الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 20 فلسطينيا بعد اقتحام مستوطنين لقرية في جنوب الضفة الغربية
6 جرحى فلسطينيين على الأقل؛ لم يتم اعتقال أي إسرائيلي على خلفية الهجوم على جنبة، الذي قالت الشرطة إنه جاء بعد الاعتداء على يهوديين في المنطقة
تم اعتقال 22 من سكان قرية جنبة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية من قبل الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة، بحسب ما قاله أحد سكان القرية لـ”تايمز أوف إسرائيل”، حيث قال الجيش إنه اعتقل أشخاصا متورطين في مواجهة عنيفة مع المستوطنين الإسرائيليين، الذين لم يتم اعتقال أي منهم.
وأظهرت لقطات من مكان الحادث قبل وقت قصير من وصول الجيش الإسرائيلي عشرات المستوطنين وهم يداهمون القرية ويعتدون على السكان والممتلكات. وذكرت صحيفة “هآرتس” نقلاً عن السكان أن ما لا يقل عن ستة فلسطينيين أصيبوا في الهجوم، نُقل أربعة منهم إلى المستشفى. وقال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيليًا أصيب أيضًا خلال أعمال العنف.
واتهم سكان قرية جنبة في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة، قائلين إن الجنود ألقوا قنابل صوتية داخل المنازل. ونقلت صحيفة هآرتس عن رئيس مجلس مسافر يطا، نضال يونس، قوله إن المستوطنين ألقوا قنابل صوتية أيضًا. وكان يونس من بين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في جنبة، بحسب الصحيفة.
وجاء هجوم المستوطنين على جنبة في أعقاب تقارير عن أعمال عنف ضد يهود، وفقًا للشرطة والجيش.
وقالت الشرطة إنه تم إرسال أفراد الشرطة إلى المنطقة بعد الاعتداء على راعيين يهوديين جنوب سوسيا، إحدى قرى مسافر يطا، حيث تم إرسال أفراد الشرطة إلى المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى بلاغُا يفيد بتعرض مواطن إسرائيلي لهجوم بالقرب من بؤرة متسبيه يائير الاستيطانية جنوب الضفة الغربية. بحسب الجيش فإن القوات التي تم إرسالها إلى مكان الحادث إلى جانب أفراد الشرطة ”بدأت في مطاردة الإرهابيين“، دون أن يوضح كيف عرفت القوات من الذي ستطارده.
Watch this: Dozens of masked Israeli settler-terrorists stormed the Palestinian village of Jinba in Masafer Yatta, attacking homes and injuring five residents— including a 15-year-old child now in critical condition. pic.twitter.com/URcCMnrYgk
— Ihab Hassan (@IhabHassane) March 28, 2025
وقال الجيش الإسرائيلي ”بعد ذلك بوقت قصير، تطورت مواجهة عنيفة بين عدة مواطنين إسرائيليين وعدد من الفلسطينيين، أصيب خلالها مواطن إسرائيلي بجروح وتم إجلاؤه لتلقي العلاج الطبي. تم تلقي بلاغ عن إصابة عدة فلسطينيين بجروح وتلقوا العلاج من قبل الطاقم الطبي“.
وأضاف الجيش ”عملت قوات جيش الدفاع على تفريق المواجهات العنيفة واعتقلت عدة مشتبهين فلسطينيين بالقرب من المكان. وتم نقل المشتبه بهم لمواصلة التحقيق معهم”.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا في أعمال العنف منذ 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وفي الضفة الغربية، قام الجيش بعمليات واسعة النطاق لمكافحة العنف في الضفة الغربية أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص – غالبيتهم العظمى من المقاتلين، وفقًا للجيش الإسرائيلي – ونزوح عشرات الآلاف.
After it was attacked by Israeli settler-terrorists this morning, injuring five residents—two hospitalized—the Israeli army arrived at Jinba in Masafer Yatta. Not to arrest the settlers but to detain all 22 men in the village, including the mayor of Masafer Yatta. pic.twitter.com/CyCM5VwujB
— Ihab Hassan (@IhabHassane) March 28, 2025
تتعرض مسافر يطا، الواقعة في تلال جنوب الخليل في الضفة الغربية، لهجمات متكررة من قبل المستوطنين والجنود. وهي موضوع الفيلم الوثائقي ”لا أرض أخرى“ الحائز على جائزة الأوسكار حول عمليات الهدم الإسرائيلية في المنطقة التي صنفها الجيش الإسرائيلي على أنها منطقة تدريب بالذخيرة الحية.
اعتقلت القوات الإسرائيلية ليلة الاثنين مخرج الفيلم، حمدان بلال، وهو من سكان مسافر يطا، بعد أن أفادت التقارير أنه أصيب خلال اشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين في قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية. وقد تم إطلاق سراحه في اليوم التالي. كما اعتُقل فلسطينيان آخران وإسرائيلي.
اعتقالات الإسرائيليين في حوادث عنف المستوطنين نادرة للغاية. ويخضع رئيس قسم الشرطة في الضفة الغربية للتحقيق حاليًا بتهمة رفض اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الظاهرة لكسب ود وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وقد أدى فشل إسرائيل في مقاضاة حوادث عنف المستوطنين شبه اليومية إلى قيام الإدارة السابقة في البيت الأبيض والعديد من الحكومات الأوروبية بفرض عقوبات على المستوطنين العنيفين العام الماضي. ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات التي فرضها سلفه بعد فترة وجيزة من توليه منصبه في يناير.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير