قال الجيش في وقت لاحق يوم الأحد إن “أعمال الشغب العنيفة التي اندلعت في عدد من المواقع” في الضفة الغربية “يتم التعامل معها” من قبل القوات وضباط الشرطة، دون ذكر هوية المتورطين.
وبحسب ما ورد، حاول ضباط حرس الحدود تفريق المستوطنين بالغاز المسيل للدموع.
ولم يرد متحدث باسم شرطة حرس الحدود على طلبات للتعليق على أعمال العنف.
وقالت تقارير اعلامية عبرية ان ستة مستوطنين اعتقلوا بسبب أعمال الشغب، رغم أن بعض التقارير أشارت إلى أن أربعة منهم قد أطلق سراحهم بالفعل. ولم يرد تأكيد من الشرطة على الاعتقالات.
وأثارت أعمال العنف إدانات غاضبة من السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعديد من الإسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المسلح الفلسطيني أطلق النار من مسافة قريبة على سيارة الأخوين يانيف على الطريق السريع رقم 60، ثم فر من المكان مشيا على الأقدام على ما يبدو. وكان الشقيقان يسافرون من منزلهما في مستوطنة “هار براخا”.
ولقد شهد الطريق 60 في حوارة عددا من هجمات إطلاق النار ضد مركبات إسرائيلية. هناك خطط لبناء طريق التفافي للمستوطنين لتجنب الاضطرار إلى السفر عبر البلدة الفلسطينية، لكن أعمال البناء توقفت.
في الأشهر الأخيرة، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر مواقع عسكرية، وقوات عملت على طول الجدار الفاصل بالضفة الغربية، ومستوطنات إسرائيلية، ومواطنين إسرائيليين على الطرق.
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الماضي، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات شبه ليلية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة.
لكن الغارات الليلية متوقفة منذ يوم الأربعاء، قبل وفي اعقاب اجتماع استضافه الأردن بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين يوم الأحد بهدف إعادة الهدوء إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وسط أعمال العنف الدامية.

ويشار إلى حوادث التخريب المتعمد ضد الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية باسم هجمات “تدفيع الثمن”، ويزعم منفذيها أنها انتقام على العنف الفلسطيني أو سياسات الحكومة التي يُنظر إليها على أنها معادية لحركة المستوطنين.
ونادرا ما يتم توقيف المعتدين، وتأسف الجماعات الحقوقية لأن الإدانات نادرة أكثر، حيث يتم إسقاط غالبية التهم في مثل هذه القضايا.
وقد تصاعدت التقارير عن الجرائم القومية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، بعد عدة هجمات فلسطينية.
ويعيش حوالي 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربية، من بينهم عدة مئات من المعروفين باسم “شباب التلال”، الذين يسعون إلى الاستيطان في كل ركن من أركان أرض إسرائيل التوراتية، التي تشمل الضفة الغربية.
ويقول المسؤولون العسكريون إن هناك ما لا يزيد عن 150 من “شباب التلال” المتورطين في حوادث عنف خطيرة ضد الفلسطينيين، لكنهم قلقون بشأن العدد المتزايد من المستوطنين “العاديين” الذين يدعمون أفعالهم أو يشاركون فيها.
وقدر غسان دوغلاس، وهو مسؤول فلسطيني يراقب المستوطنات الإسرائيلية في منطقة نابلس، أن حوالي 400 مستوطن يهودي شاركوا في الهجوم ليلة الأحد.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير