الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه تسبب في أضرار جسيمة لأنفاق حماس في غارات ليلية
حصيلة العملية العسكرية البرية تصل إلى 30؛ الجيش يسيطر على معقل الحركة المسلحة؛ مقتل قائد العمليات الخاصة لحماس وقائد الكتيبة التي أرسلت المسلحين في 7 أكتوبر في غارات جوية
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أنه يعتقد أن الهجمات المكثفة التي نفذها خلال الليل في شمال قطاع غزة تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية فوق وتحت الأرض التابعة لحركة حماس، بينما أعلن عن مقتل جندي في القتال في اليوم السابق.
وقال الجيش يوم الأحد إنه نفذ “ضربات واسعة النطاق على البنية التحتية الإرهابية، تحت الأرض وفوقها”، ويعتقد الآن أن الضربات قتلت قادة ميدانيين من حماس مختبئين في الأنفاق.
ووصفت حماس الغارات بأنها “قصف مكثف” وقالت إنها قتلت أكثر من 200 شخص. ولا يمكن التحقق من الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
وأعلن الجيش يوم الإثنين أنه قتل أكثر من 12 من القادة الميدانيين لحماس – على مستوى الكتائب والألوية – منذ بداية الحرب، وأشار إلى أن خسارة هؤلاء المقاتلين عطلت عمليات الحركة.
وقال الجيش أيضا إن القوات البرية سيطرت خلال الليل على معقل لحماس كان يضم مواقع مراقبة ومناطق تدريب وأنفاقا تحت الأرض.
وقال إن العديد من نشطاء حماس قتلوا عندما سيطرت القوات على الموقع، كما قُتل قادة ميدانيون في معارك أخرى.
في غضون ذلك، قصفت طائرات مقاتلة أكثر من 450 هدفا لحماس في قطاع غزة خلال اليوم الماضي، بما في ذلك أنفاق ومجمعات عسكرية ونقاط مراقبة ومواقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات، حسبما أعلن الجيش صباح الاثنين.
وقتل جمال موسى، رئيس العمليات الخاصة في حماس، في غارة جوية.
وقتل في غارة أخرى وائل عاصفه، قائد كتيبة دير البلح التابعة لحماس، إلى جانب قادة آخرين لما يسمى بلواء المعسكرات المركزية، الذين شاركوا في إرسال مسلحين من قوات النخبة التابعة لحماس إلى إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عاصفة كان في إسرائيلي بين عامي 1992-1998 لتورطه في عدد من الهجمات ضد بلدات إسرائيلية.
بالإضافة إلى القصف الجوي، قامت البحرية أيضًا بقصف مواقع تابعة لحماس، بما في ذلك مراكز قيادة، بالإضافة إلى مواقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات ومراكز مراقبة.
כוחות קרקעיים של צה"ל השתלטו הלילה על מוצב חמאס בשטח עזה. במוצב זה היו לארגון הטרור חמאס עמדות תצפית, מתחמי אימונים לפעילי הטרור וכן מנהרות טרור. בפעולה זו חוסלו מספר מחבלים>> pic.twitter.com/GgYY7vPFpC
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 6, 2023
وخلال القصف الليلي، شهدت غزة انقطاعا في الاتصالات – وهو الثالث منذ بدء العملية البرية. لكن عادت الاتصالات تدريجيا إلى القطاع بحلول بعد ظهر يوم الاثنين.
ويعتقد الجيش أن الهجوم البري سيستمر عدة أشهر على الأقل لتحقيق هدف القضاء على حماس مع تقليل الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية والمدنيين في غزة.
وقال الجيش يوم الاثنين إن الرقيب شاحر كوهين ميفتاخ، من كرميئيل، قُتل في المعارك في غزة في اليوم السابق.
وقُتل ميفتاخ (22 عاما)، من الكتيبة التاسعة في اللواء المدرع 401، خلال معركة في شمال غزة.
وبمقتله يرتفع عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بدء الغزو البري إلى 30، وجاء في الوقت الذي بدأت فيه عملية التوغل الإسرائيلية المكثفة في عمق القطاع.
وقد نزح ما يقدر بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة ومناطق شمالية أخرى في أعقاب الدعوات الإسرائيلية المتكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقًا، بسبب النقص الحاد في المأوى وغيره من الضروريات، إضافة إلى استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية لمدينتي رفح وخان يونس الجنوبيتين في بعض الأحيان.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 1.5 مليون شخص في غزة، أو 70% من السكان، نزحوا من منازلهم. وقد لجأ الكثيرون إلى المدارس أو المستشفيات هرباً من الغارات الجوية.
وبعد فتح ممر إنساني لمدة أربع ساعات لإخلاء الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، نشر الجيش يوم الاثنين لقطات تظهر سكان غزة يسافرون على طريق صلاح الدين.
IDF aerial footage shows Palestinians evacuating from northern Gaza to its south, as the military opens a humanitarian corridor on Salah a-Din road for a number of hours. pic.twitter.com/XTxXGXzsmU
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 6, 2023
وقال الجيش إنه “يواصل جهوده لتسهيل حركة المدنيين جنوبا في شمال قطاع غزة”، مكررا إصرار الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة على انتقال المدنيين جنوبا، حيث عمليات الجيش الإسرائيلي محدودة أكثر.
