إسرائيل في حالة حرب - اليوم 393

بحث

الجيش الإسرائيلي يطلق عملية عسكرية واسعة في جنين ومقتل 8 فلسطينين على الأقل

أعداد كبيرة من القوات تتواجد في المنطقة أثناء تنفيذ الضربات الجوية؛ التطورات تأتي بعد أسابيع من التكهنات بشأن عملية عسكرية كبيرة

  • تصاعد الدخان من المنازل داخل مخيم جنين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية في 3 يوليو، 2023، بعد غارة جوية إسرائيلية. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)
    تصاعد الدخان من المنازل داخل مخيم جنين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية في 3 يوليو، 2023، بعد غارة جوية إسرائيلية. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)
  • صورة لغارة جوية مزعومة على جنين في 3 يوليو، 2023 (Video screenshot)
    صورة لغارة جوية مزعومة على جنين في 3 يوليو، 2023 (Video screenshot)
  • قوات عسكرية إسرائيلية داخل مبنى في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Screenshot: Twitter)
    قوات عسكرية إسرائيلية داخل مبنى في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Screenshot: Twitter)
  • عربات مدرعة إسرائيلية تمر عبر مدينة جنين بالضفة الغربية في 3 يوليو 2023، بعد غارة إسرائيلية. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)
    عربات مدرعة إسرائيلية تمر عبر مدينة جنين بالضفة الغربية في 3 يوليو 2023، بعد غارة إسرائيلية. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)
  • مسرح غارة جوية إسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Social media)
    مسرح غارة جوية إسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Social media)
  • وزير الدفاع يوآف غالانت (على يمين الصورة) مع ضباط عسكريين في غرفة عمليات للجيش الإسرائيلي خلال عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023.  (Ariel Hermoni/Defense Ministry)
    وزير الدفاع يوآف غالانت (على يمين الصورة) مع ضباط عسكريين في غرفة عمليات للجيش الإسرائيلي خلال عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)
  • عربات مدرعة للجيش الإسرائيلي في أطراف مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023.(Social media)
    عربات مدرعة للجيش الإسرائيلي في أطراف مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023.(Social media)
  • دخان يتصاعد من مخيم جنين في الضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Jaafar AshHTIYEH / AFP)
    دخان يتصاعد من مخيم جنين في الضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Jaafar AshHTIYEH / AFP)

شن الجيش الإسرائيلي عملية كبيرة في مدينة جنين بالضفة الغربية فجر الإثنين، ركزت على مخيم اللاجئين المضطرب في المدينة، مع تقارير عن غارات جوية على أهداف متعددة.

وقال مسؤول حكومي كبير إن “الهدف من هذه العملية الواسعة هو إنهاء دور جنين كمدينة ملاذ للإرهاب، وستستمر طالما كانت هناك حاجة إلى ذلك”.

يبدو أن الحملة هي الأكبر في الضفة الغربية منذ سنوات، وتأتي مع ارتفاع حدة التوترات بعد سلسلة من الهجمات الدامية التي نفذها فلسطينيون من منطقة جنين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثمانية فلسطينيين قُتلوا وأصيب ما لا يقل عن 27 آخرين من بينهم سبعة في حالة خطيرة.

وأكد الجيش أن “قوات الأمن تشارك الآن في جهود واسعة النطاق لإحباط الإرهاب في جميع أنحاء جنين” وقامت بقصف “البنية التحتية للإرهاب” في المدينة بعيد الساعة الواحدة فجرا بقليل.

وقال الجيش أنه شن غارة جوية على غرفة حرب مشتركة تخدم مجموعات مسلحة مختلفة في المدينة وما يسمى ب”كتيبة جنين”، والتي “كانت بمثابة نقطة مراقبة، ومكان تجمع للإرهابيين المسلحين قبل وبعد الأعمال الإرهابية، ومخبأ للذخائر والقنابل ومركز اتصالات”.

عربات مدرعة إسرائيلية تمر عبر مدينة جنين بالضفة الغربية في 3 يوليو 2023، بعد غارة إسرائيلية. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)

وقال المتحدث باسم الجيش دانيئل هغاري للصحفيين في وقت لاحق إن العملية تركزت على مخيم جنين وكانت “جزءا من سلسلة من الإجراءات التي نقوم بها وسنواصل تنفيذها”.

وقال: “لم نأت لاحتلال المخيم، هذه ليست عملية ضد السلطة الفلسطينية بل ضد الفصائل الفلسطينية في جنين”.

ووصف هغاري العملية بأنها “مداهمة على مستوى اللواء” دون إعطاء اسم رسمي لها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثلاثة على الأقل قُتلوا في الضربات الأولية. وذكرت أن أربعة من القتلى الفلسطينيين هم سميح فراس أبو الوفا، وحسام محمد أبو ذيبة، وأوس الحنون، ونور الدين حسام مرشود.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه بعد الضربة الأولية على المقر المشترك للفصائل المسلحة، نفذ الجيش عددا من الضربات بطائرات مسيرة على عناصر مطلوبين ومواقع أخرى تستخدم لتخزين وتصنيع الأسلحة.

وأفاد الفلسطينيون أنه تم إرسال رسائل نصية للسكان تطلب منهم البقاء في منازلهم، بينما تلقى بعض أعضاء الفصائل المسلحة رسائل نصية تحثهم على إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم.

زعم أعضاء في الجناح المحلي لحركة “الجهاد الإسلامي”، المعروف باسم “كتيبة جنين”، أن عناصره فتحوا النار على القوات الإسرائيلية في المدينة واستهدفوا آليات عسكرية، بما في ذلك جرافة D9، بعبوات ناسفة.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية فلسطينية أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت عضوا بارزا في ما يسمى بـ”كتيبة جبع”، وهي جماعة مسلحة أخرى مقرها شمال الضفة الغربية. وزعمت التقارير أن مراد ملايشة كان مطلوبا من قبل إسرائيل منذ أكثر من عام.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن الاشتباكات المتفرقة والغارات الجوية الإسرائيلية استمرت مع بزوغ الفجر في جنين.

وأظهرت لقطات تم نشرها على الإنترنت ما زُعم أنها ناقلات جند مدرعة في ضواحي المدينة الفلسطينية.

عربات مدرعة للجيش الإسرائيلي في أطراف مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023.(Social media)

كما زعمت وسائل إعلام فلسطينية أن مسلحين تمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي فوق المدينة.

وقال الجيش انه خلال العملية، عثرت القوات على عدد من العبوات الناسفة واعتقلت العديد من الفلسطينيين.

تظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي صاروخا بدائي الصنع ضبطته القوات الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش إن القوات دمرت معملا اسُتخدم لتصنيع عبوات ناسفة.

واصيب جندي اسرائيلي بجروح طفيفة خلال العملية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي أصيب بشظايا قنبلة يدوية ألقتها قوات إسرائيلية أخرى، مضيفا أن الجندي المصاب نُقل إلى المستشفى لتلقي مزيد من العلاج.

عبوات ناسفة عثرت عليها القوات الإسرائيلية خلال عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Israel Defense Forces)

وفي قطاع غزة وجه القيادي في حركة “حماس” إسماعيل هنية رسالة تضامن مع جنين وحذر من أن “الدم الذي يراق في جنين سيحدد المرحلة المقبلة على كافة السبل الممكنة. شعبنا ومقاومته قادرون على الرد على هذا العدوان الهمجي”.

وتستعد القوات الأمنية لاحتمال إطلاق صواريخ من القطاع.

وقال مصدر أمني رفيع لموقع “واينت” الإخباري إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة تلقيتا رسائل مفادها أن العملية تقتصر على جنين وأنه لا ينبغي لهما التدخل أو “أننا سنرد بشدة”.

وأشاد وزير الدفاع يوآف غالانت بالعملية في تغريدة، قائلا إن “كل من يؤذي مواطني إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا”.

وأضاف غالانت: “نحن نراقب عن كثب سلوك عدونا، ومؤسسة الدفاع مستعدة لأي سيناريو”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (على يمين الصورة) مع ضباط عسكريين في غرفة عمليات للجيش الإسرائيلي خلال عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

في حادثة منفصلة على ما يبدو، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شابا يبلغ من العمر 21 عاما، يُدعى محمد حسنين، قُتل برصاص القوات الإسرائيلية عند مدخل مدينة البيرة، بالقرب من رام الله. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الحادث.

وفي حادث آخر، أطلق مسلحون فلسطينيون النار على مستوطنة أفني حيفتس بالضفة الغربية صباح الإثنين، مما تسبب في أضرار طفيفة في مبنى، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتقوم القوات بتمشيط المنطقة بحثا عن المشتبه بهم.

تعرضت أفني حيفتس، القريبة من مدينة طولكرم الفلسطينية، لإطلاق النار عدة مرات في الأشهر الأخيرة.

في غضون ذلك، انتقد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عملية الجيش الإسرائيلي في جنين، ووصفها بأنها “جريمة حرب جديدة ضد شعبنا الأعزل”.

منذ أسابيع هناك تكهنات حول عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية، بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار والمقاومة الشديدة لعمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية.

في الشهر الماضي، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة تقل ثلاثة مسلحين فلسطينيين كانوا قد فتحوا للتو النار على نقطة تفتيش في شمال الضفة الغربية بالقرب من جنين، في أول عملية قتل مستهدفة في الضفة الغربية منذ عام 2006.

وجاء هذا الحادث بعد أيام من استخدام طائرات مروحية هجومية في عملية عسكرية في جنين قُتل فيها سبعة فلسطينيين، بينهم فتيان اثنان، وأصيب ثمانية جنود في انفجار قنبلة كبيرة على جانب طريق وفي اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين.

في الأسبوع الماضي، أظهرت لقطات فلسطينيين في منطقة جنين وهم يحاولون إطلاق صاروخين محليي الصنع باتجاه بلدات إسرائيلية. وسقط الصاروخان في المناطق الخاضعة للسيادة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية ولم يعبرا الحدود إلى داخل إسرائيل.

لطالما اعتبر الجيش شمال الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومحيطها، “بؤرا للإرهاب”، أبرزتها سلسلة من الهجمات في أوائل عام 2022 والتي نفذ العديد منها مسلحون من سكان المنطقة.

دخان يتصاعد من مخيم جنين في الضفة الغربية، 3 يوليو، 2023. (Jaafar AshHTIYEH / AFP)

وقال هجاري إنه منذ العام الماضي، نفذ سكان المنطقة نحو 50 هجوم إطلاق نار، وفر 19 فلسطينيا إلى جنين لالتماس اللجوء هناك من القوات الإسرائيلية.

في الولايات المتحدة، كتب السفير الإسرائيلي مايك هرتسوغ في تغريدة ليلا: “على مدى العامين الماضيين، أصبحت جنين مركزا رئيسيا للإرهاب ومعقلا إيرانيا بالقرب من المراكز السكانية الإسرائيلية. معظم الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين جاءت من جنين. لن تقف أي دولة مكتوفة الأيدي بينما يضرب الإرهابيون مواطنيها”.

تصاعدت التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية على مدار العام ونصف العام الأخيرين، حيث شن الجيش عمليات ليلية شبه يومية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة.

منذ بداية هذا العام، قتلت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية 24 شخصا.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 137 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن