الجيش الإسرائيلي يعرض خطة لإخلاء رفح ويحصل على موافقة على تقديم مساعدات لجنوب غزة
مكتب رئيس الوزراء لم يقدم تفاصيل حول الاقتراح المقدم إلى كابينت الحرب، ويقول إنه سيتم توفير الإمدادات الإنسانية "بطريقة تمنع النهب"
قدم الجيش الإسرائيلي إلى كابينت الحرب خطته لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من مناطق القتال المحتملة في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة واستراتيجيته العملياتية للمضي قدما، حسبما ذكر مكتب رئيس الوزراء يوم الأحد.
وقد أعربت الحكومات الأجنبية ومنظمات الإغاثة مرارا عن مخاوفها من أن تؤدي العملية البرية في رفح إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.
تجمع أكثر من مليون فلسطيني – معظمهم نزحوا من أماكن أخرى – في آخر مدينة في غزة لم يمسها الهجوم البري الإسرائيلي ضد حركة حماس.
وهي أيضا نقطة دخول للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها، والتي يتم ادخالها عبر مصر المجاورة.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن الجيش “عرض على كابينت الحرب خطة لإخلاء السكان من مناطق القتال في قطاع غزة، مع الخطة العملياتية المرتقبة”.
ولم يذكر البيان أي تفاصيل حول كيفية أو أين سيتم نقل المدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء إن مجلس الوزراء وافق على تقديم المساعدات الإنسانية إلى جنوب غزة “بشكل يمنع عمليات النهب التي حدثت في شمال قطاع غزة ومناطق أخرى”.
كابينت الحرب مكون من ثلاثة أعضاء وهم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، إلى جانب عدد من المراقبين.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما قادت حماس هجوما مدمرا على إسرائيل قتلت خلاله 1200 شخص. كما اختطف المسلحون 253 آخرين واحتجزوهم كرهائن في غزة.
وردت إسرائيل بشن هجوم عسكري للإطاحة بنظام حماس في غزة وتدمير الحركة وتحرير الرهائن، الذين لا يزال أكثر من نصفهم في الأسر.
حتى الآن، شهدت الحملة العسكرية قيام الجيش الإسرائيلي كما يدعي بتفكيك الفعالية القتالية لحماس في معظم أنحاء غزة.
وتمضي إسرائيل الآن قدما في خططها لشن هجوم عسكري على رفح، آخر معقل لحماس في غزة، والتي لجأ إليها أيضا أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتحذر المنظمات الإنسانية من وقوع كارثة، وقالت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إن إسرائيل يجب أن تتجنب إيذاء المدنيين. وتحت ضغط أمريكي، قال القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون إن العملية لن تبدأ إلا بعد ضمان سلامة غير المقاتلين.
وعلى الجانب الآخر من رفح المكتظة، أبقت مصر المجاورة حدودها مغلقة، قائلة إنها لن تساعد في تسهيل أي عملية لطرد الفلسطينيين من غزة.
لكن صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن القاهرة قامت ببناء سياج مسور بجوار غزة، في ما يخشى أن يكون محاولة للتحضير لاحتمال وصول أعداد كبيرة من اللاجئين.
يوم الأحد، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلام الأمريكي إن عملية الجيش الإسرائيلي في رفح يمكن أن “تؤُجل لبعض الوقت” إذا تم التوصل إلى اتفاق لهدنة تستمر لأسابيع بين إسرائيل وحماس، في الوقت الذي يعمل فيه الوسطاء على ضمان خطوط عريضة لتوقف في القتال وإطلاق سراح الرهائن، لكنه تعهد بأن الهجوم “سيحدث”.
وقال نتنياهو لبرنامج “واجه الأمة” على شبكة CBS News الأمريكية “يجب أن يتم ذلك لأن النصر الكامل هو هدفنا والنصر الكامل في متناول اليد – ليس بعد أشهر، بعد أسابيع، بمجرد أن نبدأ العملية”.
وأكد نتنياهو أن الاتفاق قيد الإعداد لكنه لم يقدم تفاصيل.
Margaret Brennan to Netanyahu: "There is growing distrust of you personally sir, you know this, in the US Congress and Biden White House." pic.twitter.com/of1wrfsFhz
— Aaron Rupar (@atrupar) February 25, 2024
وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لشبكة NBC صباح الأحد أنه لم يتم إطلاع الرئيس جو بايدن على خطة رفح، وقال: “نعتقد أن هذه العملية لا ينبغي أن تمضي قدما حتى أو ما لم نر [خطة لحماية المدنيين]”.
كما أكد سوليفان لشبكة CNN يوم الأحد أن ممثلين عن إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر الذين التقوا في باريس أواخر الأسبوع الماضي “توصلوا إلى تفاهم بين أربعتهم حول الخطوط الأساسية لما ستبدو عليه صفقة رهائن من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار”.
وأعرب الوسطاء عن أملهم في التوصل إلى هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى والرهائن قبل بداية شهر رمضان في 10 مارس، اعتمادا على التقويم القمري.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الوسطاء يحرزون تقدما في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار المؤقت والإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل. وقالت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، إن كابينت الحرب وافق ضمنيا على إطار العمل.
داخل إسرائيل، تزايدت الضغوط على نتنياهو من عائلات الرهائن التي تطالب باتخاذ إجراءات أسرع، كما استؤنفت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وحاول نشطاء آخرون منع شاحنات المساعدات من دخول غزة، قائلين أنه لا ينبغي تقديم الإمدادات إلا في حالة إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
ووسط أزمة إنسانية متصاعدة، حثت وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة الفلسطينيين على اتخاذ إجراء سياسي لتجنب المجاعة في غزة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن النقص الحاد في الغذاء في شمال غزة هو “كارثة من صنع يد الإنسان” يمكن التخفيف منها، وأضاف “لا يزال من الممكن تجنب المجاعة من خلال الإرادة السياسية الحقيقية لمنح الوصول والحماية للمساعدة الهادفة”.
وقالت الأمم المتحدة إنها تواجه قيودا، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات إلى شمال غزة.
وألقت إسرائيل، التي تقوم بتفتيش جميع الشاحنات التي تدخل غزة من المعبرين، باللوم على الأمم المتحدة في تراجع تسليم المساعدات وقالت إنها مستعدة لتسريع إجراءات منح تصاريح للمساعدات. كما دعت إلى تفكيك الأونروا واستبدالها بكيان آخر بعد تقديمها أدلة على مشاركة موظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر، وأن حماس تستخدم منشآت المنظمة الأممية لأغراض عسكرية، ووسط مزاعم بأن عددا من العاملين في المنظمة مرتبط بحماس.
وفي داخل غزة، أوقف السكان اليائسون قوافل المساعدات من الشاحنات، حيث أظهرت لقطات مسلحين، يُعتقد أنهم أعضاء في حماس، وهم يسرقون شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من مصر.
كما تقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن حماس تخزن الإمدادات وتمنع وصولها إلى المدنيين اليائسين بشكل متزايد.
بحسب وزارة الصحة في غزة، أسفر الهجوم الإسرائيلي في غزة عن مقتل 29,692 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، مع مقتل 92 شخصا خلال قصف ليل الأحد. ولا يمكن تأكيد هذه الأرقام وهي لا تميز بين مقاتلي حماس والمدنيين.
وتقول إسرائيل إنها قتلت 12 ألفا من مقاتلي الحركة وناشطين في فصائل أخرى منذ بداية الحرب.