كما تم فتح الممر الإنساني يوم الأحد لعدة ساعات، على الرغم من تعرضه لهجوم من قبل حماس يوم السبت.
واتهمت إسرائيل حماس مرارا بمحاولة منع الفلسطينيين من إخلاء شمال غزة، بما في ذلك إطلاق النار عليهم وقصف طرق الإخلاء، بسبب رغبتها في إبقاء المدنيين حول مراكز نشاطها كدروع بشرية، أو كضحايا للمساعدة في حشد الضغط الدولي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، والذي تفاقم مع تزايد عدد الضحايا المدنيين.
وقالت السلطات الصحية في غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس، يوم الاثنين إن أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في الحرب. ولا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مسلحيها الذين قتلوا في إسرائيل وغزة، إضافة إلى ضحايا مئات الصواريخ التي أطلقتها الجماعات المسلحة والتي سقطت داخل القطاع.
وتقول إسرائيل إن هجومها على غزة يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة بأكملها. وتقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وفي الوقت نفسه، قال الجيش إنه نسق مع الأردن لإسقاط الإمدادات الطبية الحيوية من الجو لمستشفى ميداني في قطاع غزة.
“بين عشية وضحاها، وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، قامت طائرة أردنية بإسقاط معدات طبية وأغذية للمستشفى الأردني في قطاع غزة. المعدات ستستخدم من قبل الطاقم الطبي للمرضى”، قال الجيش في بيان له. وتم تنسيق العملية أيضًا مع الولايات المتحدة.
وكتب الملك عبد الله الثاني على موقع X، تويتر سابقا، إن “هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة”.
ومع توغل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وتزايد حدة القصف الجوي، اقترح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الاثنين احتمال تعليق إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة مقابل وصول الصليب الأحمر الدولي إلى الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقال بوريل لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “أعتقد أن الهدنة الإنسانية التي يوازنها الوصول إلى الرهائن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر كخطوة أولى نحو إطلاق سراحهم هي مبادرة يجب أن نعمل عليها”.
وقال بوريل: “سمها هدنة، أو نافذة، أو أي شيء آخر، لكننا بحاجة إلى تراجع العنف واحترام القانون الإنساني الدولي”.
وعندما اخترق حوالي 3000 مسلح حدود غزة في 7 أكتوبر، وقتلوا حوالي 1400 شخص أثناء اجتياحهم البلدات في جنوب إسرائيل، قاموا أيضا باحتجاز ما لا يقل عن 245 رهينة في القطاع، بما في ذلك 30 طفلا على الأقل.
ولم يُسمح للصليب الأحمر الدولي بزيارة أي من الرهائن، كما يقتضي القانون الدولي.
ويضغط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا من أجل “هدنة إنسانية” في القتال بين إسرائيل وحماس في غزة لضمان حصول الناس في القطاع على المساعدة. واستبعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي هدنة حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي المقابل لاقتراح بوريل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيزيد مساعداته الإنسانية لغزة بمقدار 25 مليون يورو (27 مليون دولار).
وقالت فون دير لاين لدبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “سينفق الاتحاد الأوروبي بذلك ما مجموعه 100 مليون يورو كمساعدات إنسانية للمدنيين في غزة”.
في عضون ذلك، استمر إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات في جنوب إسرائيل يوم الاثنين، بما في ذلك باتجاه مدينة أشدود. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
ومع احتدام القتال، واصلت حماس وغيرها من الجماعات المسلحة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى نزوح أكثر من 200 ألف إسرائيلي والتسبب في أضرار واسعة النطاق، على الرغم من الغطاء الذي يوفره نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي.
مئات الآلاف من الأطفال في جنوب ووسط البلاد لا يلتحقون بالمدارس بدوام كامل بسبب عدم وجود ملاجئ في المؤسسات التعليمية.
يوم الأحد، أحيا الإسرائيليون مرور شهر على الهجوم الوحشي الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر.
أحد المواقع التي تم استهدافها في ذلك اليوم كانت قاعدة “ناحال عوز”، حيث قام مسلحو حماس بقتل وأسر عدد من أعضاء الوحدة 414 التابعة لفيلق جمع الاستخبارات القتالية.
وأعلن الجيش يوم الإثنين أنه أعاد فتح مركز “ناحال عوز” للمراقبة في اليوم السابق في موقع مؤقت في معسكر “رعيم”.
ويتولى جنود الوحدة مراقبة الكاميرات على طول حدود غزة، وتوجيه القوات إلى الحوادث المحتملة. وقال عدد من جنود المراقبة إن هجوم حماس في 7 أكتوبر سبقتها أشهر من الإشارات التحذيرية التي تجاهلها مسؤولو الاستخبارات باعتبارها غير مهمة.
يسمح مركز القيادة الجديد للجنود وجنود الاحتياط الناجين بمزاولة مهامهم مرة أخرى – مراقبة منطقة “ناحال عوز”.
وقال قائد الوحدة 414، المقدم أوفير أفرام، إن “قصة مركز قيادة ناحال عوز ستُذكر إلى الأبد كقصة بطولة وقتال”.
وخارج مركز القيادة الجديد، تم رسم لوحة جدارية تظهر ثلاثة مجندات في حقل عباد الشمس، مع عبارة: “الزهور ستستمر في التفتح”.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير