إسرائيل في حالة حرب - اليوم 54

بحث

الجيش الإسرائيلي يعرض أدلة تشير إلى أن فشلا في إطلاق صاروخ فلسطيني تسبب بالانفجار في المستشفى ويدين “أكاذيب” حماس

الجيش يبث مكالمة تم اعتراضها يناقش خلالها عنصرين من حماس إطلاق صاروخ فاشل لحركة الجهاد الإسلامي حيث سقط الصاروخ في موقف سيارات تابع لملستشفى الأهلي، ويقول إن عدم وجود حفرة يثبت أن الانفجار لم يكن ناجما عن ذخائر إسرائيلية

موقف السيارات المحترق في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة بعد انفجار وقع هناك خلال الليل، 18 أكتوبر، 2023.(Courtesy; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
موقف السيارات المحترق في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة بعد انفجار وقع هناك خلال الليل، 18 أكتوبر، 2023.(Courtesy; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

قدم الجيش الإسرائيلي المزيد من الأدلة صباح الأربعاء تدعم تأكيده بأن الانفجار القاتل الذي وقع في مستشفى في غزة مساء اليوم السابق كان سببه صاروخ أطلق بشكل خاطئ من قبل مسلحين فلسطينيين، وليس بسبب غارة جوية إسرائيلية.

واتهم الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام الدولية بقبول “أكاذيب” حماس بشأن الحادثة.

وعرض الجيش محادثة تم اعتراضها بين مسؤوليْن في حماس قالا فيها إن الانفجار ناجم عن صاروخ خاطئ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، كما أشار إلى عدم وجود حفرة في الأرض في موقف السيارات وأي أضرار هيكلية للمباني المجاورة – وهو عادة ما ينجم عن ضربات إسرائيلية.

بداية زُعم أن الانفجار، الذي تسبب بحسب مسؤولين في وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بسقوط مئات القتلى، وقع في المستشفى الأهلي المعمداني نفسه، لكن اللقطات من صباح الأربعاء أظهرت أنه وقع في موقف السيارات التابع للمستشفى، دون حدوث أضرار هيكلية كبيرة لأي من المباني المحيطة.

وسارع الفلسطينيون ومعظم العالم العربي إلى تحميل إسرائيل المسؤولية، قائلين إنها قصفت المنشأة الطبية وأن المئات قُتلوا. وسرعان ما أدان الأردن وتركيا ومصر والسعودية وآخرون إسرائيل. ولم توفر هذه الدول أي أدلة على مزاعمها بأن الانفجار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية.

بداية قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن 500 فلسطيني على الأقل قُتلوا في انفجار، حسبما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”، وهو رقم تم تعديله في وقت لاحق إلى ما بين 200-300 قتيل، حسبما أفادت وكالة “فرانس برس”.

ووصفت حماس الانفجار بأنه “جريمة حرب”، كما أصدرت منظمة الصحة العالمية هي أيضا إدانة.

بعد أن قال في البداية إنه يبحث في الأمر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن لا علاقة له بالانفجار، ولم يكن يعمل في المنطقة وقت حدوثه، وأن “تحليل أنظمة العمليات التابعة لجيش الدفاع يشير إلى أنه تم إطلاق وابل من الصواريخ من قبل إرهابيين في غزة التي مرت بالقرب من المستشفى الأهلي في غزة عند إصابته”.

وقع الانفجار في الساعة 6:59 من مساء يوم الثلاثاء، بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار منذرة بقدوم صواريخ في جنوب ووسط إسرائيل.

في مؤتمر صحفي صباح الأربعاء، اتهم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري حركة حماس بالتضليل المتعمد لوسائل الإعلام الدولية من خلال إلقاء اللوم على إسرائيل في الحادثة.

وقرأ هغاري، في مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية لوسائل الإعلام الدولية، نصا مترجما لمكالمة تم اعتراضها بين اثنين من مسؤولي حماس، تحدثا فيها عن صاروخ خاطئ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تعد أصغر حجما من حماس في غزة، والذي ضرب موقف سيارات تابع للمستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة، بعد إطلاق وابل من الصواريخ من مقبرة قريبة.

بعد ذلك نشر الجيش تسجيلا للمكالمة مع ترجمة باللغة الانجليزية.

وبإمكان سماع أحد الناشطين المزعومين في حركة حماس وهو يقول “بس بقلك لأول مرة بشوفو صاروخ زي هيك والشظايا هذه فبقلك تبع الجهاد صواريخ الجهاد الإسلامي يعني”.

ويسأل الآخر: “إنه من عنا هذا؟”

ويجيب الأول: “شكله من عنا اه… بحكو إنه الشظايا تبعة الصاروخ إنه الشظايا محلية مش زي شظايا إسرائيل”.

ويسأل الثاني: “سبحان الله من عنا ما لاقاش غير ينفجر في المستشفى”.

“بتلاقيهم بطلعينو من المقبرة اللي وراء المستشفى المعمداني”، كما يقول الأول ويضيف “دب اللا هو فسا ونزل عندهم”.

وقال هغاري: “بحسب معلومات الاستخبارات لدينا، قامت حماس بفحص التقارير، وأدركت أن صاروخ الجهاد الإسلامي لم ينطلق بشكل صحيح، وقررت إطلاق حملة إعلامية عالمية لإخفاء ما حدث بالفعل… لقد ذهبوا إلى حد تضخيم عدد الضحايا”.

وقال هغاري إن حماس “تفهم بيقين مطلق أن صاروخا أخطأت حركة الجهاد الإسلامي في إطلاقه هو الذي ألحق أضرارا بالمستشفى”.

“يؤكد تحليل اللقطات الجوية أنه لم تكن هناك إصابة مباشرة للمستشفى نفسه. الموقع الوحيد الذي تضرر هو خارج المستشفى في موقف السيارات، حيث يمكننا رؤية علامات الحريق، ولا توجد حفر ولا أضرار هيكلية في المباني المجاورة”.

أشخاص يبحثون بين الأنقاض خارج موقع المستشفى الأهلي المعمداني في وسط غزة في 18 أكتوبر 2023، في أعقاب انفجار وقع هناك. (MAHMUD HAMS / AFP)

وقال هغاري، وهو يعرض صورة لموقف السيارات المحترق بالمستشفى، إن الأضرار التي لحقت بموقف السيارات نتجت عن تأثير الصاروخ وبسبب الكمية الكبيرة من وقود الصواريخ التي كانت لا تزال في القذيفة عندما سقطت.

وقال أنه لو كانت غارة جوية إسرائيلية، “لرأينا الحفر والأضرار الهيكلية للمبنى، وكلاهما لم يتم تحديدهما في هذا الحادث”.

ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا صورا جوية ولقطات من طائرات مسيرة تدعم ادعاءاته، تظهر موقف سيارات محترق وأسقفا مليئة بالشظايا لم تكن لتتركها ذخائر جو-أرض تابعة للجيش الإسرائيلي.

كما تشير الصورة التي التقطتها الطائرات المسيرة إلى أن الشظايا سقطت على أسطح مبان مجاورة، والتي ظلت سليمة إلى حد كبير.

ومضى هغاري في اتهام وسائل الإعلام العالمية بتضخيم اتهامات حماس لإسرائيل بشكل غير نقدي بشأن الانفجار، بالإضافة إلى قبول عدد القتلى الذي تزعمه حماس في ظاهره، على الرغم من أنه لا يمكن أن تكون الحركة قد تمكنت من إحصاء مقتل حوالي 500 فلسطيني بهذه السرعة بعد الانفجار.

وقال: “العديد من وسائل الإعلام نقلت على الفور مزاعم حماس التي لم يتم التحقق منها، وأكاذيب حماس”، مضيفا “أريد أن أوضح شيئا: من المستحيل معرفة ما حدث بالسرعة التي ادعت حماس أنها عرفته”.

وقال الجيش أنه قام بمراجعة جميع معلوماته كجزء من “مراجعة مهنية تعتمد على المعلومات الاستخباراتية وأنظمة العمليات واللقطات الجوية”، مضيفا أنه شارك النتائج مع الحلفاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

ونشرت القناة 12 الإسرائيلية في وقت لاحق لقطات من كاميراتها الخاصة أظهرت إطلاق الصواريخ من غزة قبل الانفجار.

أيد الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا الرواية الإسرائيلية للأحداث خلال لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء في إسرائيل.

وقال “شعرت بحزن وغضب عميقين جراء الانفجار في المستشفى بغزة في الأمس. بالاستناد على ما رأيت، يبدو أن الفريق الآخر هو من قام بذلك، وليس أنتم”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حوالي 450 من آلاف الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة على إسرائيل سقطت داخل غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، “مما يعرض حياة سكان غزة للخطر والأذى”.

ويبدو أن العديد من مقاطع الفيديو تظهر لحظة الفشل في إطلاق الصاروخ وانفجاره داخل القطاع الفلسطيني يوم الثلاثاء.

أحد مقاطع الفيديو، التي تم التقاطه من كيبوتس نتيف هعسراه، تطابق مع لقطات التقطتها قناة “الجزيرة”، والتي أظهرت أيضا سقوط صاروخ بشكل خاطئ داخل غزة.

وأظهر مقطع فيديو آخر نشرته وسائل إعلام فلسطينية، الانفجار الذي وقع قرب المستشفى الأهلي العربي.

تم تحديد الموقع الجغرافي للقطات الجزيرة بواسطة خبراء على منصة X والذي أشارت إلى المستشفى.

وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا قال فيه: “حتى يعرف العالم كله: الإرهابيون الهمجيون في غزة هم الذين هاجموا المستشفى في غزة، وليس الجيش الإسرائيلي. أولئك الذين قتلوا أطفالنا بوحشية يقتلون أطفالهم أيضا”.

ووصف رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ الاتهامات بأن إسرائيل قصفت المستشفى بأنها “فرية دم”.

وكتب هرتسوغ في تغريدة “قتل صاروخ للجهاد الإسلامي الكثير من الفلسطينيين في مستشفى بغزة – وهو مكان يجب إنقاذ الأرواح فيه. عار على وسائل الإعلام التي تبتلع أكاذيب حماس والجهاد الإسلامي – وتبث فرية دم من القرن الواحد والعشرين من حول العالم. عار على الإرهابيين الخسيسين في غزة الذين يسفكون دماء الأبرياء عمدا”.

فلسطينيون يتظاهرون تضامنا مع فلسطينيي قطاع غزة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 17 أكتوبر، 2023. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)

قبل وبعد نفي إسرائيل تورطها في الانفجار، اتهمت الدول العربية والإسلامية إسرائيل بتنفيذ الهجوم على المستشفى ولم تقم بتغيير بياناتها.

وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد لثلاثة أيام في أعقاب ما أسماه “مجزرة المستشفى”.

في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أعلن الأردن إلغاء القمة بين بايدن والملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعباس في عمان يوم الأربعاء. وأكد البيت الأبيض في وقت لاحق أن القمة قد ألغيت.

ليل الثلاثاء، خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع في جميع أنحاء الضفة الغربية للاحتجاج على انفجار المستشفى. وفي رام الله، تظهر مقاطع الفيديو المتظاهرين وهم يهتفون: “الشعب يريد إسقاط الرئيس”، احتجاجا على ما اعتبروه تقاعس عباس في مواجهة حرب غزة.

ويُنظر إلى المستشفيات على أنها ملاذات آمنة لسكان غزة الذين شردوا أو نزحوا بسبب القصف، حيث تم تجنيبهم نسبيا من الضربات. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يستهدف المستشفيات.

ولقد اتهمت إسرائيل حركة الجهاد الإسلامي من قبل بالتسبب في مقتل فلسطينيين بصواريخ لم تصل إلى هدفها داخل غزة.

تخوض إسرائيل حربا مستمرة منذ 11 يوما مع حماس في أعقاب الهجمات التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام ما لا يقل عن 2500 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 اسرائيلي واحتجاز ما لا يقل عن 199 رهينة من جميع الأعمار تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية.

الغالبية العظمى من قتلى استيلاء المسلحين على التجمعات السكنية في منطقة غلاف غزة كانوا من المدنيين. تم قتل عائلات بأكملها في منازلها، وأكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي، الكثير منهم وسط هجمات ارتكبها المسلحون، فيما وصفه بايدن بأنه “أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ المحرقة”.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما يقارب من 3000 فلسطيني بسبب الضربات الإسرائيلية في غزة، ويعتقد أن 1200 شخص آخرين تحت الأنقاض. هذه الأرقام تسبق الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي يوم الثلاثاء. وزعمت إسرائيل أن حوالي 450 صاروخا أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة لم تنجح في الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية وسقطت داخل القطاع منذ 7 أكتوبر، مما تسبب في مقتل عدد غير معروف من الفلسطينيين. وقالت إسرائيل أيضا إن قواتها قتلت حوالي 1500 مسلح في أراضيها بعد عملية التسلل الجماعي في 7 أكتوبر.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد لازار بيرمان ووكالات

اقرأ المزيد عن